التعليم واللغات > اللغويات العامة

أسلوب كتابتك قد يحدده انتماؤك

يُظهر بحث جديد أن التغيرات الصغيرة في نمط كتابة الأشخاص تستطيع الكشف عن المجموعة التي ينتمون إليها عند لحظة معينة، وتُعد المجموعات أساسية للهوية البشرية وعديد من البشر هم جزء من مجموعات متعددة تقوم على خصائص أو اهتمامات مشتركة بدءًا من النوادي المحلية وانتهاء بالهوية الوطنية (1).

وأوضحت الدراسة الجديدة التي أجرتها عدة جامعات أمريكية أن سلوك المجموعة المعياري ينعكس في أسلوب كتابة الشخص، وتوضح أيضًا أن تقييم أسلوب الكتابة يمكن أن يكشف بدقة تصل إلى نحو 70% أي مجموعة أثرت في الشخص في أثناء كتابة نص معين، وقد درس الباحثون كيف يغير الآباء والأمهات النسويون نمط كتابتهم عندما ينتقلون من هوية إلى أخرى في منتديات يكتب فيها المشتركون دون الإفصاح عن هويتهم الحقيقية مثل Reddit وMumsnet وغيرها (1).

قالت الدكتورة ميريام كوشات-ريس من قسم علم النفس ومعهد علم البيانات والذكاء الصنعي في جامعة إكستر: "الناس ليسوا شيئًا واحدًا، نحن بصفتنا بشرًا نتغير من موقف إلى آخر". وفي الوضع الحالي سيحتاج عديد من الأشخاص إلى التبديل بين كونهم آباء أو موظفين في أثناء محاولتهم لإدارة أمور البيت والتزامات العمل، عدا عن ذلك يؤثر التبديل بين الهويات في السلوك بطرائق متعددة، وفي دراستنا تعقبنا الهوية التي كانت نشطة عن طريق التركيز على اللغة فوجدنا أن الناس لا يغيرون نمط كتابتهم فقط لإثارة إعجاب جمهورهم، بل يغيرونه بناءً على هوية المجموعة التي تؤثر فيهم في ذلك الوقت (1).

لذلك أجرينا تجربة صغيرة وطلبنا من الأشخاص التفكير بصفتهم آباءً فعكست التجربة نمطهم؛ فقد ذكر الأشخاص كلمات كرعاية الأطفال. ووفقًا لدراسة أخرى أجرتها الدكتورة كوشات-ريس قالت: "نحن نركز على الصحة العقلية؛ فهي تتيح لنا كيفية وصول الأشخاص إلى هويات مختلفة على نطاق واسع، ولقد عُثر على هويات مجموعة تؤثر في السلوك وغيره في عديد من الأماكن سواء في العمل أو التعليم أو النشاط السياسي" (1).

ومع التطور ظهر أنموذج تقييم الهوية الاجتماعية المؤتمتAutomated Social Identity Assessment  (اختصارًا ASIA) الذي يمكنه دراسة التغيرات داخل الشخص، ما يبيِّن أن الأشخاص يتحولون بين الهويات المختلفة وفقًا لفكرة السياق الاجتماعي الذي يجعل هوية معينة بارزة، وتشير الأبحاث إلى أنه قد توجد أكثر من هوية واحدة بارزة (1). وغالبًا ما يؤثر المتحدثون والمستمعون في ذكريات بعضهم بعضًا في المحادثة، وبذلك يعززون تكوين ذاكرة مشتركة، ولكن عندما ينصت المستمعون لاسترجاع المتحدثين الانتقائي للأحداث التي سبق مواجهتها فإنهم ينسون المعلومات غير المذكورة (2).

وفي دراسة أخرى أُجري على 172 طالبًا جامعيًّا ثلاث تجارب لتقييم آثار إبراز هوية جمعية أو تفريقية في المجموعات غير المتجانسة، وانطوت التجارب على تعيين الذكور والإناث في مجموعات مختلفة جمعية أو تفريقية وطُلب منهم أداء مهام حاسوبية كلٌّ على حدة، وأُخبِروا أنهم يتفاعلون مع أشخاص آخرين (حقيقيين ووهميين)، وفي التجربة الثانية قيل للمشتركين أن الأشخاص (الوهميين) الذين يتعاونون معهم هم من اختصاص معيَّن، وفي التجربة الثالثة تلاعب الباحثون بهوية المجموعة عن طريق تغيير المصير المشترك لأعضاء المجموعة، وجاءت نتائج التجارب الثلاث لتدعم فرضية أن كبح الهوية الفردية يزداد غالبًا عند إبراز الهوية الجمعية للمجموعة (3).

المصادر:

1. Koschate M, Naserian E, Dickens L, Stuart A, Russo A, Levine M. ASIA: Automated Social Identity Assessment using linguistic style. Behavior Research Methods. 2021; DOI: 10.3758/s13428-020-01511-3

2. Coman A, Hirst W. Social identity and socially shared retrieval-induced forgetting: The effects of group membership. Journal of Experimental Psychology: General. 2015;144(4):717-722.DOI: هنا

3. Kramer R, Brewer M. Effects of group identity on resource use in a simulated commons dilemma. Journal of Personality and Social Psychology. 1984;46(5):1044-1057.DOI: هنا