الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

ما رأيك بكوب قهوة أو كأس شاي مع بعض البكتيريا؟

بشرى سارة لمَن يبدؤون يومهم بكوبٍ من القهوة أو الشاي؛ فقريبًا سيكون بإمكانهم تناول قهوتهم أو شايهم مع بعض البكتريا الصديقة للأمعاء.

ابتكر باحثون من جامعة سنغافورة الوطنية (National University of Singapore) مشروبات قهوة وشاي البروبيوتيك (probiotic coffee and tea) جديدة غنية بالبكتريا الحية الصديقة للأمعاء (Probiotics). ويؤكد هؤلاء الباحثون أن مشروباتهما تتمتع بطعم رائع، ويمكن تخزينها في الثلاجة أو في درجة حرارة الغرفة مدةً تتجاوز 14 أسبوعًا دون المساومة على جدواها الحيوية (1).

تُعرّف البروبيوتيك (Probiotics) على أنها مستعمرات حية تشمل سلالات مختلفة من الجراثيم والخمائر المفيدة حيويًا، وتوفر مجموعةً مختلفةً من الفوائد الصحية بما في ذلك الوقاية من مجموعة من الحالات المرضية المختلفة أو علاجها، كذلك تؤدي دورًا مهمًا في تنظيم وظيفة الأمعاء والهضم السليم عبر إعادة التوازن لجراثيم الفلورا المعوية، وذلك عند الحصول على كميات كافية منها، سواء كان من المصادر الغذائية الطبيعية أو في شكل مكملات غذائية (2,3).

تُستهلَك البروبيوتيك منذ آلاف السنين، وتتوفر حاليًا على نطاق واسع للمستهلكين وبعدة أشكال، بما في ذلك المكملات الغذائية مثل الكبسولات والسوائل والأشكال القابلة للمضغ، إضافةً إلى المصادر الغذائية الطبيعية وأهمها الأطعمة المخمرة مع المستعمرات الحية النشطة مثل منتجات الألبان المخمرة بما فيها الزبادي والجبن المعتّق، والتي تحتوي على عدة سلالات مختلفة، مثل: جراثيم (Lactobacillus) وجراثيم (Bifidobacteria). كذلك يمكن الحصول على البروبيوتيك من بعض المنتجات المتوفرة والتي تدعم باستعمال الكائنات الحية المجهرية مثل العصائر والشوكولا والطحين والحبوب (2).

وحتى تكون البروبيوتيك فعالة وذات تأثيرات صحية مفيدة عند الإنسان لا بد أن تبقى حية، لذا يجب أن تقاوم كافة العوامل المختلفة التي يمكن أن تتعرض لها في خلال التصنيع والتخزين، وأيضًا خلال مرورها في الجهاز الهضمي. وللحصول على الفعالية المطلوبة للبروبيوتيك يجب استعمالها بصورة متكررة، كذلك لا بد من تحديد الشكل الأمثل لاستهلاكها (كبسولات، مشتقات الحليب) والجرعة المطلوبة (4).

وأغلب المنتجات المدعمة البروبيوتيك هي منتجات قائمة على منتجات الألبان مثل الحليب واللبن (الزبادي)؛ ولكن مع ازدياد متّبعي الحمية النباتية والخضرية (فيغان)، إلى جانب المشكلات الصحية الشائعة لدى البعض -مثل عدم تحمل اللاكتوز وارتفاع الكوليسترول والحساسية الغذائية لبروتينات الألبان- كان لا بد من إيجاد منتجات بروبيوتيك أخرى نباتية (2,3). ولما كان كل من القهوة والشاي من أكثر المشروبات شعبية في أنحاء العالم وكلاهما مصنوع من النباتات؛ فهما بمثابة وسيلة مثالية لحمل البروبيوتيك وتقديمها  للمستهلكين. إن معظم مشروبات القهوة والشاي البروبيوتيك المتوفرة تجاريًا غير مخمرة، لكن هذه المنتجات التي قدمها الباحثون مجموعةٌ جديدةٌ من هذه المشروبات تُنتَج بعملية التخمير لأنها تنتِج مركبات صحية تعمل على تحسين هضم العناصر الغذائية مع الحفاظ على الفوائد الصحية المرتبطة بالقهوة والشاي (1).

