العمارة والتشييد > التصميم المعماري

«المَتحف المصري الكبير - GEM» العالمي بمحتواه وتصميمه.

عام 2002؛ أُعلِن عن مسابقةٍ معماريةٍ عالميةٍ لتصميم أكبر مَتحفٍ للـ«آثار المصرية - Museum of Egyptology» برعاية منظمة اليونيسكو، وبإشراف الاتحاد الدولي للـ(مهندسين المعماريين - UIA) (1). فازت الشركة المعمارية الأيرلندية (Heneghan/Peng) بالمسابقة بإعلانٍ عنها بمؤتمرٍ صحفيٍّ رسميٍّ عام 2003 (1).  

 يتميز المَتحف بموقعه المرموق على حافة أول هضبةٍ صحراويةٍ بين أهرامات الجيزة والقاهرة(على بعد 2 كم عن الأهرامات)(1). ترتفع هذه الهضبة بفارق 50 مترًا؛ مشكِّلةً من مسار نهر النيل بالصحراء باتجاه البحر المتوسط (عواملَ النحت الجيولوجي منذ حوالي 3000 سنة)(2).  مساحة أرض المتحف 480,000 مترٍ مربعٍ يمكن الوصول إليها من طريق (القاهرة - الإسكندرية)، أو من طريق (الفيوم الصحراوي) (1).

يتصل المَتحف بصريًا مع الأهرامات (visual axis)؛ يطلُّ أعلى مستوًى للمَتحف (أعلى الهضبة) بمنظرٍ شاملٍ غير منقطعٍ على الأهرامات الثلاثة. يجعل الاتصال البصري (المتداخل بين الأهرامات القديمة ومدينة القاهرة الحديثة، وبين الصحراء الجافة والأراضي الخصبة) المتحفَ بوابةً للماضي بموقعه الذي يتقاطع بين الحداثة والعصور القديمة، ويساهم في توجيه الزائر من الإسكندرية والقاهرة الى التراث المصري (1).

الفكرة الأساسية للمتحف هي سلسلة المستويات التي يعبر الزائر من خلالها الباحةَ الأمامية، ثم المدخل المُظلَّل، والدرج الكبير الذي يصعد إلى مستوى الهضبة (مكان وجود المعرِض)، ويشاهد للمرة الأولى الأهراماتِ من داخل المَتحف (2).

بدأ تنفيذ المشروع في مايو/أيار عام 2005. وهو يتسع لـ 15000 زائرٍ يوميًا، ويتألف مُجمَّع المَتحف من (1,3): المبنى الرئيس: ويضم المَتحف، ومركز المؤتمرات اللذين يتصلان بباحةٍ كبيرةٍ مغطاة، فراغٍ للمعرِض، ومُدرَّجٍ مُجهَّزٍ بـ 800 مقعد، إضافةً إلى الأبنية الخدمية التي تضم المطاعم والمقاهي وحجز التذاكر. ويوجد في مكان منفصلٍ عن المَتحف مركز الصيانة والطاقة الذي يضم مختبراتِ التنظيف لفهرسة القطع الأثرية وترميمها. المتنزَّهات والحدائق الخارجية التي تندمج مع الحركة الداخلية للمَتحف (3). 

إن الواجهة الحجرية هي أهم العناصر اللافتة للنظر في المَتحف، وهي بطول 800 مترٍ وارتفاع 40 مترًا، مفصولةٌ عن البناء على بعد 10 أمتار، تستند من الخلف إلى المُنشأَة بالوسط وعلى مستوى السقف. تتميز بشفافيتها (اتصال الفراغات الداخلية بالخارجية)، وملامستها لسطح الأرض، ومضاءةٌ بإضاءةٍ ليلية؛ وبالتالي تضيف الواجهة تأثيراتٍ ضوئيةٍ للمشهد الطبيعي المحيط (1)(3). وقد أُنشِئت جدرانٌ استناديةٌ ضخمةٌ للحصول على الشكل المعماري المطلوب، الجدار الأكبر بينها هو (جدارٌ منجورٌ -  Menjaurus wall) بارتفاع 500 مترٍ وطولٍ يصل إلى 35 مترًا (3).  

يقع مبنى الصيانة والطاقة تحت الأرض فلا يشغل حيزًا من المشهد الطبيعي المحيط للمَتحف، ويؤمِّن الخصوصية والحماية للقطع الأثرية، ويتصل مع المَتحف بنفقٍ تحت الأرض طوله 220 مترًا؛ مما يسمح بنقل الآثار بسريةٍ (3). 

يحوي المَتحف آثارًا مصريةً قديمةً (أكثر من 100,000 قطعةٍ أثرية)، وحوالي 3500 قطعةٍ تنتمي إلى الملك "توت عنخ أمون" (1) توجد حاليًا في المَتحف المصري بالقاهرة، و 121 طنًا من تماثيل "رِمسيس" (2,3).

ختامًا؛ فإن المَتحف سيجعل مصرَ مركزًا عالميًا للتاريخ الفرعوني، ومن أكثر الأماكن زيارةً لمشاهدة الآثار المصرية ( 5 ملايين سائحٍِ سيزور المَتحف والأهرامات تبعًا لدراسات الجدوى الاقتصادية للمَتحف، أي ستزيد بنسبة 30% مع افتتاحه)(1)، وبالتالي؛ فإن هدف المشروع هو عرضُ التراث المصري المتنوع في مكانٍ واحد، والحفاظ على هذا الإرث المهم. موعد افتتاحه في نهاية 2020، لكنه أُجِّلَ بسبب جائحة كورونا حتى 2021 (4).

المصادر:

1. The Grand Egyptian Museum [Internet]. Gem.gov.eg. 2020 [cited 21 October 2020]. Available from: هنا

2. heneghan peng architects - The Grand Egyptian Museum | Giza, Egypt [Internet]. Hparc.com. 2020 [cited 21 October 2020]. Available from: هنا

3. Designing the Grand Egyptian Museum [Internet]. Arup.com. 2020 [cited 21 October 2020]. Available from: هنا

4.Grand Egyptian Museum to finish this year before opening in 2021 [Internet]. blooloop.com. 2020 [cited 25 November 2020] Available from: هنا