الكيمياء والصيدلة > لقاحات

خطورة الآثار الجانبية المُحتمَلة للقاحات COVID-19

في حين يتلقى الناس من جميع أنحاء العالم لقاحات COVID-19 ظهرَت تقارير عن وجود آثار جانبية مؤقتة كالصداع والحمى؛ إلا أنَّ كثيرًا من هذا كان متوقعًا في الواقع؛ نظرًا إلى البيانات التي تشير إليها التجارب السريرية. ولكن بعدَ إعطاء اللقاح لملايين الأشخاص -مقارنةً بالآلاف المسجلين في الدراسات المبكرة- ظهرت تقارير عن بعض ردود الفعل التحسسية النادرة، ممّا أثار موجة من التساؤلات عن مدى أمان تلقي هذه اللقاحات (1).

لاحظ الباحثون في أثناء إجراء التجارب السريرية الكبيرة أنَّ معظمَ الآثار الجانبية قد كانت طفيفة؛ إذ كانت عادةً تستمر بضعة أيام فقط. وقد شملت اللقاحات Pfizer/BioNTech، Moderna، AstraZeneca/Oxford، وJohnson & Johnson الأعراض الجانبية الآتية:

- ألم في موقع الحقن.

- تعب.

- صداع.

- آلام في العضلات أو المفاصل.

- غثيان وإقياء.

- حمى أو قشعريرة (2).

وتشير البيانات الأولية من التجارب السريرية للقاح Sputnik V المعتمد في روسيا إلى أنَّ أكثر آثاره الجانبية شيوعًا تشمل أعراضًا مشابهة لأعراض الإنفلونزا إضافةً إلى ردود فعل في موقع الحقن (1).

وفي محاولة لتحرّي وجود رابط بين اللقاحات التي تُقدَّم في الولايات المتحدة الأمريكية وحالات الوفاة الواقعة بعد تلقيها؛ بعد تقديم أكثر من 63 مليون جرعة في الولايات المتحدة الأمريكية من 14 كانون الأول (ديسمبر) 2020 حتى 21 شباط (فبراير) 2021م؛ وجد الباحثون 1099 حالة وفاة (0.0015%)، وقد راجع أطباء مراكز مكافحة الأمراض (Centers for Disease Control - CDC) وأطباء إدارة الأغذية والأدوية (Food & Drug Administration - FDA) كلَّ حالةٍ منها، ولحسن الحظ لم يظهر أي دليل على أنَّ اللقاح قد أسهم في أيّ وفاة (3).

إن أكثر ما أثار انتباه الباحثين هي التفاعلات التحسسية الشديدة التي ظهرت ظهورًا نادرًا عند بعض متلقّي اللقاحات بعد أخذها؛ فقد أحدثَ لقاح Moderna قرابة ثلاثة تفاعلات تآقية لكل مليون جرعة، في حين نتج عن لقاح Pfizer-BioNTech خمسة تفاعلات لكل مليون جرعة، وتُعدُّ هذه القيم مرتفعة نسبيًّا وأكثر منها في معظم اللقاحات الأخرى ومن ضمنها لقاح الإنفلونزا السنوي، إذ تكون النسبة تفاعل تآقي واحد إلى مليون جرعة، وإضافةً إلى ذلك أُكِّدَ وجود 30 حالة تآق من 3 مليون جرعة معطاة حتى الآن بالنسبة للقاح Oxforf-AstraZeneca (1).

على أيّ حال؛ يتوقع مختصو اللقاح بأنّ هذه النسب قد تتغير مع الوقت بتقديم اللقاحات على نحو أكبر، وينصح مسؤولو الصحة العامة الأشخاصَ الذين يعانون حساسيةً لأي مكون من مكونات اللقاح ألَّا يأخذوا اللقاح على الرغم من تعافي كل مَن أظهر ردود الأفعال التحسسية هذه تعافيًا تامًّا (1).

يُعدُّ التآق تفاعلًا تحسسيًّا خطيرًا ومهددًا للحياة، وقد يحدث في غضون ثوانٍ إلى دقائق بعد التعرض لمادة مسببة للتحسس عند شخص ما، كأطعمة معينة أو بعض الأدوية أو السموم الحشرية أو بعد التعرض للاتكس (4).

يحرض التآق الجهازَ المناعي على إطلاق كمية كبيرة من المواد الكيميائية التي قد تسبب انخفاض ضغط الدم وتضيق المسالك الهوائية التنفسية؛ وتتظاهر على المريض بعضُ الأعراض التي تتضمن تسرع النبض وضعفه وطفحًا جلديًّا وغثيانًا وإقياء (4).

ولحسن الحظ؛ يعدّ التآق -على عكس COVID-19- قابلًا للعلاج إذا شُخِّصَ بسرعة، وذلك باستخدام أدوية كالإيبينيفرين epinephrine، ومن الضروري أيضًا أن تُقدَّمَ الرعاية الصحية اللازمة بعد ذلك لمتابعة العلاج التام (1,4).

لا يعلم الباحثون -حتى الآن- أيّ مكوّن من اللقاح هو المسبب الرئيس للتآق، ولكن يعتقد بعضهم أنه الغليكول بولي إيثيلين (polyethylene glycol - PEG) الموجود في لقاحات الرنا المرسال mRNA (Moderna وPfizer-BioNTech). وفي حال التأكد من المركب المُسبِّب بعد إجراء مزيدٍ من الدراسات؛ يصبح من الممكن أن تُطوَّرَ بوليميرات متوافقة مع اللقاحات بحيث لا تسبب تفاعلات حساسية (1).

وفي النهاية، من الطبيعي أن نشعرَ بالدهشة عند سماع أنَّ هذه اللقاحات -التي طُوِّرت بسرعة- فعالة وآمنة؛ إلّا أنَّه علينا ألاّ ننسى التقارير عن فعاليتها الإجمالية العالية المتراوحة بين 70% و95% (وهي أعلى من متوسط فعالية لقاح الإنفلونزا على سبيل المثال)، ولابدَّ من أن ننتبه إلى أنَّه ليس بالضرورة أن يُعدّ وجود التأثير الجانبي أو رد فعل الجسم مؤشرًا سلبيًّا؛ فقد يشير هذا الأمر إلى أنَّ الجسم يبني الحماية ضد الفيروس بناءً فعّالًا (2).

المصادر:

1. Remmel A. COVID vaccines and safety: what the research says. Nature [Internet]. 2021;590(7847):538-540. Available from: هنا

2. Shmerling R, H. COVID-19 vaccines: Safety, side effects — and coincidence - Harvard Health Blog [Internet]. Harvard Health Blog. 2021 [cited 31 March 2021]. Available from: هنا

3. Selected Adverse Events Reported after COVID-19 Vaccination [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2021 [cited 31 March 2021]. Available from: هنا

4. Anaphylaxis - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2019 [cited 31 March 2021]. Available from: هنا