التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

العمر الأمثل للتخطيط للحمل

قديمًا، كان مفهوم تحديد النسل والتحكم بموعد الحمل أمرًا صعبًا وغير مفهوم، وكانت الزيجات تحدث في أعمارٍ صغيرة وتُعدّ النساء اللاتي تخطَّين سن الأربعين عامًا ميؤوسًا منهن في إنجاب الأطفال.

لكن وبفضل التطور العلمي والطبي والمعرفي في أواخر القرن الماضي، أصبح التحكم بالإنجاب أمرًا أسهل، ويعود الفضل كله لوسائل منع الحمل المتوفرة بسهولة في متناول أيادي النساء والرجال معًا (1)، إضافة لازدياد فهمنا طبيعة جهازي التناسل الذكري والأنثوي وتشريحهما.

تولد معظم النساء بعدد محدد من البويضات يُقدر بقرابة مليون إلى مليوني بويضة، ويتناقص العدد منذ البلوغ وحتى سن اليأس؛ أي عندما تبلغ المرأة سن 51 سنة، وذلك بحسب هيئة الأطباء النسائيين والتوليد الأمريكية (ACOE)

(1,2).

-تبلغ الخصوبة أوجها لدى النساء في سن المراهقة (4)، لكنها تعد قاصرًا عقليًّا وجسديًّا بسبب التغييرات الهرمونية التي تعانيها أغلب المراهقات الطبيعيات، وعلميًّا؛ فإن سن 25 سنة هو سن النضج العقلي الكامل لدى الجنسين (2).

-تزداد مخاطر الحمل والولادة على الأم القاصر وجنينها أيضًا؛ منها الإصابة بالتسمم الحملي الذي يؤذي الكليتين وقد يتسبب بوفاة الأم والجنين أو يتسبب بولادة جنين ذي وزن منخفض جدًّا مؤثّرًا على النضج العقلي للطفل لاحقًا (4).

عند بلوغ المرأة سن العشرين، فإن خصوبتها ما تزال مرتفعة جدًا وتنتج بويضات سليمة وتقل لديها مخاطر الحمل أو الولادة (1,2,3)، وتكون فرصة إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون هي 1/525، في حين تصبح في سن الأربعين 1/65 (1).

-في الثلاثينيات وتحديدًا في سن 32 سنة؛ تبدأ أعداد البويضات بالتناقص وتتسارع الوتيرة بدخول المرأة سن 35 سنة، وتمتلك المرأة في سن 37 سنة ما يقارب 25,000 بويضة فقط (1,2).

-تعاني معظم النساء في سن الثلاثين والأربعين تحديدًا من مشكلات صحية؛ أهمها داء السكري الذي يتسبب في الإصابة بالسكر الحملي وداء ارتفاع ضغط الدم الذي يسبب الإصابة بالتسمم الحملي، ولكليهما خطر على الأم وجنينها، ويزيد في هذه الأعمار إنتاج بويضات غير سليمة تسفر عن حملٍ بجنين مشوه أو الإجهاض؛ لذا تخضع النساء الحوامل في هذه الأعمار لمراقبة وفحوصات طبية مستمرة حتى موعد الولادة (1,2,3).

-وبعد بلوغ سن الأربعين، تصبح فرصة الحمل بعد محاولات مدة ثلاثة أشهر 7% فقط (1)، الأمر ليس مخيفًا؛ إذ إن كثير من النساء تخطين سن الثلاثين والأربعين وحملن حملًا سليمًا، إلا أنه يجب الانتباه للمشكلات والعقبات التي تزيد نسبة حدوثها في هذه الأعمار ومنها (1,2):

-التعرض للولادة القيصرية.

-الولادة المبكرة.

-ولادة جنين بوزن منخفض.

-تشوهات ولادية.

-الإجهاض المبكر.

-ولكن ماذا عن الرجال، هل يعانون انخفاضًا في خصوبتهم مع التقدم بالعمر أيضًا (1,2)؟

بالطبع، يقل حجم السائل المنوي وتعداد النطاف لدى الرجال ع تقدمهم في العمر، وتصبح معظم النطاف الناتجة الجديدة مشوهة وضعيفة، وتقل فرصة الرجل في مساعدة شريكته على الحمل، وقد يتسبب ضعف النطاف بالإجهاض المبكر مهما كان عمر المرأة.

