الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

ما هي ضخامة القرينات الأنفية؟

 القرينات الأنفيّة (Nasal turbinates) عبارة عن بنى عظمية موجودة داخل الأنف على الجدران الوحشية (الجانبية)، محاطة بنسيج وعائي ومغطاة بغشاء مخاطي. يوجد في كل حفرة أنفية ثلاث قرينات: علوية ومتوسطة وسفلية. تعمل هذه البنى على ترطيب وتدفئة وتنقية الهواء النافذ من خلال المساحة المحصورة بين القرينات، وينفذ تقريبًا 50% من الهواء عبر المساحة المحصورة بين القرين المتوسط والسفلي (1,2,3).

تتضخم القرينات ولا سيما القرين السفلي نتيجة العديد من العوامل مسببةً انسداد جوف الأنف، ومن الأسباب المتهمة بحصول هذا: 

1. إنتانات الطرق التنفسية العلوية أو الرشح.

2. عدوى الجيوب الحادة.

3. التهاب الأنف التحسسي وغير التحسسي.

4. التهاب الأنف والجيوب المزمن.

5. بعض الأدوية.

6. التبدلات الهرمونية.

تسبب هذه الضخامة انسدادًا في مجرى التنفس كما تحدثنا ومن ثم أعراضًا مختلفةً تشمل احتقانًا على نحو متبادل بين الجهتين اليسرى واليمنى، وصعوبةً في التنفس، واحتقانَ الأنف في أثناء الاستلقاء، وسيلانًا أنفيًّا، وصدور أصوات تنفسية أو التنفس عبر الفم في أثناء النوم (1).

ويتعلق علاج ضخامة القرينات بالعامل المسبب؛ فبعد إجراء الاستقصاءات اللازمة كالفحص السريري للأنف واختبارات إضافية مثل اختبار التحسس والصور الشعاعية؛ يمكن حينها السيطرة على الضخامة باستخدام أدوية مثل بخاخات محلول ملحي للأنف، بخاخات أنفية مضادة للهيستامين، بخاخات الستيرويد الأنفية، والعلاج المناعي لفرط الحساسية الحاصل (1). 

ويمكن اللجوء للجراحة في حال عدم فعالية الأدوية واختفاء الأعراض المزعجة، إذ ظهرت عدة تقنيات جراحية تهدف إلى تقليل حجم القرينات وتحسين تدفق الهواء عبر الأنف، مع الحفاظ على وظيفة القرين، ومنها:

استئصال تحت المخاطية (Submucous resection): تعتمد على استئصال القسم العظمي والنسج المتضخمة مع المحافظة على المخاطية الأنفية (2). 

إنقاص حجم القرين بالتردد الراديوي (Radiofrequency turbinate reduction): ينص على توجيه الترددات الراديوية باتجاه القرين وتسبب فيما بعد نقصانًا في حجم القرين. يمكن إجراؤه في العيادة تحت التخدير الموضعي (3).

استئصال جزء أو كامل القرين الأنفي: لا يُنصَح به لما قد يحدثه من نزف شديد، ومتلازمة الأنف المسدود (Empty nose Syndrome) والتي تحدث نتيجة الاستئصال الكبير للمخاطية الأنفية التي تنقل الإحساس بالتيار الهوائي ومن ثم غياب هذا الإحساس وشعور المريض بانسداد الأنف (2). 

وفي دراسة أُجريت على 18 مريضًا يعانون التهابَ الأنف المزمن للمقارنة بين نتائج الاستئصال الجذري (الكامل) للقرين السفلي مع استئصال القسم الأمامي فقط من القرين؛ أظهرت النتائج انخفاض المقاومة الأنفية لجريان الهواء في كليهما، في حين لم يظهر أي تحسن مهم في الإحساس الذاتي بانسداد الأنف (subjective nasal obstruction) عند استئصال الجزء الأمامي فقط؛ ومن ثم لا يمكن التوصية باستئصال القسم الأمامي فقط (4).

ولتقييم أفضل؛ أُجريت دراسة للمقارنة بين فعالية تقنية رأب القرينات (Powered turbinoplasty) وكي تحت المخاطية (Submucosal cauterization)، وأظهرت النتائج انخفاضًا في معدل المرض عند من أجريت لهم رأب القرينات إضافة إلى تحكم أفضل في النتائج الطويلة المدى عند مقارنتها بالكي تحت المخاطية (5). 

نرى من ذلك أهمية القرينات الأنفية ودورها المهم في عملية التنفس، وما يترافق مع ذلك من أمراض يجب مراقبتها.

المصادر:

1_Turbinate Hypertrophy - ENT Health [Internet]. ENT Health. [cited 17 April 2021]. Available from: هنا

2- Turbinate Hypertrophy | UCI Health Otolaryngology | Ear, Nose and Throat | UCI Health | Orange County, CA [Internet]. Ucihealth.org. [cited 17 April 2021]. Available from: هنا

3- Turbinate reduction [Internet]. Stanfordhealthcare.org. [cited 17 April 2021]. Available from: هنا

4- Wight RG, Jones AS, Clegg RT. A comparison of anterior and radical trimming of the inferior nasal turbinates and the effects on nasal resistance to airflow. Clinical Otolaryngology & Allied Sciences 1988;13:223–6.. Available from: هنا

5-  Joniau S, Wong I, Rajapaksa S, Carney S, Wormald P. Long-Term Comparison Between Submucosal Cauterization and Powered Reduction of the Inferior Turbinates. The Laryngoscope [Internet]. 2006 [cited 17 April 2021];116(9):1612-6. Available from: هنا