علم النفس > القاعدة المعرفية

اضطراب هوس إشعال الحرائق

إن هوس إشعال الحرائق هو اضطراب مرضيٌّ نادر يتميز بإشعال النار المتعمَّد والمتكرر، والأشخاص المصابون بهذا الهوس مفتونون بالنار وبكل ما يتعلق بها بشدة، وقد يشعرون بمشاعر الرضا أو التخلص من  التوتر الداخلي أو القلق بمجرد إشعال النار.

يؤثر هذا الاضطراب في المراهقين والبالغين وشائع لدى الذكور أكثر من الإناث، وخاصةً للذين يعانون من صعوبات في التعلم ومهارات اجتماعية منخفضة (1).

وصِفَ هوس إشعال الحرائق أو pyromania في الأدب الطبي، وهي كلمة من أصل يوناني pyr وتعني النار وmania تعني الجنون.

وكان أول وصف للاضطراب في النصوص الطبية عام 1838م وصُنِفَ مع هوس السرقة والهوس الجنسي بصفتها سلوكيات لا يمكن مقاومتها وأنه يعود إلى دافع غريزيٍّ مستقل عن الإرادة (2).

 

يتجلى هذا الاضطراب بـ:

1- انجذاب إلى النار.

2- إشعال أكثر من نار عمداً.

3- الشعور بالحماس والتوتر قبل إشعال النار والسعادة والراحة بعد ذلك.

ومن مظاهر وعلامات الاضطراب وجود كميات كبيرة وغير ضرورية من الولاعات والكبريت، وحرق ثقوب في الأقمشة والسجاد، وحرق ورق أو مواد أخرى في علب النفايات أو قرب الحوض أو الفرن.

إن أي شخص مضطرب بهوس إشعال الحرائق يبدو مهووساً بالنار والقتال بالنار وزيارة الأماكن التي تحوي ناراً، ومشاهدة النار والمساعدة في إطفاء النار وحتى إطلاق إنذار حريق كاذب.

السبب الرئيسي غير معروف ويأتي عادةً مع اضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب المزاج لأنها حالة نادرة، ولا يوجد الكثير من الدراسات التي تبحرت فيه، وقد ربطت بعض الأبحاث بين هذا الاضطراب والإدمان السلوكي واقترح بعض الخبراء وجود رابط جيني بين هذه الحالات.

أما في حال ثبوت تشخيص هذا الاضطراب فمن الضروري البحث عن علاج نظراً إلى الخطر الكبير من الإصابة والموت وتخريب الممتلكات والسجن، وهنا يُعدُّ العلاج السلوكي المعرفي أفضل نوع من بين أنواع العلاجات التي يمكن استخدامها لهذا الاضطراب؛ إذ يمكن تعليم المصاب الانتباه إلى مشاعر التوتر التي تنشأ واكتشاف أسباب الدافع، وفهم التأثيرات وإيجاد طرق جديدة لتفريغ المشاعر، قد يستفيد المصاب من دروس الوقاية من النار ومواجهة أشخاص عانوا من حروق بسبب النار (1).

وأُجري بحثٌ دُرِسَت فيه حالة لخريجة جامعية كانت تشعل نيران لا تحصى بدءاً من الطفولة، وقد اعتُقِلت لهذا السبب وشُخِصت بالاضطراب، ولم يكن لديها أي اضطرابات نفسية أخرى، تقترح دراسة وعلاج هذه الحالة أن ضعف مهارة التخطيط واتخاذ القرار شائع في باقي أنواع الاضطرابات ولا يتَّسم فيه سلوك المصابين بهذا الاضطراب، وحسب توقعات الباحثين فإنهم يظهرون ضعفاً في مرونة الإدراك، وفي دراسة حالة أخرى لذكر يبلغ من العمر 19 عام عولِج بواسطة العلاج السلوكي المعرفي؛ مما يؤكد على عدِّ الاضطراب حالة قهرية.

تقترح دراسة هذه الحالات أن الاضطراب حالة قهرية، وعلى نحوٍ عام يوجد نقص في الدراسات المتعلقة بذلك، نأمل وجود دراسات مستقبلاً تتبحر أكثر في العلاقة المحتملة بين القهرية والدافعية واختبار نتائجها لاستراتيجيات الوقاية والعلاج (3).

المصادر:

1. Pyromania [Internet]. Psychology Today. 2021 [cited 25 January 2021]. Available from: هنا

2. Pyromania - an overview | ScienceDirect Topics [Internet]. Sciencedirect.com. 2021 [cited 5 February 2021]. Available from: هنا

3. Blum A, Odlaug B, Grant J. Cognitive inflexibility in a young woman with pyromania. Journal of Behavioral Addictions. 2018;7(1):189-191. هنا