الفنون البصرية > أيقونات فنية خالدة

الفن في عصر الملك لويس الرابع عشر؛ قصر فيرساي

حكمَ لويس الرابع عشر فرنسا بين عامي  (1643–1715م) ساكنًا قصره العظيم في فيرساي؛ خلال إحدى فتراته الأكثر إشراقًا، والذي لا يزال رمزًا للملكية المطلقة في العصر الكلاسيكي، كرّس الملك نفسه لبناء قصوره خاصًة قصر فيرساي الذي أُتّهم بتدمير اقتصاد الأمّة، واستطاع لويس الرابع عشر جمع الفنانين و الكتّاب حوله، وكان يَعرف جيّدًا كيف يستفيد منهم، وفرض رؤيته الخاصة للجمال والطبيعة عليهم (1)، و تزوّج في عام 1660م من ماري تيريز (Marie-Thérèse)؛ ابنة الملك فيليب الرابع ملك إسبانيا، من أجل التصديق على السلام بين البلدين.

رسمَ لو دومنيكان (Le Dominiquin) -وهو أحد أعظم الرسامين الإيطاليين- لوحة الملك داوود، وهو من أهم رموز الكتاب المقدّس، يظهر هنا وهو يعزف على القيثارة، لفتت هذه اللوحة انتباه لويس الرابع عشر عام 1653م، فقام الملك بتركيبها في شقته الكبرى في فرساي، ثمّ في شقته الداخلية؛ إذ كان ملكًا لمحبي الموسيقى، وشبّه نفسه في صورة الملك داوود، وهذا الأخير كان ملكًا مذنبًا لأنّه كان على علاقة بإمرأة متزوجة، و أيضًا كان هو الحال مع لويس الرابع عشر الذي كان لديه العديد من العشيقات، وتظهر اللوحة توبة الملك، كان هذا العمل مصدر إلهام للويس الرابع عشر، الذي قرّر أن يعطي انطباعًا دينيًّا في نهاية عهده، يرتكز فنُّ  دومنيكان على صرامة التكوين، ويرتبط أيضًا بالتعبير عن المشاعر؛ إذ يمكن قراءة الوحي الإلهي والتوبة على وجه داوود (2).

يقع في الجزء الأوسط لويس الرابع عشر بين مارس (Mars)؛ إله الحرب، الذي يظهر له الانتصارات، و مينيرفا (Minerva)؛ آلهة الحكمة، التي تشير إلى مصائب الحرب -البرد والجوع والمرض- ويظهر فيها لويس الرابع عشر محاولًا اتخاذ القرار لشنِّ الحرب على الأراضي الهولندية عام 1661.

اللحظة التي رسمها لو برون (Charles Le Brun) هي واحدة من الخيارات التي واجهت الملك؛ إذ تُشير اليدّ اليسرى للملك مع ثني أصابعه قليلًا إلى أنّ القرار لم يُتّخذ بعد، ويُشير الاستناد على العرش الملكي إلى قصة العدالة، فكانت المداولات صعبة من خلال عدد ووزن الأسباب التي قُلبت على كلا الجانبين، وهنا كان الملك حائرًا فلا يمكن أن يستشير شخصًا بثقة كاملة (3).

بدأت الحرب بين فرنسا وإسبانيا عام 1635م، وفي سلسلة من الحروب بين عامي (1667-1697)، وسّع لويس الرابع عشر حدود فرنسا الشرقية، ثمّ في حرب الخلافة الإسبانية (1701-1714)، اشتبك مع التحالف الأوروبي؛ إذ هزم وحده تحالفًا هائلًا -يضمّ إسبانيا والإمبراطور الروماني المقدّس إلى الهولنديين ضدّه- وأملى شروطًا على العدو(1)، وكان حصار ماستريخت أحد الحلقات الرئيسة للحرب الهولندية، ففي 13 يومًا استولى على المكان، ويظهر الملك هنا في اللوحة التي رسمها باروسيل (Parrocel) على حصان يقفز وهو يأمر ضابطًا، صُوّر المحتضرون في المقدّمة من الرجال والخيول، وصُوّرت مدينة ماستريخت بدقة كبيرة على مد البصر.(2)

أنتجَ النّحات أنطوان كويزيفوكس (Antoine Coysevox) عملًا نحتيًّا من الجص؛ إذ زُيّنت فتحة المدفأة بنقش بارز يمثّل تدوين التاريخ لأفعال الملك، وتمثّل الميدالية الكبيرة لويس الرابع عشر على ظهر الخيل، حيث تدوس على الأعداء المهزومين، أمّا حول الإطار فيوجد أسيران مقيّدان بالسلاسل بأكاليل من الزهور،  ورأس هرقل يرتدي بقايا أسد نيمان الذي يرمز إلى القوة التي لا تقهر للملك (هرقل الجديد)، في حين يوجد كأسين تحمل الأسلحة القديمة ورموز النصر والخلود (2).

تُمثّل اللوحة صورة طفلة لويس الرابع عشر التي توفّيت في عام 1681م عن عمر يناهز التسع سنوات. تُعدُّ اللوحة التي رسمها مينارد (Pierre Mignard) بلا شك صورة تدلّ على فاجعة فقدانها مع وجود الساعة على المنضدة، وفقاعة الصابون التي تشير إلى مرور الوقت.(2)

المصادر:

1. Louis XIV - Final years | Britannica [Internet]. [cited 2020 Oct 18]. Available from: هنا

2. Les collections – Château de Versailles [Internet]. Collections.chateauversailles.fr. 2020 [cited 11 December 2020]. Available from: هنا

3. The decision to go to war against the Dutch - Charles Le Brun - Google Arts & Culture [Internet]. Google Arts & Culture. 2020 [cited 9 December 2020]. Available from: هنا