الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة

الخُزامى

شكَّل «الخُزامى الإنكليزي - Lavandula angustifolia» نباتًا أساسيًا عشبيًا في الحدائق لسنواتٍ عديدة، وتعود أصوله بصورةٍ رئيسةٍ إلى منطقة البحر المتوسط، ولكن أُطلِقَ عليه اسم «الخُزامى الإنكليزي» بسبب قدرته على النمو بصورةٍ جيدةٍ في المُناخ الإنكليزي.

ينتمي الخُزامى إلى (الفصيلة الشفوية - Lamiaceae)، ويأتي اسم الجنس (Lavandula) من الكلمة اللاتينية (lavare) التي تعني: (الغُسل) (1,2)، في إشارةٍ إلى استخدامٍ سابقٍ للنبات غَسولًا عطريًا (1) ومطهرًا شائعًا عند الاستحمام منذ العصر الروماني (2).

ينمو هذا النبات شبه الخشبي حاملًا لأوراقٍ ضيقةٍ - وهي صفةٌ محدِّدةٌ له - رماديةٍ دائمة الخضرة في مُناخات الشتاء الدافئة على ساقٍ مربعةٍ (1)، فيما تكون أوراق بعض الأنواع الأخرى مسنَّنةً وأكثر اتساعًا ومغطاةً بشعيراتٍ صغيرةٍ نجميَّةٍ توجد أيضًا على سيقان النبات وأزهاره، يتخلل هذه الشعيراتِ غددٌ تنتج الزيتَ العطري الذي يُشتهَر به الخُزامى الذي يحوي نسبةً عاليةً من مادة (linalool) الكيميائية (2). 

تظهر أزهاره البنفسجية في العُقَد الطرفية في الفترة الممتدة بين أواخر الربيع إلى أوائل الصيف (1)، وترتفع فوق الأوراق أحيانًا في تشكيلٍ حلزونيٍّ مُكوَّنٍ من 6 إلى 10 أزهارٍ أنبوبيةٍ في كل مجموعةٍ حول الساق. تتميَّز أزهاره العطرية باحتوائها التركيزَ الأعلى من الغدد الزيتية؛ لذا تُعدُّ المصدر الرئيس للحصاد. وتنتج رحيقًا وفيرًا مُفضَّلًا لدى النحل الذي يُعدُّ واحدًا من ملقِّحات الخُزامى الرئيسة (2).

ينمو الخُزامى في التربة الجافة إلى متوسطة الجفاف والقلوية جيدة التصريف تحت أشعة الشمس. ويفضِّل تربةً رمليةً خفيفةً ذات خصوبةٍ منخفضةٍ إلى حدٍّ ما، ويُتغلَّبُ على الرطوبة العالية باستخدام الصخور بدلًا من النشارة العضوية أحيانًا، ويُنصَح كذلك بتقليم النبات كل 3 سنواتٍ للتحكم في حجمه وتعزيز نموٍّ جيدٍ له.

قد تظهر بقعٌ على أوراق الخُزامى وتتعفَّن جذوره شتاءً إذا لم تُجفَّفِ التربة جيدًا أو إذا انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر دون غطاءٍ ثلجيٍّ واقٍ.

يُزرَع الخُزامى تجاريًا بوصفه نباتًا فرديًا للزينة أو سياجًا للحدائق، ويُستخرَج زيت (lavandin) من أزهاره وأوراقه (3)، ويُجمَع لاستخدامه في صناعة العطور وتجارتها. وتُعدُّ أزهاره وأوراقه بعد تجفيفها أيضًا إضافاتٍ شائعةً إلى الأكياس ومجفِّفات الأزهار، ويُستخدَم هذا النوع منكِّهًا للطهي أكثر من أنواع الخُزامى الأخرى (1). 

لمُستخلَصات الخُزامى خصائصُ مضادةٌ للجراثيم والفطريات وتأثيراتٌ مهدئةٌ (3) استُخدِمَت لعلاج الجروح في خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية (2). 

ويُعتقَد أن القدرة العلاجية له قد ترجع إلى مركباته العضوية ومضادات الأكسدة التي ربما تؤثِّر في نظام الغدد الصمِّ لتخفيض مستويات التوتر في الجسم، واحتمال تخفيف التشنجات المعوية. 

وفي المقابل؛ هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأدلة لتقييم استخدام مُستخلصاتِه في معالجة عديدٍ من الأمراض. وعلى الرغم من أنَّ زيت الخُزامى ليس من المواد عالية التسبُّب بالحساسية بصورةٍ عامة؛ إلا أنَّ لاستخدامه آثاراً جانبيةً تتفاوت في طبيعتها وتختلف تبعًا للسن والحالة الفيزيولوجية (4)، وهنا لا بُدَّ من التنويه أنه على الرغم من احتمال تعدُّد فوائد النبات الطبية والعطرية؛ إلا أن وجوده في صورته الخام يجعل من الصعب معرفة مدى تركيز المادة الفعالة فيه، وكذلك تكثر معها المواد الآخرى التي قد تتداخل في التأثير المطلوب، فلا بدَّ من استشارة المختصين لبيان طريقة الاستخدام الآمنة والفعالة.

المصادر:

1.  Lavandula angustifolia - Plant Finder [Internet]. Missouribotanicalgarden.org. 2020 [cited 31 December 2020]. Available from: هنا

2. Lavender | San Diego Zoo Animals & Plants [Internet]. Animals.sandiegozoo.org. 2020 [cited 31 December 2020]. Available from: هنا

3. (COVID-19) C, Health E, Disease H, Disease L, Management P, Conditions S et al. Lavender: Uses, Side Effects, Interactions, Dosage, and Warning [Internet]. Webmd.com. 2020 [cited 31 December 2020]. Available from: هنا

4. Health Benefits of Herbs & Spices | Organic Facts [Internet]. Organic Facts. 2020 [cited 31 December 2020]. Available from: هنا