الكيمياء والصيدلة > صيدلة

ماذا وراء لدغة قنديل البحر؟

ما هي قناديل البحر Jellyfish وما الذي يسبب لدغاتها:

تُعدُّ قناديل البحر مخلوقات بحرية تعيش في جميع محيطات العالم. وهي ذات أجسامٍ ناعمةٍ على شكل جرس مع مجسَّاتٍ طويلة تحتوي على خلايا لاذعة تُدعى بالكيسات الخيطية nematocysts، وهي عبارة عن لاسعات شائكة مجهرية تحوي مادة سامَّة تساعد قناديل البحر في حماية نفسها والتقاط طعامها (1,2).

قد يحدثُ تلامسٌ بين جسم الإنسان والخلايا اللاذعة لقنديل البحر عند السباحة في المحيط أو البحر أو عند المشي على الشاطئ، وقد يتسبَّبُ هذا التلامس بحقن السم من الكيسات الخيطية في الجسم (1).

أنواع قناديل البحر:

هنالك عديد من أنواع قناديل البحر غير الضارة نسبيَّاً للإنسان، لكن بعض الأنواع قد يسبب ألماً شديداً ويزيد من احتمالية تطور مشاكل جهازية. ومن الأنواع المسببة لمشكلات خطيرة عند الإنسان:

- قنديل البحر الصندوقي Box jellyfish: قد تسبب هذه القناديل ألماً شديداً، وقد تؤدي إلى ردود فعلٍ مهدِّدة للحياة، على الرغم من ندرة حدوث هذا التضاعف أكثر من غيره من الأنواع. فإنه يوجدُ أنواعٌ أكثر خطورة من قناديل البحر الصندوقية في المياه الدافئة للمحيطين الهادئ والهندي.

- قنديل رجل الحرب البرتغالي Portuguese man-of-war: يعيش هذا النوع في البحار الدافئة ويحتوي على فقاعة زرقاء أو أورجوانية مملوءة بالغاز تبقيه طافياً على الماء وتعمل بصفتها شراعاً.

- قنديل قرّاص البحر Sea nettle: ينتشر في مياه البحار الدافئة والباردة على طول الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة ويوجد بكثرة في خليج تشيسابيك.

- قنديل عرف الأسد Lion’s mane jellyfish: ويعدُّ أكبر قناديل البحر في العالم ويبلغ قطره أكثر من 1 متر، ويعدُّ أكثر شيوعاً في المناطق الشمالية الأكثر برودة من المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي (2).

علامات وأعراض التعرض للسعات قناديل البحر:

تختلف لسعات قناديل البحر اختلافاً كبيراً في الشدّة، وغالباً ما تؤدّي إلى ألم فوري وعلامات حمراء ومتهيّجة على الجلد، وقد تتسبب بعض اللسعات بالمزيد من أمراض الجسم الجهازية، وفي حالات نادرة تكون هذه اللسعات مهددة للحياة.

ويمكن تلخيص العلامات والأعراض الناجمة عن هذه اللسعات بالآتي:

يمكن أن تؤثر اللسعات الشديدة لقناديل البحر في عدة أجهزة في الجسم، وقد تظهر ردود الفعل بسرعة أو بعد عدة ساعات من حدوث اللدغة. وتتضمَّن العلامات والأعراض الشديدة المصاحبة للّسعات ما يأتي:

وتعتمد شدة الأعراض على كلٍّ من:

- نوع وحجم قنديل البحر.

- عمر المصاب وحجمه وصحّته؛ إذ إنَّ احتمال ظهور الأعراض الأكثر خطورة أكبر عند الأطفال وذوي المستوى الصحي الضعيف.

- مدّة التعرض للّاسعات.

- المساحة المتأثرة من الجلد (2).

المعالجة:

في بعض الأحيان، تعتمد المعالجة على نوع قنديل البحر الذي تسبب بالإصابة؛ لذلك قد يقوم الطبيب بجمع عينات من اللاسعات لتحديد الخطة العلاجية الصحيحة (3).

