العمارة والتشييد > التشييد

تكنولوجيا العزل البلوري للخرسانة

لطالما سمعنا بمشكلات تَسرُّب المياه وتغلغلها في الخرسانة، لذلك طوَّر العديد من الباحثين طرائق لعزل الخرسانة وحمايتها، ومن هذه الطرائق تكنولوجيا العزل البلوري والذي يتوفر بشكلِ مسحوق يمكن استعماله بثلاثة أساليب (1):

1- طلاء يوضع على الهيكل الخرساني الموجود مسبقًا.

2- مزيج.

3-  الاهتزاز الجاف للخرسانة حديثة الصنع.

هذه التقنية مصمَّمةٌ في المقام الأول لتأمين حمايةٍ إضافيةٍ ضدَّ الرطوبة والمياه الجوفية لأجزاء المباني الخرسانية الواقعة تحت الأرض، إذ تُنشأ أو تُرَش طبقة بسماكة (1 - 1.5) مم عن طريق خلط مادة المسحوق البلوري بالماء (2). 

تبدأ هذه المادة نشاطها عندما تصل الخرسانة إلى درجةٍ معينةٍ من الرطوبة التي تسببها المياه المتسرِّبة، فيحدث هذا التكوين البلوري فقط في المناطق ذات الرطوبة، فيتشكل فقط في المسام والمجاري الشعرية وشقوق انكماش الخرسانة، وعند عدم وجود رطوبة تظل هذه المواد الكيميائية غير نشطة في مسام الخرسانة (1).

أمَّا عن آلية عملها، فتتفاعل الخرسانة مع المضافات الكيميائية الخاصة بمادة العزل البلوري فتنمو البلورات لتشكِّل إبرًا داخل مسام الخرسانة، وبفضل هذا فإنَّ الخرسانة ذات الإضافات البلورية تُصبح فعَّالةً ضد الضغط الهيدروستاتيكي المائي إن كانت على أعماق معينة تحت الماء، ونتائج الاختبارات على هذه المادة البلورية مقنعة للغاية أيضًا ومن الممكن إعلان عدم نفاذية الماء وديمومة عالية للخرسانة مع هذه الإضافات (2).

لم يتوقف الباحثون عند هذا الحد بل استمروا بدراسة تأثير إضافة الخلائط الكريستالية (البلورية)، فبعض الأوراق البحثية أثبتت أنه من الممكن أن تتفاعل هذه الإضافات وتنمو لإغلاق الشقوق الصغيرة الناشئة في الخرسانة، فجرَّب الباحثون تأثير هذه الإضافات في عينتين من الخرسانة إحداهما عادية والأخرى معالجة بالإضافات وتضمُّ كلٌّ منها شقًّا (كسرًا) يُقدَّر بـ (0.245 ميلي متر) تقريبًا لكلا العينتين، وقد لوحظ بعد أيام من وضع العينات في الماء تسرُّبٌ مائيٌّ أولي مماثل لكلا العينتين إلى داخل الخرسانة، و لكنَّ انخفاض التدفق المحسوب في العينة المعالجة بالإضافات الكريستالية أعلى من العينة الخرسانية العادية (ولمعلومات أكثر عن الوقت المُستغرق لإغلاق الشق يمكنكم تتبع المصادر المُرفقة عن التجارب)، ويمكن تحديد الوقت اللازم لتقليل التسرب إلى قيمةٍ حديةٍ معينة أو يمكن أيضًا العثور على الوقت اللازم لإكمال سد الشقوق بالكامل، و بالنتيجة أسفرت إضافة المزيج البلوري عن نتائج إيجابية فيما يتعلق بالشفاء الذاتي للشقوق (3).

تُعدُّ هذه التكنولوجيا من أهم الحلول الفعَّالة لمنع تسرُّب المياه، لما لها من إيجابيات أخرى؛ كسهولة استخدامها وتقليل احتمال حدوث خطأ بشري مقارنة بالعوازل الخارجية التي تُثبَّت على أسطُح الخرسانة، ولها طبيعة غير سامة أيضًا فيمكن استخدامها في مناطق تخزين مياه الشرب، وفعَّالة ضد الضغط الهيدروستاتيكي حتى 140 م، ومقاومة للماء من أي اتجاه؛ إيجابي أم سلبي، ومنيعة للضرر المادي والتدهور (1).

المصادر:

1.Jalali U, Afgan S. Analysis of Integral Crystalline Waterproofing Technology for Concrete. International Research Journal of Engineering and Technology (IRJET) [Internet]. 2018 [cited 7 December 2020];05(10). Available from: هنا

2. Reiterman P, Pazderka J. Crystalline Coating and Its Influence on the Water Transport in Concrete [Internet]. 2016 [cited 7 December 2020]. Available from: هنا

3.  Azarsaa P, Guptab R, Biparvac A. Crystalline Waterproofing Admixtures Effects on Self-healing and Permeability of Concrete. 1st International Conference on New Horizons in Green Civil Engineering (NHICE-01). Victoria; 2018.