شوربات شتوية صحية لشتاءٍ بارد

تمطر السماء فتخرج الطناجر من تلقاء نفسها لتتربع على النار وتمتلئ بشوربات العدس والكشك معلنةً بدايةً الشتاء رسميًا؛ ما السبب الحقيقي والتاريخي لهذا التقليد "الشتوي الشوربي"؟

لا أحد يعلم تمامًا؛ لكنّ ما نريدكم أن تعلموه من خلال هذا المقال هو بعض فوائد هذه الشوربات:

شوربة العدس:

من أشهر أطباق فصلي الخريف والشتاء، وتعدُّ وجبةً رئيسيةً في المائدة النباتية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا ببداية هطول المطر حتى أصبحت تُتداول كمزحة؛ أن هطول المطر يُعد بمثابة إعلانٍ رسميٍ بضرورة طهي شوربة العدس!

يتمتع هذا الطبق بفوائد عديدة ومذاقٍ لذيذ، ويظنُّ البعض أنَّه يمنح الجسم شعورًا بالدفء؛ فمن ميزاته غناه بالنشويات المعقدة والبروتينات أيضًا؛ والتي تحتاج إلى مدة هضمٍ أطول ومن ثم تحرير طاقةٍ تمد الجسم بالدفء (1)، ويوجد كثيرٌ من الوصفات اللذيذة لطهي شوربة العدس، وتعتمد الطريقة التقليدية على العدس الأحمر أو البرتقالي؛ الذي لا يحتاج وقتًا طويلًا للنضج، فيوضع الزيت في قدرٍ ويُضاف إليه البصل ويقلَّب على النار إلى أن يصبح ذهبي اللون، ثم يُضاف العدس ويُسلق بالماء مع إضافة الكمون والملح والفلفل الأسود، وقد يفضِّل البعض إضافة الأرز أو البطاطا لإضفاء نكهةٍ مميزة، ثمَّ يُقدَّم طبق الشوربة مع الليمون وقطع الخبز المحمص.

القيم الغذائية:

تأتي قيمتها الغذائية من محتوياتها (1,2):

•   العدس: مصدرٌ للنشويات والألياف والبروتينات والفولات والحديد والزنك والنحاس والمنغنيز وفيتامينات: B1 (الثيامين) وB3 (نياسين) وB6 (البيريدوكسين) وB5   أو حمض البانتوثينيك.

•  البصل: يحتوي على فيتامين B7 وفيتامين B6 وفيتامين C والنحاس والمنغنيز والكبريت والألياف.

•  الزيت: يحتوي على دهون غير مشبعة وفيتامين E.

• الليمون: يحتوي على فيتامين  C وحمض الفوليك.

•  الكمون: يحتوي على الكالسيوم والحديد والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والزنك والصوديوم.

•  الخبز: مصدرٌ للنشويات والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم وفيتامين B3.

هل تحب تجربة وصفةٍ أكثر ملاءمة للصحة؟

إنَّ تقييم الطعام كطعامٍ صحي أو غير صحي يعتمد على نوعية الطعام وطريقة طهيه وكميته أيضًا، فإذا كُنت تتبع حميةً غذائيةً لإنقاص الوزن وتَحسب احتياجك من السعرات الحرارية عليك الانتباه إلى مقدار الحصة المتناوَلة وكمية الزيت المضاف في أثناء الطهي، ويمكنك الاستغناء عنه ووضع البصل مع العدس منذ بداية مرحلة السلق، وإضافة المزيد من البهارات لنكهةٍ ألذ وسعراتٍ أقل (3).

شوربة الكشك:

من المأكولات التقليدية في بلاد الشام، ويختلف تصنيعه مثلما تختلف الوصفات التي تُحضَّر منه، فهو مصنوعٌ من مزج اللبن الرائب مع البرغل أو القمح المجروش، وبعد خلطهما يترك المزيج ليجفَّ في الشمس بضعةَ أيام، من ثم يُطحن ويُخزن ليُستعمل لاحقًا طوال العام، ويمكن أن نجده جاهزًا ومعلبًا في الأسواق (4).

تُحضَّر شوربة الكشك بقلي البصل في قليلٍ من الزيت، ثم يضاف مسحوق الكشك إلى البصل ومن ثمَّ الماء، ليصبح مزيجًا متماسكًا يكوِّن تلك الشوربة اللذيذة، وأخيرًا؛ يضاف الثوم والنعناع المجفف للتزيين وإضفاءِ نكهةٍ مميزة..

يوجد عديدٌ من الإضافات التي يمكن أن تستخدم في أثناء تحضير هذه الشوربة؛ مثل اللحمِ المفروم، أو البطاطا المسلوقة، أو الخضار الورقية، أو العدس، وكل هذه الإضافات تحمل مزيدًا من الفوائد الغذائية إلى هذا الطبق الشهي.

ما الفوائد الصحية لطبق شوربة الكشك؟

يوفر هذا الطبق عددًا من العناصر الغذائية الضرورية عبر مكوناته العديدة، ومنها:

•  اللبن: مصدرٌ للبروتين والكالسيوم والفوسفور والمغنيزيوم واليود وفيتاميناتِ A وD وB2 وB12 وB5.

•  البرغل: غنيٌ بالألياف الغذائية والبروتين النباتي وفيتامينات B1و B2 وB3 وB5 وB6 ومعادن الفوسفور والمنغنيز والكروميوم.

•  البصل: يحتوي على فيتامين B7 وفيتامين B6 وفيتامين C والنحاس والمنغنيز والكبريت والألياف.

•  الثوم: غنيٌ بمضاداتِ الأكسدة والفوسفور والبوتاسيوم والفيتامين C.

•  الزيت: يحتوي على الدهون غير المشبعة والفيتامين E.

•  النعناع: يحتوي هذا النبات المنعش على الفيتامينَين A وC والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم والفوسفور (5,6).

كيف تجعل هذا الطبق أكثر ملاءمةً للصحة؟

إنَّه طبقٌ غنيٌّ بالمركبات المفيدة؛ أهمها البروتينات البطيئة الهضم والألياف الغذائية التي تُولِّد في الجسم طاقة احتراقٍ أعلى وتمده بالشبع فترةً أطول، ولكن يجدر بنا أن نُذكِّر بالسعرات الحرارية العالية التي يحتوي عليها الزيت؛ لذا يُفضل تخفيف كميته قدر المستطاع، وتناولُ الطعام ضمن احتياجك من السعرات الحرارية اليومية (7).

المصادر: