علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

العلاج بالصدمات الكهربائية: الملاذ الأخير لمكافحة الاكتئاب

يستعين الأغلبية من مرضى الاكتئاب  بمضادات الاكتئاب او بالعلاج السلوكي المعرفي، ولكن ثمة حالات تفشل محاولات العلاج فيها، فيستعين الأطباء بطرقٍ غير تقليدية  مثل العلاج بالصدمات الكهربائية Electroconvulsive Therapy ECT.

ما هو و متى يستخدم ؟ 

يعد العلاج بالصدمات الكهربائية من أقدم  طرق العلاج وأكثرها إثارة  للجدل، إذ تُمرر عدة تيارات  كهربائية منخفضة التوتر عبر الدماغ مؤدية لنوبة صرع  وتغيرات في كيمياء الدماغ (1). ومن الممكن أن يعتمد الأطباء على هذا النوع من العلاج عندما تفشل طرق العلاج الأخرى، وفي الحالات المزمنة من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب الحاد، والاكتئاب المقاوم للعلاج، والهوس الشديد، والجامود catatonia ، والعدوان عند المصابين بالخرف.

كيف بدأ العلاج بالصدمات الكهربائية؟ 

كان لازلو ميدونا  Laszló Meduna أول من استخدم الصدمات الكهربائية كوسيلة لعلاج الفصام في العام 1934 وعالج أكثر من 100 مريض خلال العامين القادمين و نجح بشفاء نصفهم (2). تلقى  Meduna  العديد من الانتقادات بسبب الأعراض الجانبية و التمثيل الإعلامي السلبي لهذا الأسلوب من العلاج المثير للجدل. واجتاز العلاج بالصدمات الكهربائية أشواطًا كبيرة منذ حقبة ميدون وأصبح الآن أكثر أمانًا وفعالية؛ إذ يُخدرالطبيب المرضى تخديرًا عامًا قبل الخضوع للعلاج، وسُجل تحسنًا ملحوظًا لدى 80٪ من المرضى الخاضعين للعلاج بالصدمات الكهربائية (3).

ولكن حتى في زمننا الحالي يستخدم المعالج وسائل التخدير العام للحد من الأعراض الجانبية، ولُوحظ تحسنًا ملحوظًا لدى 80% من المرضى الذين يخضعون لهذا العلاج رغم النظرة  العامة السلبية تجاه العلاج بالصدمات الكهربائية(3). 

 

ما هي الأعراض الجانبية؟

طريقة العلاج بالصدمات الكهربائية:  

يمرر الطبيب صدمات كهربائية  قصيرة ومضبوطة، فتسبب نوبة دماغية تدوم 60 ثانية. وتعاد هذه الجلسات مرتين أو ثلاثة مرات في الأسبوع حسب  شدة الأعراض و درجة الاستجابة حتى يصل مجموع الجلسات إلى ما بين 6 و 12 جلسة. ومن خلال المعالجة، يعطي الطبيب المريض مُرخي عضلي إضافًة إلى التخدير العام للحد من الألم والأعراض الجانبية. (3)

وهنالك عدة نظريات تُفسر سبب تحسن أعراض الإكتئاب بعد المعالجة، ولكن آلية العمل لا تزال غير مكتملة. وتتوقع إحدى النظريات الجديدة الواعدة  بأن التيار الكهربائي يحدث تغيرات هيكلية في مرونة الدماغ ويحفز تكوين خلايا عصبية جديدة من الخلايا الجذعية (2).

وعلى الرغم من نجاح العلاج بالصدمات الكهربائية في الحد من آثار الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى، لكن استخدامه يبقى مقصورًا على الحالات الشديدة والمقاومة للعلاج بالوسائل الأخرى. ولكن هذا النوع من العلاج قد لا يؤدي لتحسن دائم، لذا يجب مرافقة الجلسات بمضادات الاكتئاب أو أنواع المداواة الأخرى (1).

المصادر:

1. Electroconvulsive therapy (ECT) [Internet]. Mayo Clinic. 2018 [cited 29 January 2021]. Available from: هنا

2. Gazdag G, Ungvari GS. Electroconvulsive therapy: 80 years old and still going strong. World journal of psychiatry. 2019; 9(1):1. Available from: هنا

3. What is Electroconvulsive therapy (ECT)? [Internet]. American Psychiatric Association. [cited 29 January 2021]. Available from: هنا

إعداد: Lea Farah