التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

اعتلال العصب الحوضي (pudendal neuralgia)

يمتد العصب الحوضي من مؤخرة الحوض إلى ما يقارب قاعدة القضيب أو المهبل، ثم يتفرع إلى أعصابٍ أخرى، ويرسل الرسائل القادمة من الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج والمناطق القريبة الأخرى إلى الدماغ، ويتحكم في عضلات المَصَرَّة التي تُفتح وتُغلق عند التبرُّز؛ لذلك فإن أي تلف أو إصابة في هذا العصب تسبب ألمًا أو انزعاجًا حادًّا يترافق مع صعوبة في التبرز وممارسة الجنس والجلوس، وهذا ما نسميه بالاعتلال العصب الحوضي (pudendal neuralgia). وهو يصيب الرجال والنساء على حدٍّ سواء، على الرغم من وجود عدة دراسات تكشف أن نحو ثلثي المصابين بالمرض من النساء (1).

ومن أسباب تلف العصب الحوضي:

- انحباس العصب الحوضي أو متلازمة قناة ألكوك، وهو تعرُّض العصب لضغط من العضلات والأنسجة المحيطة.

- الجلوس فترات طويلة أو ركوب الدراجات أو ركوب الخيل أو الإمساك (عادةً على مدى أشهر أو سنوات) -يمكن أن يتسبب ذلك بأضرار طفيفة متكررة في منطقة الحوض، ينتج عن تراكمها حدوث التلف.

- الجراحة في منطقة الحوض.

- كسر عظم الحوض.

- تلف العصب الفرجي في أثناء الولادة (قد يتحسن هذا بعد بضعة أشهر).

- نمو خلايا سرطانية أو غير سرطانية مما يضغط على العصب الحوضي (2).

غالبًا ما يكون أهم أعراض اعتلال العصب الفرجي الألمَ في الحوض، وذلك قد يؤثر في أي منطقة يصلها هذا العصب، ويصف المرضى الألم كما يأتي:

- إحساس بالحرق أو السحق أو إطلاق النار أو الوخز.

- يتطور تدريجيًّا أو فجأة.

- يكون ثابتًا، ولكنه أسوأ في بعض الأحيان وأفضل في أحيان أخرى.

- يكون أسوأ عند الجلوس ويتحسن عند الوقوف أو الاستلقاء.

و قد تصاحبه أعراض أخرى مثل:

- خدر ووخز في منطقة الحوض.

- زيادة الحساسية للألم -حتى لمجرد لمسة خفيفة أو ارتداء الملابس.

- الشعور كما لو أن هناك تورمًا أو جسمًا في منطقة العجان، وغالبًا ما يوصف بأنه شعور مثل كرة الجولف أو كرة التنس.

- الحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض على نحو متكرر أو فجأة.

- ألم في أثناء ممارسة الجنس، وصعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية، وضعف الانتصاب لدى الرجال (2).

يصعب تشخيص اعتلال العصب الحوضي، لذلك يعتمد التشخيص اعتمادًا كبيرًا على الفحص البدني والتاريخ المرضي وأسلوب حياة المريض، وقد حدد روبرت نانت (Robert Nantes) خمسة معايير أساسية يجب توفرها:

- ألم يقتصر على مناطق تعصيب العصب الحوضي.

- ألم في أثناء الجلوس.

- عدم قدرة المريض على النوم.

- عدم وجود عيوب حسية.

- تأثير إيجابي لتخدير العصب الفرجي (3).

العلاج:

ينقسم العلاج إلى ثلاثة أنواع:

- العلاج الدوائي: باستخدام المرخيات العضلية والمسكنات ومضادات التشنُّج التي يختارها الطبيب بناءً على الأعراض الظاهرة على المريض.

- العلاج الجراحي: وهو حقن العصب بإحدى المواد الآتية: البوتوكس Botulinum toxin Type، أو الكورتيزون، أو حمض الهيالورونيك، أو مستخرج الصفيحات المنشَّطة. أو قد تُجرى عمليات جراحية مثل التعديل العصبي بالأقطاب الكهربائية القابلة للزرع، أو جراحة تحرير العصب الحوضي، أو العلاج بالترددات الراديوية النبضية.

- العلاج الفيزيائي: وهو المحافظة على وضعيات الجسم السليمة، واستخدام وسادة على شكل نصف دائري لتخفيف الضغط المطبق على العصب الحوضي في أثناء الجلوس، وتدريب المريض على إجراء بعض التمارين التي تساعد على إرخاء العصب الحوضي وتخفيف الألم (3).

وتهدف هذه العلاجات إلى تحسين نوعية حياة المريض والتخلُّص من الآلام، ويختار الطبيب طريقة العلاج المثلى بناءً على التشخيص الدقيق (3).

ونأتي إلى السؤال الآتي: ما تأثير اعتلال العصب الحوضي في الجنس؟

نظرًا إلى أن العصب الحوضي هو أحد الأعصاب الأولية المرتبطة بالنشوة الجنسية، فإن الاعتلال ضمن العصب يؤثر تأثيرًا مباشرًا في النشاط الجنسي، وتعاني عديد من النساء من آلام حادة في أثناء الجماع، ومن ثمَّ فإنه عند حدوث أي  ضرر أو تهيُّج أو انحسار في هذا العصب فهذا يؤثر كليًّا في الحياة الجنسية (4).

المصادر:

1. Pudendal Neuralgia: A Real Pain in the Rear End. WebMD. 2020]. [accessed 31 Mar 2021] Available from: هنا

2. Pudendal neuralgia. nhs.uk. 201921. [accessed 31 Mar 2021] Available from: هنا

3. Pudendal Neuralgia. Physiopedia. 2021. [accessed 31 Mar 2021] Available from: هنا

4. Matthews V. Taking the Shame out of Pudendal Neuralgia!. Contemporary OB/GYN. 20121. [accessed 3 Apr 2021] Available from: هنا