الطبيعة والعلوم البيئية > ألـبومـات

السدود؛ والجانب المظلم

منذ نحو 5000 سنة، بدأ البشر ببناء السدود لترويض الأنهار ودرء خطر فيضاناتها واستغلال السهول الفيضية في زراعاتهم (1)، واستثمار خزاناتها المائية الكبيرة في أوقات الجفاف. ومع تزايد التعداد السكاني العالمي وزيادة الحاجة إلى المزيد من المياه والطاقة فقد زادت وتيرة بناء السدود ولا سيما الكبيرة منها -التي يتجاوز ارتفاعها 15 متر- ليبلغ عددها 58000 سدٍّ كبيرٍ في أنحاء العالم (لا يشمل هذا العدد السدود الصغيرة العصية على العد) (2). فهل فكّر الإنسان في الكلفة الباهظة الثمن المترتبة على بناء هذه المنشآت الضخمة؟! وهل علم أن بناءها هو سيفٌ ذو حدين، فبالرغم من أنّها تقدم فوائدَ جليلةً فهي تسبب أضراراً قد تكون جسيمة. لنتعرف في هذه الألبوم على بعض الأضرار التي يسببها بناءُ السدود.

تخفّض الرواسب المتجمعة في خزاناتِ السدود المائية الخاصةِ بأغراض توليد الطاقة الكهربائية من حجومها التخزينية، مما يؤثر في قدرتها على توليد الطاقة الكهربائية بالاستطاعات التصميمية (3).

يؤدي وجود الفوالق النشطة بالقرب من مواقع بناء السدود إلى حدوث تشوهاتٍ في السدود -ولا سيما الردمية- مما يهدد استقرار السد ويضعف مقاومة أساسه ويشكل بالنتيجة خطراً كبيراً على البشر، والممتلكات والمنشآت أسفلَ السد (4).

تؤثر السدود سلباً في بنية النظم البيئية للأنهار ووظائفها، إذ تغير تدفقَ المياه والرواسب أسفل السد، ودرجة حرارة المياه، إضافةً إلى أنها تشكل حاجزاً في وجه حركة المغذيات والكائنات المائية مما يهدد الموائل الطبيعية ونظامها الحيوي (1).

يهدد بناء السدود أيضاً المجتمعات السمكية في الأنهار، إذ يقوّض هجرة الأسماك بهدف التكاثر، وقد لا ينجو الكثير منها إذا اعترض سبيلَها أحد السدود (5).

تتسبب بحيرات السدود الكبيرة بانطلاق قرابة 1.3% من انبعاثات الغازات الدفيئة سنوياً في العالم؛ ولا سيما غاز الميثان المنبعث بتأثير البكتريا والميكروبات تحت المائية التي تتغذى على المواد العضوية المترسبة في قيعان بحيرات السدود (6).

تتسبب السدود التي تشيّد في مناطقَ زراعيةٍ بغمر مساحات واسعة من الأراضي، ما يلحق خسائرَ كبيرةً بالمزارعين ويحملهم على الاستصلاح في أراضٍ زراعيةٍ جديدةٍ تكلف وقتاً وجهداً ومالاً إضافياً (7).

إضافةً إلى ذلك، تلحق السدود أضراراً كبيرةً بالموارد الثقافية للتجمعات السكانية القاطنة في مناطق تشييدها عدا عن غمرها للأماكن الأثرية التي قد توجد في مناطق الغمر لبحيرة السد (8).

المصادر

1.  Poff NL, Hart DD. How Dams Vary and Why It Matters for the Emerging Science of Dam Removal. BioScience. 2002;52(8):659. [cited 2020 Dec 15]. Available from: هنا

2.GOODD, a global dataset of more than 38,000 georeferenced dams | Scientific Data [Internet]. [cited 2020 Dec 15]. Available from: هنا

3. Dealing with Sediment: Effects on Dams and Hydropower Generation [Internet]. Hydro Review. 2017 [cited 2020 Dec 15]. Available from: هنا

4. Tosun H. Earthquakes and Dams. Earthquake Engineering - From Engineering Seismology to Optimal Seismic Design of Engineering Structures [Internet]. 2015 May 20 [cited 2020 Dec 15]; Available from: هنا

5. The Downside of Dams: Is the Environmental Price of Hydroelectric Power Too High? - Scientific American [Internet]. [cited 2020 Dec 15]. Available from: هنا

6. Cornwall W. Hundreds of new dams could mean trouble for our climate [Internet]. Science | AAAS. 2016 [cited 2020 Dec 15]. Available from: هنا

7. Wang P. Social Impact Analysis of Large Dams: A Case Study of Cascading Dams on the Upper-Mekong River, China. :159. [cited 2020 Dec 9]. Available from:  هنا

8. Brandt SA, Hassan F. Dams and Cultural Heritage Management. 2000;78. . [cited 2020 Dec 9]. Available from: هنا