علم النفس > الصحة النفسية

العنف المُمَارس على النوع الاجتماعي، الوقاية والعلاج

حتى الآونة الأخيرة كان هناك صمت حول العنف المُمَارس على النوع الاجتماعي، وكانت الناجيات لا يستطعنَ وصف آلمهن، لكن أجسادهن نطقت على الرغم من صمتهن، واستطاعت أن تحكي قصتها بدلًا عنهن (1).

العنف المُمَارس على النوع الاجتماعي قضية رئيسة عامة تسبب مجموعةً من المشكلات الصحية، وتفتقر معظم البلدان إلى الموارد الصحية اللازمة لمعالجتها؛ لأن العلاجات الحالية للاضطرابات النفسية الشائعة تتطلب عادة مختصين في الصحة العقلية إضافةً إلى أنها طويلة ومكلفة (2).

كذلك فلها تأثيرها السلبي الكبير على الصحة العقلية للضحايا، فالشعور المستمر بعدم الأمان في منزلك أو مع الأشخاص الذين من المفترض أنهم محبّون وداعمون لك يؤدي إلى الشعور بالخوف وعدم القدرة على الاسترخاء، ويؤثر في النوم والشهية والتركيز والعلاقات الأخرى. 

ويؤثر العنف في أي شخص بغض النظر عن العمر والعرق والجنس والدين والوضع الاقتصادي، لكنه يؤثر في الغالب على النساء، ويعدُّ أحدَ عوامل الخطر الرئيسة التي تؤثر في صحة المرأة، وغالبًا ما يكون الأطفال هم الضحايا المنسيين للعنف الأسري، فلديهم خطر أعلى من القلق والاكتئاب وصعوبات التعلم والكحول والمخدرات، وقد يصبحون من مرتكبي العنف أو ضحايا له لاحقًا (3).

لذا ففي الوضع الصحي الحالي وبسبب قضاء وقت أكبر في المنزل تواصلي دائمًا مع العائلة والأصدقاء الداعمين والقادرين على تقديم المساعدة، واحفظي أرقام الجيران والأشخاص الذين يمكنك الاتصال بهم أو اللجوء إليهم، وجهزي أهم الوثائق والأموال والأشياء الشخصي لأخذها معك عند المغادرة فورًا، واحفظي جميع المعلومات عن الخطوط الساخنة (9416 UNFPA-Syria) ومراكز الشرطة والمختصين الاجتماعيين (4).

أما بالنسبة للعلاج فإن أول خطوة في مساعدة الناجيات هي تقديم تعريف للعنف المُمَارس على النوع الاجتماعي، فأكثر النساء لن تفصح عفويًّا عن كونها مُعنفة، وغالبًا لن يخبرنَ أحدًا عن هذه التجارب،  فسؤال الناجية عن العنف له كثير من الفوائد؛ فهن يشعرن بالوحدة والانعزال في تجربتهن، وفي حال كانت إجابة الناجية "نعم" فعلى المعالج أن يكون داعمًا ومتفهمًا وحساسًا ولا يصدر أحكامًا، فمن المهم عند التحدث مع الناجية عدم استخدام مصطلحات سلبية تشعرها بالذنب أو تقنية تربكها، ويجب شرح الهدف من كل سؤال يُطرح. أما في حال أنكرت تعرضها للعنف فتكرار السؤال قد يفيد في جعلها تفصح عن الأمر، وعندها يجب على الداعم أن يشرح لها الرابط بين الأعراض النفسية التي تعانيها وكونها ناجية من العنف، فالمعرفة قوة، كذلك يجب توثيق كل ما أخبرت به الناجية (1).

وتقترح دراسة أُجريت في نيروبي على 421 امرأة أنه يمكن تدريب المعالجين الصحيين على تقنية إدارة المشكلات، وتقديم التدخل بطريقة يمكن أن تحسن من صحة الناجيات بعد أن أشارت التقييمات إلى تحسن بالأداء ونقصان الضيق النفسي بعد ثلاثة أشهر من الجلسات مع الناجيات باستخدام تلك التقنية، وسيكون لهذا التدخل القدرة على توسيع نطاق خدمات الصحة النفسية في البلدان التي تفتقر إلى مختصي الصحة العقلية (2).

تذكري دومًا أنك لست وحدك واطلبي المساعدة فورًا.

المصادر:

1. A practical Approach to Gender-Based violence [Internet]. New york: united nations; 2001 [cited 8 December 2020]. Available from: هنا

2. Bryant R, Schafer A, Dawson K, Anjuri D, Mulili C, Ndogoni L et al. Effectiveness of a brief behavioural intervention on psychological distress among women with a history of gender-based violence in urban Kenya: A randomised clinical trial. PLOS Medicine [Internet]. 2017 [cited 8 December 2020];14(8):e1002371. Available from: هنا

3. Supporting yourself - Domestic violence [Internet]. Headtohealth.gov.au. 2019 [cited 8 December 2020]. Available from: هنا

4.Nations U. Domestic Abuse: How to respond? | United Nations [Internet]. United Nations. 2020 [cited 8 December 2020]. Available from: هنا