الطب > طب الأسنان

تدبير مرضى المشكلات الرئوية في العيادة السنية

تعد الأمراض الرئوية من المشكلات الصحيّة الشائعة في العالم، وهي ناتجة عن مشكلات قد تُصيب الرئتين والطرق التنفسية، وتمنعهما من العَمل كما ينبغي، كما تؤثر فيها كثير من بروتوكولات المعالجات السنية، مؤدية إلى زيادة حدة تلك الأمراض.

ولعل أبرز هذه الأمراض التي يمكن مصادفتها في العيادة السنية:

يعرف الربو أنه مرض مزمن شائع، يتميز بنوبات متكررة من انسداد الجهاز التنفسي. يحدث ذلك نتيجة استجابة مفرطة للشعب الهوائية إما لمستضد مستنشق (عامل خارجي)، وإما لتهيج هذه الشعب بواسطة عامل داخلي المنشأ، مما يؤدي إلى تقلص العضلات الملساء للشعب الهوائية وحدوث وذمة في بطانتها، إضافة إلى زيادة إفراز الأغشية المخاطية، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.

وفي أثناء المعالجة السنية، قد يتطور لدى مريض الربو أعراض تتمثل بضيق التنفس وزيز وسعال، معبرًّا بذلك عن حدوث حالة طارئة يمكن أن تؤدي إلى نقص الأكسجة، وحتى الموت.

ولعل أسباب تطور هذه الأعراض لمريض الربو في أثناء المعالجة يعود إلى:

  1.  قلق المريض، أو الرهاب الناشئ عن توقع حدوث ألم.
  2.  الحساسية من بعض المواد المستخدمة، كالحشوات الحاوية على مونومرات ميتاكريلات، أو استخدام مطاط اللاتكس، أو حتى مطهرات الغلوتار ألدهيد.
  3.  الحساسية تجاه مانع التأكسد الموجود ضمن أمبولات التخدير (ثنائي كبريتات الصوديوم)، خاصة عند المرضى المعالجين بالكورتيكوستيروئيدات (1).
لذلك لا بد لطبيب الأسنان معرفة خطوات تدبير نوبات الربو الحادة التي تتلخص بـ:

إذا لم يلاحظ التحسن أو تفاقمت الأعراض يمكن حقن الأدرينالين تحت الجلد 1/1000 في محلول (0.01 ملغ/كلغ من وزن الجسم، مع جرعة قصوى حتى 0.3 ملغ) 

  1. الاتصال بالإسعاف والإبقاء على تهوية مناسبة لحين استقرار المريض أو وصول الإسعاف.
  2. ويجب التنبه عزيزي الطبيب إلى مجموعة من الأدوية التي يجب تجنب وصفها لمريض الربو:
iii. ويجب تنبيه المريض بإحضار أدويته الاستنشاقية إلى العيادة، وتناول أدويته قبل الموعد (1)

• الأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة COPD: 

يزداد انتشار الأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة، ومعدل وفياتها التي تصيب الطرق التنفسية على الرغم من تطور العلاجات الطبية.

إذ ينشأ هذا المرض بسبب التعرض لعوامل مخرشة ومهيجة للطرق التنفسية والرئتين، ويعد التدخين السبب الرئيسي للانسداد الرئوي المزمن، الذي قد يتظاهر كنفاخ رئة، أو تشنج القصبات (2,3)

ويتميز COPD  بمجموعة من الأعراض:

وفي الأعراض الشديدة يترافق هذا المرض بصعوبة التنفس مع تحريك الشفاه بهدف التقاط النفس أو ازرقاق الأظافر وتشوش عقلي وتسرع القلب.

إن هذه الأعراض الشديدة تحتاج علاجًا في المشفى وطلب الإسعاف.

