هل للبوشار علاقة بأذية الرئتين؟!

وثَّقت دراسات المعهد الوطني للصحة والسلامة المهنية NIOSH في أحد المعامل علاقةً بين التعرض التراكمي لبخار ثنائي الأسيتيل مع مرور الوقت ووظيفة الرئة غير الطبيعية مقاسةً بواسطة قياس التنفس (spirometry).

ارتبط التعرض التراكمي المرتفع لثنائي الأسيتيل في هذا المعمل بانخفاض حجم الزفير القسري في الثانية الواحدة (FEV 1)، وهو مقياس مهمٌّ لوظيفة الرئة. وفي المعامل الستة لتصنيع البوشار بواسطة المايكرويف التي درسها المعهد (NIOSH) جميعها كان العمل على خلط نكهات الزبدة وزيت فول الصويا الساخن مرتبطًا بارتفاع التعرض لبخار ثنائي الأسيتيل مقارنةً بالعمل في مناطق أخرى من المعامل. عانى الأشخاص الذين عملوا سابقًا في خلط النكهات أعراضًا صدرية وسوء وظيفة الرئة -مقاسة بواسطة FEV 1- مقارنة بالأشخاص الذين لم يسبق لهم العمل في هذه المهنة، وعانى الأشخاص الذين عملوا في الخلط لأكثر من 12 شهرًا ضيقًا في التنفس مع إجهاد وانخفاض قيمة FEV 1 مقارنة بالأشخاص الذين عملوا في المهنة نفسها لمدة أقل من 12 شهرًا (1).

وقد ساعدت الدراسات اللاحقة في توضيح دور ثنائي الأسيتيل في حدوث السمية؛ إذ أظهرت دراسات علم السموم أنَّ الأبخرة الناتجة عن منكهات الزبدة المسخنة يمكن أن تسببَ ضررًا للطرائق التنفسية عند الحيوانات (2). 

إضافةً إلى ذلك، يتفاعل ثنائي الأسيتيل مع البروتينات وتوضح دراسة حديثةٌ تغيرات مهمة في استتباب البروتين في الطرائق الهوائية للفئران التي تتعرض لثنائي الأسيتيل، وتشير بقوة إلى أن تخرب البروتين في ظهارة الطريق الهوائي هي الآلية التي يُحدث بواسطتها ثنائي الأسيتيل الأذية (3)، وتشير دراسات قياس الجرعات Dosimetry إلى أنه عند التعرض لتركيز معين من ثنائي الأسيتيل يُمكن أن يصلَ تركيز أكبر بكثير منه إلى أعماق الرئة عند البشر مقارنة بالفئران (4,5)، وتدعم هذه النتائج فرضية أنَّ أبخرة ثنائي الأسيتيل تشكِّل خطر استنشاق في مكان العمل. 

وعمومًا تشير الأدلة الحالية إلى أنَّ ثنائي الأسيتيل يُعدُّ أحد العوامل الذي يمكن أن تسبب الإصابة بداء الرئة المتعلق بالمنكهات (1).

المصادر: