العمارة والتشييد > التصميم المعماري

«Mercury Tower» ؛ المشروع المُحْيي لجزيرة مالطا بموقعه التاريخي

صُمِّمَ «البرج الزئبقي - Mercury Tower» من قِبَلِ مكتب المعمارية الراحلة "زها حديد" بالتعاون مع "باتريك شوماخر - Patrik Schumacher"، في منطقة (باسفيل - Paceville) الواقعة على الساحل الشرقي لجزيرة مالطا وسط شارع (جوليان - St Julian’s) التي تُعدُّ مركزًا سياحيًا ترفيهيًا منذ 50 عامًا، حيث يوجد العديد من المطاعم والحانات والفنادق العالمية (1).

الهدف الأساسي للمشروع هو استثمار أكثر المناطق حيويةً في مالطا، وإعادة إحياء المبنى التراثي «بيت الزئبق القديم - Mercury House Old» وترميمه، وزيادة عدد الشقق السكنية سواءً لسكان المنطقة أو للسياح (1).

المشروع عبارةٌ عن جزأين؛ الجزء الأول (المتداخل مع البيت القديم): برجٌ من 31 طابقًا بمساحة 68,140 م2 (3)، يتألف بدوره من حجمين متراكبين شاقوليًا، القسم العُلوي 19 طابقًا (الفندق) يلتوي لتوجيه الغرف باتجاه البحر المتوسط (1). يحد التشكيل الديناميكي في هذا الجزء من الحرارة المكتسبة من الأشعة الشمسية من خلال تظليل الواجهة. أما القسم السفلي فيتكوَّن من 9 طوابقَ تحوي الشققَ السكنية(1).

استُخدِمَ الزجاج في واجهات البرج بصورةٍ محدودةٍ في المناطق التي تتعرض للأشعة الشمسية المباشرة. السمة المميزة للبرج هو الجزء الوسطي الملتوي بين الطوابق 9-11، وهو القسم الترفيهي الذي يحوي بهوَ استقبال الفندق، ومسبحًا خارجيًا (2). 

أما الجزء الثاني فيتكون من 22 طابقًا، وهو برجٌ متعدد الاستخدامات إضافةً إلى (مبنى القاعدة - podium). البرج يتميز بترَّاساتٍ تمتد نحو مبنى القاعدة لتشكِّل فراغاتٍ خضراءَ مميزة. أما (مبنى القاعدة - podium)؛ فيقع بين البرجين مُشيَّدًا مباشرةً فوق قبواتٍ تاريخيةٍ تعود لحقبة الحرب الباردة، ويطل (مبنى القاعدة - podium) بواجهاته مباشرةً على (الساحة العامة - Piazza) (3).

رُمِّمَت واجهات «Old Mercury House» -المتداخل مع الجزء الأول للمشروع المبنيِّ في عام 1903على أرضٍ بمساحة 9,500 م2 (2)- بارتفاعها الأصلي، مما يعطي قيمةً لهذه المُنشأَة التراثية، وتصبح محط أنظارٍ للـ(ساحة العامة الجديدة - Piazza) التي تحوي عناصرَ مائيةً ونوافيرَ للأطفال وأماكنَ للجلوس؛ وتغدو مركزًا اجتماعيًا فعالًا لجزيرة مالطا. أُعيدَ استخدام فراغه الداخلي التاريخي ليكون مكانًا للتجمُّع ومدخلَ شققِ البرج وفندقَه (1). بجواره مقهًى يتميز بتصميمه المنحني وواجهاته الزجاجية الشفافة مظهرةً صلابة البيت القديم وقوَّته (2).

يتكون الهيكل الإنشائي للبرج من الجدران الأساسية (النواة) من (البيتون) المُسلَّح، والإطارات الفولاذية المتصلة بأعمدةٍ من (البيتون) المُسلَّح. بما يتناسب مع التصميم المعماري حيث تفصل الأعمدة ذات المقاطع الكبيرة بين الشقق محددةً الشرفاتِ والفراغاتِ الخارجية، وتلبي متطلبات الطوابق جميعها سواءً العالية للشقق، أو المتوسطة للفراغات الترفيهية، أو تقسيمات الطابق الأرضي ومواقف السيارات تحت الأرض (3).

 العناصر الفولاذية الإنشائية المُستخدَمة في الجزء الوسطي الملتوي للبرج السكني؛ هي (جوائزُ فراغيةٌ - Three-dimensional truss structure)، استُخدِمت بحذرٍ بما يتوافق مع الإنشاء البيتوني مستفيدًا من  بنية النواة لتسهيل الأعمال. إذ يُعدُّ التعديل على استخدام الأعمدة في هذا الجزء وفي أشكال حواف البلاطات على ارتفاع 50 - 60 مترًا عن الأرض تحديًا كبيرًا (3).

ختامًا؛ يحوي المشروع مفاتيحَ هندسيةً عدة، تميزه منها: العمل والتشييد فوق قبواتٍ تاريخية، وجوارَ «بناءٍ تاريخيٍّ تراثيٍّ - Mercury House»؛ يظهر التحول الإنشائي المعقَّد فوق المنزل باستخدام إطارٍ (بيتونيٍّ) بطول 20 مترًا لتفادي إحداث أي ضررٍ للمنزل. إضافةً إلى انتقال الحمولات المعقَّد في المنطقة الوسطية الملتوية للبرج التي تضم بركة سباحةٍ تطل على مالطا وبهو الفندق الرئيس (3).

المصادر:

1. Mercury Tower – Zaha Hadid Architects [Internet]. Zaha-hadid.com. 2020 [cited 6 October 2020]. Available from: هنا

2. Walsh N. Zaha Hadid Architects' Mercury Tower adds a "Sense of Dynamism" to Malta's East Coast [Internet]. ArchDaily. 2020 [cited 6 October 2020]. Available from: هنا

3. Mercury Tower [Internet]. evolveuk.biz. 2020 [cited 6 October 2020]. Available from: هنا