البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

كيف تخفي فيروسات الهيربس نفسها عن الجهاز المناعي؟

كيف تخفي فيروسات الحلأ نفسها و تتجنب الرد المناعي

فيروسات الهيربس او الحﻷ من أكثر الفيروسات انتشاراً، ومن الأعراض التي تظهر لدى المصابين بمرض الإيدز الآفات في الشفتين و المناطق التناسلية يا تُرى هل تعلمون ما هو سبب تلك الأعراض؟ إنّه فيروس الحلأ (الهيربس) الذي له عدة أنواع منها ما يصيب الجلد أو الأعضاء التناسلية و تظهر بشكل تقرحات .. و أحيانًا لا تظهر أعراض الإصابة ....إليكم دراسة جديدة ربما ستفتح باب الأمل للسيطرة على هذا الفيروس الذي ضلَّل الجهاز المناعي ..

عندما تدخل العوامل الممرضة "فيروسات،جراثيم ،..." إلى الجسم فإنها تحتاج إلى بِضع دقائق ليقوم الجهاز المناعي بكشفها و من ثمَّ القضاء عليها ،ولكن ماذا لو كان بإمكان بعض الفيروسات تضليل الجهاز المناعي ؟

هذا ما تفعله فيروسات الحلأ (الهيربس) حيث اتخذت استراتيجياتها الخاصة لتضليل الجهاز المناعي و جعله لا يستطيع الكشف عن تسللها إلى داخل الجسم.

فمثلاً الفيروس الحلئي البشري الثامن KSHV (الفيروس المسبب ل ساركوما كابوزي وهو سرطان شائع عند مرضى الايدز) يستطيع أن يسبب أشكال متعددة من السرطانات و إصابات مدى الحياة لا يتمكن جهاز المناعة من مقاومتها .

عادةً ما يُقَاوَمُ المتطفِّلون بالاستجابة المناعية المضادة التي يتم إثارتها بأجهزة استقبال من ضمنها مستقبلات (Toll-like)

و هي مستقبلات تكشف الفيروسات عن طريق ارتباطها بسطح الغلاف الخلوي للفيروس أو ال DNA "الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين" الفيروسي و بذلك تثير سلسلة من الإشارات التي تقود في النهاية إلى استجابة مناعية موجهة ضد الفيروسات.

مثاليًا ،هذا يعني أنَّ العامل الممرض قد تم القضاء عليه مناعياً و هذه هي الآلية التي تحدث عند مهاجمة إحدى المُمرضات للجسم ،ولكن يبدو أنَّ هذه الآلية غير فعَّالة بالنسبة ل KSHV و غيرها من فيروسات الحلأ التي تستطيع البقاء لفترات طويلة ضمن جسم الإنسان.

لم تكن هذه الآلية معروفة سابقاً ولكنّ علماءً من الفريق البحثي بقسم "التعديل المناعي الفيروسي" تحت قيادة البروفيسور Melanie Brinkann أصبحوا قادرين على إثبات آلية عمل الفيروس و التي تكمن في منع تفعيل المناعة الطبيعية المعتمدة على مستقبلات Toll-like .

و على الرغم من أنه لم يتم معرفة أي جزء من مستقبلات Toll-like يتم به تعطيل الاستجابة وكيف يتم ذلك بالضبط

ولكن هذه النتائج تشكل إحدى نقاط القوة للبحث المستقبلي ،حيث أنه كلما تمكنا بشكل أفضل من فهم الطريقة التي تحمي بها الفيروسات نفسها من الهجوم من قبل الجهاز المناعي ،كلما تمكنا من محاربة العدوى .

وهذا يقود إلى تطوير عقارات جديدة ضد فيروسات الحلأ إذ أن هذه الأدوية ستستطيع حماية الجهاز المناعي و منع الفيروسات من الفوز في معركتها ضده ولكن الطريق الى ذلك لازال طويلًا .

رغم كل هذه الأمراض الخطيرة التي تسببها العادات الخاطئة لماذا لازال البعض يقوم بممارستها ؟ألا يشكل الخوف من الإصابة رادعًا للذين يزاولون هكذا عاداتٍ ربما تودي بحياتهم ؟

المصدر : هنا