هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

هل نبارك للأهل بمولودهم الجديد؟

يشير مفهوم «مناهَضة الإنجاب أو اللاإنجابية - Anti-Natalism» إلى الرأي القائل بأن مفهوم الإنجاب والتكاثر خاطئٌ إلى حدٍّ ما، ويدعم"ديفيد بيناتار - David Benatar 1966-Present" -الذي هو أحد أكثر الفلاسفة المناهِضين للإنجاب تأثيرًا- هذا المفهوم بوِجهتين من المبررات؛ إذ يتحدث المبرر الأول عن (الخيرية للبشر - Philanthropic Anti-Natalism) وهي الاعتقاد بأنه من غير الأخلاقي للبشر أن ينجبوا أطفالًا سيعانون بطريقةٍ ما، في حين أن المبرر الثاني (اللاإنجابية الكارهة للبشر - Misanthropic Anti-Natalism) يرى أنه من غير الأخلاقي إنجاب أطفالٍ سيسبِّبون ضررًا للكائنات الحية البشرية أو غير البشرية، وبكل تأكيد ضررًا للبيئة؛ مثل تسبُّبهم بالتلوث والتغير المناخي والزيادة السكانية والأمراض وزيادة استهلاك المنتجات الحيوانية مما يؤدي إلى إساءة معاملتها وربما قتلها.

ويضيف "بيناتار" على ذلك بأن الناس لديهم استعدادٌ تطوريٌّ لرؤية الحياة أفضل مما هي عليه بالفعل؛ أي إنهم (منحازون للتفاؤل - Optimism Bias) ولديهم توقعاتٌ غير واقعيةٍ وغير عقلانيةٍ بأن حياتهم وحياة الجيل القادم ستصبح أفضل؛ وبناءً على ذلك يستمرون في الإنجاب، أي إن (الإنجاب وراءه دوافع غير عقلانية) ومن ثمَّ إذا أصبح البشر عقلانيون فستنتهي دائرة التكاثر.

وفي السياق ذاته يقدّم "بيناتار" (حُجة عدم التماثل - Asymmetry Argument) التي وُصِفَت بالتطرف لأنها تتطرق للاختلافات في الطريقة التي نُقيِّم بها الظروفَ الحياتية المرغوبة وغير المرغوبة، وهي في تلخيصها تشير إلى أن وجود الألم سيئٌ والأفضل ألَّا يوجد. أما فيما يتعلق بالسعادة والخير في حين أنه من الجيد أن يحصل المرء عليهما -إن كان موجودًا-؛ فإن انعدام السعادة ليس بشيءٍ أسوأ إن لم يكن هذا الشخص موجودًا، بل لا يُعدُّ مهمًّا إذا لم يكن هناك شخصٌ يُحرَم منه؛ ومن ثمَّ فإن عدم الوجود أفضل من الوجود لتسبُّب الوجود بالضرر مقارنةً بعدم الوجود.

هذا عند "بيناتار" واللاإنجابيين، وماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل تؤيده في مناهضته للإنجاب؟ أم أن لك رأي آخر؟!

المصادر:

هنا