إن الهدف الأساسي لطبيب الأسنان عند علاج مرضى الانسداد الرئوي المزمن، إتمام المعالجات السنية لهؤلاء المرضى دون حدوث مضاعفات، ويكون ذلك عن طريق:

  1.  فهم التاريخ الطبي جيدًا.
  2.  الحد من الاجهاد، وتجنب أي إجراء قد يضعف وظيفة الجهاز التنفسي.
  3.  يعد الإقلاع عن التدخين العلاج الأكثر أهمية لمرضى COPD، لذلك يجب نصحهم بالتوقف عن التدخين لمدة ٦ أسابيع قبل البدء بإجراء المعالجات السنية.
  4.  يجب أن تكون فترات العلاج قصيرة ومركزة وفي وقت مبكر.
  5.  إحضار المريض أدويته الاستنشاقية، لا سيما عند الحاجة للتخدير، في حال حدوث طارئ.
  6.  في حال تعرض المريض لهجمة حادة، استخدام الموسعات القصبية هو الحل الأمثل، لا سيما الثيوفيللين الذي أثبت فعاليته في تحسين الوظيفة التنفسية.
  7.  يمكن وضع المركنات بالحسبان، ولكن المهدئات القوية والباربيتورات يجب تجنبها، لما لها تأثير مضعف على الجهاز التنفسي. 
  8.  يمكن أن يسهم وضع المريض في وضع الاستلقاء أو استخدام السد المطاطي في حدوث اختناق تنفسي شديد.
  9.   يمنع استخدام غاز النايتروس (ثاني أوكسيد النتروجين) ومعدلات تدفق الأكسجين المرتفعة لأنها تسبب ضعفًا في التنفس.
  10.  تجنب مضادات الكولين ومضادات الهيستامين، لأنها تؤدي إلى اضطراب تدفق الهواء عبر الشعب التنفسية.
  11.  تجنب مادة ( السالسيلات)، لأنها تؤدي إلى تثبيط عمل الجهاز التنفسي (3).
  12.  ترشيد استخدام المقبض الوعائي، لما له من تأثيرات سلبية في العضلة القلبية عن طريق زيادة احتياجها للأوكسجين، وعدم استخدام خيوط التبعيد اللثوية المشربة بالأدرينالين.
  13.  وضع المريض بوضعية الجلوس، حتى يتمكن من التعامل بنحو أفضل مع المفرزات الرئوية الغزيرة.
  14.  عند حدوث ارتفاع ضغط عند هؤلاء المرضى، مع انخفاض معدل ضربات القلب، ينصح باستخدام الموسعات الوعائية مثل النتروغليسرين سريع التأثير أو نيكارديبين أو كليفيدبين.
في الحالات الطارئة التي يصاب فيها مرضى الـ COPD بنقص الأكسجة، يجب إعطاؤهم الاوكسجين، لكن هناك عدد قليل من المرضى الذين يتأقلمون مع نقص الأكسجة ويعتادون عليه لاستمرار تنفسهم، لذلك قد يكون للأوكسجين عالي التدفق تأثير سلبي في معدل التنفس، مما يعرض المريض لخطر الإصابة بفشل تنفسي لفرط النشاط (4).

لذلك  العلاجات الآمنة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن قد تصبح معقدة بدون فهم مسببات المرض ومساره وشدته وطرائق علاجه (5).

المصادر:

1. Guggenheimer J, A Moore P. (2009). The patient with asthma: Implications for dental practice. Compendium of continuing education in dentistry. 30(4), 200–210. Available from: هنا

2. Claramunt Lozano A, Sarrion Perez M, Gavalda Esteve C. (2011). Dental considerations in patients with respiratory problems. Journal of Clinical and Experimental Dentistry. 3(3):e222-e227. Available from: هنا

3. Rahman S, Faruque M, Khan M, Hossain S. (2012). Dental management of COPD patient. Bangladesh Medical Journal Khulna. 44(1-2). Available from:هنا

4. Chino K, Ganzberg S, Mendoza K. (2019). Office-Based Sedation/General Anesthesia for COPD Patients, Part II. Anesthesia Progress. 66(1):44-51.

Available from: هنا

5. Devlin J. (2014). Patients with chronic obstructive pulmonary disease: management considerations for the dental team. British Dental Journal. 217(5):235-237. Available from:

هنا