-ما هي علامات ضعف الخصوبة أو الإصابة بالعقم لدى الرجال والنساء (1,2,3)؟

بالنسبة للنساء، فإن تعرضكِ لحالة أو أكثر من هذه الحالات يستلزم استشارة طبية للتأكد من سلامتكِ وهي:

1- دورة شهرية غير منتظمة: 

تحدث الدورة الشهرية لدى النساء طبيعيًّا كل 28 يومًا، ولا بعد تأخرها عدة أيام مشكلة صحية طالما أنها لا تنقطع تمامًا، لكن المشكلة تكمن عندما تتأخر دورتك الشهرية عدة شهور متتالية بحيث يصعب عليك تحديد موعدها بدقة ويعود ذلك لعدة مشكلات صحية كالمشكلات الهرمونية أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

2-دورة شهرية مؤلمة جدًّا: 

تختبر معظم النساء تشنجات مؤلمة في أثناء الدورة الشهرية، لكن عندما يصبح الألم لا يطاق ومعيقًا لحياتكِ اليومية فهذا أمر غير طبيعي وقد يدل على التهاب بطانة الرحم.

3-انقطاع الدورة الشهرية على نحو تام:

قد يتسبب الضغط النفسي والعمل المجهد بتأخر دورتك الشهرية عدة شهور أو حتى عدم انتظامها، ولكنها تعود لطبيعتها بزوال السبب، وأما في حال انقطاعها شهور دون أي سبب؛ فيجب عليك مراجعة مختص من أجل علاج ذلك.

4- المشكلات الهرمونية:

ويظهر ذلك عليكِ بعدة علامات مثل:

-مشكلات في البشرة.

-انخفاض شعوركِ بالرغبة الجنسية.

-نمو شعر الوجه وتقصف شعر الرأس.

-زيادة الوزن غير المفسرة.

5-الألم في أثناء الجنس:

تشعر بعض النساء بالألم في أثناء ممارسة الجنس طيلة حياتهن وقد يعتقدون أن ذلك أمرًا طبيعيًا لكن هذا غير صحيح طبيًّا، وقد يكون دلالة على التهاب بطانة الرحم أو مشكلات هرمونية أو حتى العقم.

بالنسبة لعلامات العقم عند الرجال:

1-تغيرات في الرغبة الجنسية لدى الرجل؛ لأن خصوبة الرجل مرتبطة بالتوازن الهرموني لديه وأي تغيرات شكلية أو صحية تطرأ عليه فهي دليل على وجود مشكلة هرمونية قد تؤدي للعقم لاحقًا.

2-ألم الخصيتين وتورمهما.

3- مشكلات في الانتصاب.

4- مشكلاتت في القذف.

5-خصيتين صغيرتين وقاسيتين.

-كيف يعالج ضعف الخصوبة لدى النساء (1)؟

يعالج ذلك بعدة طرائق طبية منها الأدوية المحرضة على الإباضة والإخصاب خارج الرحم أو ما يعرف بأطفال الأنابيب أو حل المشكلات الصحية الأخرى دوائيًّا أو جراحيًا ولكن حتى هذه الطرائق تقل فعاليتها مع التقدم في العمر.

ختامًا وبالنظر إلى الجانب المشرق من الموضوع عمومًا؛ هل هناك إيجابيات للحمل المتأخر (1)؟

علميًّا لا يوجد سن مثالي للتخطيط للحمل لأن ذلك يعتمد على عمرك، وصحتك الجسدية، وجاهزيتك لتصبح أبًا أو تصبحين أمًّا نفسيًّا وماديًّا، فالطفل مسؤولية عظيمة.

لكن أجل؛ للحمل المتأخر فوائد بحسب دراسة أُجريت عام 2016، حيث بيَّنت الدراسة أن النساء اللواتي ينجبن في عمر متقدم صبورات أكثر ومتفهمات لمشكلات تربية الأطفال تربية حديثة دون الصراخ عليهم أو معاقبتهم عقابًا شديدًا مثلما تفعل معظم الأمهات الصغيرات سنًّا، إضافة لكون أطفالهن أقل عرضة للمشكلات النفسية والاجتماعية والعاطفية والسلوكية ومستواهم الدراسي أعلى مقارنة بأطفال لأمهات صغيرات.

المصادر:

1. Age and Fertility: What to Know in Your 20s, 30s, and 40s [Internet]. Healthline. 2020 [cited 17 December 2020]. Available from: هنا 
2. Best age to have a baby: Biology, psychology, and more [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 17 December 2020]. Available from: هنا 
3. Real Talk: Is There A 'Right' Age To Have A Baby? [Internet]. Women's Health. 2020 [cited 17 December 2020]. Available from: هنا 
4. Teenage Pregnancy: Signs, Effects, Diagnosis, and Prevention [Internet]. Healthline. 2020 [cited 17 December 2020]. Available from: هنا