الفنون البصرية > مدارس الفن

فن الخداع البصري؛ الأوب آرت

الأوب آرت (Op art)؛ اختصار لما يعرف بالفن البصري (Optical art)، وهي حركة فنية دولية برزت في ستينات القرن العشرين، وهو فنٌّ يعتمد على  الأوهام الفيزيائية البصرية من أجل خداع عين المشاهد واستكشاف الطرق التي يمكن أن تحفّز بها الأشكال التجريدية والألوان والنقوش بصره (1-3).

ويسمى أيضًا فن الشبكية (Retinal art)، ويعدّ شكل من أشكال الفن الحركي؛ إذ يعبّر عن التصاميم الهندسية التي تخلق مشاعر الحركة أو الاهتزاز، أُنتجت الأعمال الفنيّة أوّل مرة باللونين الأسود والأبيض، ثم أُضيفت الألوان إليها.

*لوحة Movement In Squares (1961) للفنان بريدجيت رايل Bridget Riley.

من أهم فناني حركة الأوب آرت فيكتور فارسالي (Victor Vasarely)، وبريدجيت رايل (Bridget Rile)، وامتاز فنانو هذه الحركة باختلافهم عن الفنانين الأوائل في الفنون الهندسية، من خلال التلاعب بالعلاقات الشكلية لإثارة الإحساس بالوهم والغموض والتناقض في رؤية المشاهد. (2)

صاغت مجلة  تايم هذا المصطلح عام 1964م، استجابةً لأعمال الفنان الفرنسي الهنغاري فيكتور فارسالي (Victor Vasarely)، والذي يشار إليه لاحقًا بـ "جد" الـ Op art، كان من أوائل من اكتشفوا هذا الأسلوب في ثلاثينات القرن العشرين في لوحاته؛ إذ جمع بين اهتمامه بالعلوم والألوان والبصريات، وفي منتصف الخمسينات من القرن العشرين أنتج فارسالي لوحات ذات تشكيل هندسي معقّد وتأثير مربك. (1)

*لوحة TaÏmyr (1958) للفنان فيكتور فاساريلي Victor Vasarely.

استخدم مصطلح الأوب آرت على نحو شائع للإشارة -خصوصًا- إلى الأشكال ثنائية الأبعاد ذات التأثيرات النفسية الفيزيولوجية القوية. (4)

جذبت حركة (Op art) الاهتمام الدولي أوّل مرّة من خلال معرض "The Responsive Eye" في متحف الفنِّ الحديث في مدينة نيويورك (MOMA) عام 1965، الذي أظهر جنبًا إلى جنب نوعين من التأثيرات البصرية: التباس وغموض الأسطح الملوّنة، والإيحاء الذي تميزت به حركة الأوب آرت بالخطوط والنقوش باللونين الأبيض والأسود (4)

نتيجة لذلك، بدأ أسلوب الأوب آرت بالظهور في الرسومات المطبوعة والإعلانات، وكذلك في تصميم الأزياء والديكورات الداخلية. (2)

*لوحة الهبوط ( Fall (1963 للفنان بريدجيت رايلي Riley, Bridget.

تراوحت التأثيرات التي أنشأها (Op Art) من الخفيفة إلى المزعجة والمُربِكة، واعتمد على نظريات الألوان وعلى الفيزيولوجيا وعلم النفس في الإدراك (5،4). وجدير بالذّكر أنّ حركة الأوب آرت تلاشت بنهاية ستينات القرن العشرين (2).

1- كانت حركة الأوب آرت مدفوعة من قبل مجموعة من الفنانين المهتمين بالتحقيق في التأثيرات الإدراكية المختلفة، وأخذ البعض منهم ذلك بدافع الحماس للبحث والتجربة، والبعض الآخر على أمل بعيد بأن تجد هذه التأثيرات جمهورًا واسعًا، وتحقيق دمج الفن الحديث في المجتمع بطريقة جديدة؛ إذ بدأ الأوب آرت فنًّا مناسبًا للغاية للمجتمع الحديث. (6)

2- قد يبدو الأوب آرت خليفة التجريد الهندسي، إلّا أنّ تركيزه على خلق الوهم والإدراك الحسي، يرجّح انحداره من فنون أكثر قدمّا، مثل، (trompe l'oeil)؛ أي خداع العين، وهو غالبًا ينحدر من التحليل النفسي في تأثير الصورة التي لا يبدو موضوعها واضحًا على نحو كامل إلّا عندما تُرى من زاوية مائلة، وقد يكون الأوب آرت بذرة للديكور الحديث (6).

3- خلال سنوات نجاح حركة الأوب آرت في ستينات القرن العشرين، شملت الحركة مجموعة من الفنانين المهتمين بالتجريد بعيدًا عن التأثير الإدراكي، مثل، جوزيف البرس (Joseph Albers)، وتبرز حقيقة أنّ تسمية (Op art) تُطلق على مجموعة من فناني الفن الحديث بوجود فوارق بسيطة في رؤيتهم الفنية. (6)

4- بعد فترة طويلة من زوال حركة الأوب آرت، لاتزال هذه الحركة الفنية تثير الجدل؛ إذ يواصل بعض النقاد اعتباره فنًّا يحفّز شبكية العين، وآخرون يقترحون أنّه أسلوب متفرّع من حركة البوب آرت (Pop art) الموجّه للمجتمع الاستهلاكي، على عكس أعمال آندي وارهول Andy Warhol. (6)

*لوحة Untitled [Fragment 5/8] للفنان بريدجيت رايل Bridget Riley.

المصادر:

1. National Galleries Scotland, Article Title: Op Art, cited: 22,12,2020. Available From: URL: هنا
2. visual-arts-cork, Article name: Op Art, History, Characteristics of Optical or Retinal Art, Cited: 23,12,2020, Available fro: URL: هنا

3. MOMA, Article Title: Op art , Cited: 22,12,2020,  Available From: URL: هنا

4. Google arts & culture, , Article Title: Op art, cited: 23,12,2020, Available From: URL: هنا

5. TATE, Article Title: Op art, cited: 22,12,2020, Available from: هنا

6. the art story.org, Article name: "Op Art Movement Overview and Analysis". Content compiled and written by The Art Story Contributors Edited and published by The Art Story Contributors First published: 22 Nov 2011, Updated and modified regularly [Cited: 23 Dec 2020], Available from:URL: هنا