قهوة البروبيوتيك الجديدة:

ابتُكِرت قهوة البروبيوتيك الجديدة عن طريق إضافة عناصر غذائية مختارة خصيصًا للقهوة المخمرة، متبوعة بالبروبيوتيك المختار بعناية. ويُترك خليط القهوة ليتخمر مدةَ يوم واحد، ويوضع في الثلاجة بعد تخمير البروبيوتيك. بعد هذه العملية؛ تصبح قهوة البروبيوتيك المبرَّدة جاهزة للشرب ويمكن إضافة السكر والحليب قبل الاستهلاك حسب الرغبة.

قد يبدو هذا بسيطًا؛ لكنّ الصيغة والعملية في الحقيقة صعبتان، لا سيما فيما يتعلق بنوع العناصر الغذائية المضافة وكميتها ومجموعة الكائنات الحية المجهرية. لا يمكن أن تنمو كل أنواع البروبيوتيك في مشروبات القهوة، ثم إن إضافة عدد قليل جدًا من العناصر الغذائية لن يؤدي إلى تمكين نمو الكائنات الحية المجهرية؛ بينما تؤدي إضافة كثيرٍ من العناصر الغذائية إلى إعطاء طعم غير مفضل للمنتج النهائي. وتحتفظ هذه القهوة بمحتوى الكافيين، لذلك يمكن للأشخاص الذين يستهلكون القهوة للحصول على الكافيين الاستمتاعَ بها. كذلك تحتفظ بمحتوى حمض الكلوروجينيك (chlorogenic acid)، والذي رُبِط بكثير من الفوائد الصحية للقهوة (1).

شاي البروبيوتيك الجديد:

بغية إعداد شاي البروبيوتيك الجديد؛ تُضاف المغذيات إلى منقوع الشاي، تليها مجموعة مختارة بعناية من البروبيوتيك المحدد. يُترك خليط الشاي ليتخمر مدةَ يومين، وبعد ذلك يصبح جاهزًا للشرب. يمكن استخدام أي نوع من الشاي المخمر في هذه العملية، ويُحتفَظ بالنكهة الأصلية للشاي طوال عملية التخمير إلى حد كبير، مع إدخال أوراق الفواكه والزهور.

رُبطَت عديد من الفوائد الصحية للشاي، مثل خصائصه المضادة للأكسدة أو المضادة للالتهابات، لاحتوائه على جزيئات "بوليفينول". وباستخدام عملية التخمير الحاصلة على براءة اختراع، يُحتفَظ بمحتويات البوليفينول من الشاي، وطبعًا يحتوي المشروب أيضًا على البروبيوتيكات الحية التي تعزز صحة الأمعاء (1).

وتحتوي كل حصة من قهوة البروبيوتيك وشاي البروبيوتيك على 1 مليار وحدة على الأقل من البكتيريا الحية، وهذه هي الكمية اليومية التي أوصت بها الجمعية العلمية الدولية للبروبيوتيك والبريبيوتيك the International Scientific Association for Probiotics and Prebiotics (1).

المصادر:

1. NUS researchers concoct probiotic coffee and tea drinks [Internet]. NUS researchers concoct probiotic coffee and tea drinks. 2021 [cited 22 January 2021]. Available from:هنا

2. Prebiotics and Probiotics Creating a Healthier You [Internet]. Eatright.org. 2021 [cited 22 January 2021]. Available from:هنا
 
3. Probiotics [Internet]. nhs.uk. 2021 [cited 22 January 2021]. Available from:هنا
 
4. Homayouni A, Bastani P, Ziyadi S, Mohammad-Alizadeh-Charandabi S, Ghalibaf M, Mortazavian A et al. Effects of Probiotics on the Recurrence of Bacterial Vaginosis: a review. Journal of Lower Genital Tract Disease. 2014;18(1):79-86.هنا