وعلى نحوٍ تقليديٍّ، يُركَّزُ في المعالجة على هدفين رئيسين وهما: التخلص من الألم عن طريق تعطيل الكيسات الخيطية، وإزالة مفعول سم قنديل البحر. إنَّ الطريقة الوحيدة لإزالة مفعول السم الدَّاخل للجسم وتعطيله هي بإعطاء مضاد السم antivenom الذي يُجرى غالباً من الطاقم الطبي في حالة التسممات الشديدة؛ ولذلك في معظم حالات لسعات قناديل البحر يُعتمدُ على تخفيف الألم عن طريق تعطيل الكيسات الخيطية بمعالجة المناطق المصابة من الجلد. في الواقع، تُطبَّقُ عدة طرائق علاجية شعبية بصفتها الخط الأول في معالجة لسعات قناديل البحر، لكن معظمها يفتقر إلى دليل علمي على فعاليته، وفي بعض الحالات قد يؤدي الإجراء إلى زيادة الحالة سوءاً (4).

يجب على المتعرِّض للسعات قنديل البحر إجراء ما يأتي:

- للّسعات منخفضة الشدَّة: يجب استخدام أكياس الثلج أو مسكنات الألم المتاحة أو مضادات الهيستامين. ويجب تنظيف التقرحات المفتوحة ثلاث مرات في اليوم، واستخدام مرهم مضاد حيوي، ويجب استعمال ضمادة إذا لزم الأمر.

- للّسعات مرتفعة الشدَّة: قد يضطرُ المصاب إلى البقاء في المستشفى لعدة أيام. ويحتاج المصاب في حالة الإصابة بلسعات قنديل البحر الصندوقي الأسترالي إلى أخذ مضاد السم بأسرع وقت ممكن.

- معالجة اللسعات المُصيبة للعينين أو قربهما: لا يوجد مشكلة في غسل العينين بماء البحر لكن، يجب أن يذهب المصاب إلى غرفة الطوارئ بأسرع ما يمكن؛ إذ ستُغسل عيني المصاب بالمحلول الملحي saline وقد تعطى مسكنات الألم. من المحتمل أن يُرسَلَ المصاب بعد ذلك إلى طبيب عيون مختص.

ومن الجدير بالذكر أن معظم العلاجات المنزلية غير مثبتة، ولا يجب تجربتها مع سماعنا بها، ومن هذه العلاجات:

مع الأسف، على الرغم من الأعداد الهائلة للأشخاص الذين يصابون باللسع كلَّ عام من قناديل البحر السامة في جميع أنحاء العالم، فإن البيانات الإحصائية نادرة الوفرة وحتى بالنسبة للحالات المميتة إلا في أستراليا. ثُمَّ إنَّه لم تُحدَّد إلا بعض مكونات سموم قناديل البحر، مما يشير إلى أنها واحدة من أكثر المجالات المُهمَلة في أبحاث السموم. قد يعود ذلك لصعوبة الحصول على قناديل البحر وصعوبة جمع سم قناديل البحر بنقاوة عالية ودون حدوث تلوث بمخلفات أنسجة أخرى، على عكس سم الأفعى، ثم إنَّ جميع المكونات السامة المعروفة من سموم قناديل البحر حتى الآن هي بروتينات وكثيرٌ منها معرَّض للتمسُّخ بسهولة من الظروف البيئية القاسية مثل الحرارة ودرجة الحموضة؛ مما يؤدي إلى خسارة فعاليتها الحيوية في أثناء إجراءات استخلاصها وتنقيتها. وبذلك لا نعلم الكثير عن التأثيرات السمية لسموم قناديل البحر، وما زالت آليات عملها غامضة على المستوى الجزيئي ونأمل في المستقبل أن تزداد الدراسات حول هذه السموم حتى يتشكَّل لدينا فهم أكثر شموليّة لخصائصها الفيزيولوجية والممرضة، حتى تصبح مادة جاذبة للأبحاث الصيدلانية مثل غيرها من سموم الأفاعي والعقارب والعناكب في طريق البحث عن أدوية جديدة (4).

المصادر:

1. Jellyfish Stings: Symptoms, Causes, Treatments [Internet]. Cleveland Clinic. 2020 [cited 8 August 2020]. Available from: هنا

2. Jellyfish stings - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2020 [cited 8 August 2020]. Available from: هنا

3. Jellyfish stings - Diagnosis and treatment - Mayo Clinic [Internet]. Mayoclinic.org. 2020 [cited 8 August 2020]. Available from: هنا

4. Lee H, Kwon Y, Kim E. Jellyfish Venom and Toxins: A Review. Marine and Freshwater Toxins. 2016;:341-358.

5. First Aid Treatment for Jellyfish Stings [Internet]. WebMD. 2020 [cited 8 August 2020]. Available from: هنا