البيولوجيا والتطوّر > علم المناعة

هندسةُ الأجسامِ المضادَّةِ بهدف التصدي للعدوى الفيروسية

تؤدي اللقاحات دورًا مُهمًّا في الوقاية من الأمراض المعدية، في حين تفتقر عديدٌ من الأمراض الفيروسية إلى اللقاحات الفعالة؛ إذ تؤدي الإصابة بمثل هذه الفيروسات إلى معدلات وفيات عالية، مما دفع إلى البحث عن طرائق جديدة لتطوير التدابير العلاجية المستخدمة حاليًا في التصدي للأمراض المعدية وزيادة فعالية هذه التدابير؛ وذلك بهدف الحد من انتشار الأمراض وإنقاذ حياة كثيرٍ من المرضى.

تُعَدُّ الأجسامُ المضادَّةُ من عناصر الدفاع الأساسية في الجسم؛ إذ إنها تتعرَّف الأجسام الغريبة -المعروفة بالمستضدات- وتحرِّض الآليات المناعية المختلفة كي تتصدَّى للعوامل المُمرِضة (1).

تؤدي الأجسام المضادة دورًا كبيرًا في مكافحة السرطان وأمراض المناعة الذاتية (1)، ثُمَّ إن سبعةً من أكثر عشرة أدوية مبيعًا في العالم في عام 2019 م هي أجسامٌ مضادَّةٌ (2).

من الأمثلة على هذه الأجسام المضادة: تراستوزوماب (هيرسيبتين) المُستخدَم في علاج سرطان الثدي، وريتوكسيماب المُستخدَم في علاج أمراض المناعة الذاتية وسرطان الدم، وأداليموماب (هوميرا) المُستخدَم في علاج التهاب المفاصل الروماتوئيدي (3).

أدَّت هذه الإنجازات السريرية إلى تعزيز الجهود لمعرفة مَزيدٍ من المعلومات عن الآليات الكامنة وراء عمل الأجسام المضادة وتطويرها؛ لتُستَغَّل وظائفها بصورةٍ أفضل بهدف توسيع الخيارات العلاجية (1).

تتكوَّن الأجسام المضادة من المجال الرابط للمستضد (Fab) والمجال (Fc) المسؤول عن الارتباط بمستقبلات خاصة موجودة على سطح الخلايا المناعية وتعرف باسم مستقبلات (Fc: FcγRs) (1).

قد يؤدي ارتباط الأجسام المضادة بمستقبلات (FcγRs) إلى تفعيل الخلايا المناعية (كما في حالة المستقبلات FcγRI وFcγRIIa وFcγRIIIa) أو إلى تثبيطها (مثل المستقبل FcγRIIb)

(1).

يُعبَّرُ عن مستقبل (FcγRIIa) على سطح الخلايا التغصُّنية المقدمة للمستضد، ويؤدي تفعيل هذا المستقبل إلى تحرير إشاراتٍ تُحفِّز نضج الخلايا التغصُّنية (1).

استبدل العلماءُ بمجالِ (Fc) للأجسام المضادة مجالَ (Fc) المهندَس جينيًّا والقادر على الارتباط مع مستقبلات (FcγRIIa) في شكل نوعي أكبر؛ وبالتالي قادر على تفعيل الخلايا التغصُّنية وزيادة الاستجابة المناعية (1).

أظهرت هذه التجربة نتائج إيجابية في النماذج الفأرية؛ ولكن لا يزال دورُ مستقبلات (FcγRs) في التأثير على علاجات الأجسام المضادة قيدَ الدراسة لمعرفة فعاليتها عند الإنسان (1).

مع زيادة المخاطر الفيروسية؛ تمثل هندسة مجال (Fc) للأجسام المضادة مجالًا واعدًا يمكن أن يحسن الفعالية السريرية للأجسام المضادة للفيروسات كثيرًا؛ بهدف تحقيق علاجات أفضل للتهديدات الفيروسية (1).

المصادر:

1- Bournazos S, Corti D, Virgin H, Ravetch J. Fc-optimized antibodies elicit CD8 immunity to viral respiratory infection. Nature [Internet]. 2020;588(7838):485-490. هنا

2- Yip S. Top 10 Best-Selling Drugs of 2019. Pharma Intelligence Informa; 2019. هنا

3- Lu RM, Hwang YC, Liu IJ, Lee CC, Tsai HZ, Li HJ, Wu HC. Development of therapeutic antibodies for the treatment of diseases. Journal of biomedical science. 2020 Dec;27(1):1-30. هنا

4- Nimmerjahn F, Ravetch JV. Fcγ receptors as regulators of immune responses. Nature Reviews Immunology. 2008 Jan;8(1):34-47. هنا