الكيمياء والصيدلة > صيدلة سريرية

مرض التصلب العصبي المتعدد وفشل إحدى طرائق العلاج

التصلُّب المُتعدِّد Multiple Sclerosis:

هو مرض التهابي بوساطة مناعية؛ يهاجم المحاور النخاعية في الجهاز العصبي المركزي وينتج عنه إعاقة جسدية كبيرة في غضون 20-25 عاماً عند أكثر من 30% من المرضى.

والسمة المميزة لمرضى التصلب المتعدد هي نوبات عرضية تحدث في فترات متباعدة (أشهر أو سنوات) وتؤثر في مواقع تشريحية متعددة (1).

ويقدّر أنَّ مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون المرض، ويشخَّص معظم المصابين بين سن ال20-50، ويصيب النساء أكثر بثلاثة أضعاف أكثر مما يصيب الرجال (2).

العلامات والأعراض:

العلامات والأعراض التقليدية لمرض التصلب المتعدد هي كما يأتي:

1- فقدان الحس (تنمُّل)؛ وعادةً ما تكون شكوى مبكرة.

2- أعراض الحبل الشوكي (الحركية): تقلصات عضلية تالية للتشنج.

3- أعراض الحبل الشوكي (اللاإرادية): قصور عمل المثانة والأمعاء والضعف الجنسي.

4- التهاب العصب البصري واضطرابات الرؤية.

5- ألم العصب المثلث التوائم، وضعف في أداء تعابير الوجه.

6- عدم تحمُّل الحرارة والإرهاق عند 70% من الحالات.

7- الصعوبات المعرفية الذاتية: أهمها ما يتعلق بشدة الانتباه والتركيز والذاكرة والمحاكمة العقلية.

التشخيص:

يحدد التشخيص على أساس النتائج  السريرية والأدلة الداعمة من الاختبارات المساعدة؛ وتشمل هذه الاختبارات:

- التصوير بالرنين المغناطيسي.

- الجهود المحرضة.

- البزل القطني (1).

وقد بينت دراسة جديدة فَشَل MD1003 - وهو عبارة عن جرعة عالية من البيوتين* - في مساعدة مرضى التصلب المتعدد المترقِّي في المرحلة التجريبية الثالثة.

شملت هذه الدراسة 642 مشاركاً يعانون التصلب المتعدد المترقِّي الأوَّلي والتصلب المتعدد المترقِّي الثانوي ولم يتعرضوا لانتكاسات حديثة، وأُعطي المشاركون إما MD1003 أو الدواء الغفل ثلاث مرات يوميَّاً لمدة 15 شهراً. كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تحسين العجز الوظيفي لدى المرضى؛ الذي قيس إما بمقياس EDSS الذي يختبر القدرة على المشي إلى حد كبير؛ أو عن طريق قياس الوقت اللازم لمشي 25 قدماً في 12 شهراً وتأكيده في الشهر الخامس عشر (2).

ونظراً إلى أنَّ البيوتين يشارك في العديد من العمليات التي تحدث في الخلايا؛ فقد اقتُرح أنَّ جرعات عالية جدَّاً منه قد تكون فعالة في مرض التصلب العصبي المتعدد عن طريق تعزيز إصلاح المايلين؛ وذلك بتنشيط أنزيم يشارك في صنعهِ، وتحسين طاقة الإنتاج في الأعصاب المنزوعة المايلين (3).

وقد أظهرت دراسة سابقة فعالية وسلامة الجرعة العالية من البيوتين في مرض التصلب المتعدد المترقِّي؛ مما دفع الباحثون إلى بدء المرحلة الثانية من تجربة عشوائية مضبوطة بالدواء الوهمي (MS-SPI)؛ وجاءت النتائج على أنَّه بالمقارنة مع الدواء الوهمي فإنَّ MD1003 حسَّن من العجز لدى مرضى التصلب المتعدد المترقِّي في فترة 12 شهراً.

وعُرفت الدراسة الجديدة باسم MS-SPI2؛ وجاءت لتأكيد سابقتها عند مجموعة أكبر وأكثر تنوعاً من المرضى الذين لم يتعرضوا لانتكاسات حديثة في العامين السابقين. وقد أُجريَ البحث في 90 مركزاً في 13 دولة، وكان متوسط عمر الأشخاص الخاضعين للدراسة 52.7 سنة، و 54% منهم نساء (4).

تفاصيل الدراسة الحديثة:

كان متوسط مقياس حالة العجز عند المرضى 5.4، ومتوسط المشي 25 قدماً (TW25) هو 11.7 ثانية.

احتاج قرابة 58% من الأشخاص وسيلة للمساعدة على المشي، وكان هنالك 46% منهم يتلّقون علاجات أخرى. تلقى المرضى العلاج الوهمي أو MD1003 عشوائيَّاً؛ وبمعدل 100ملغ ثلاث مرات يوميَّاً؛ إذ تعد هذه الجرعة أعلى بمقدار 300 ضعف من جرعة المكملات التي لا تستلزم وصفة طبية.

وحُدِّد التحسن في العجز الوظيفي بأنَّه إما انخفاض من خط الأساس في EDSS بمقدار 0.5 نقطة على الأقل (إذا كان الخط الرئيسي هو 6 - 6.5)، أو 1.0 نقطة إذا كان خط الأساس في EDSS بين 3.5 إلى 5.5، أو انخفاض بنسبة 20% على الأقل من خط الأساس في TW25.

وقد تحسَّن قرابة 12% من مرضى المجموعة MD1003 و 9% من مجموعة الدواء الوهمي في الشهر الثاني عشر؛ وأُكِّد هذا في الشهر الخامس عشر.

يُعتقد أنَّ الاختلاف في نتائج الدراستين القديمة والحديثة هو كيفية أداء مجموعة الدواء الوهمي؛ ففي الدراسة الأولى التي تضمنت مجموعة صغيرة من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي (50 مريضاً فقط)؛ كان هناك أداء غير عادي - إلى حدٍّ ما - لدى المرضى الذين عولجوا بالدواء الوهمي؛ إذ لم يتحسن أي منهم على الإطلاق، وبالمقابل؛ فقد ظهر تأثير وهمي واضح للغاية في الدراسة الثانية (4).

في النهاية؛ يجدر التذكير بأن التصلب المتعدد هو مرض يسبب إعاقة في الجهاز العصبي المركزي ولا يمكن التنبؤ به أو بشدة الأعراض وتقدمها، ولا يوجد علاج له حتى الآن، ولكنَّ التقدم في طرائق البحث والعلاج سيؤدي إلى فهم أفضل له، وسيمنحنا خطوة أقرب نحو عالم خال منه (2).

*المعروف باسم فيتامين H أو الأنزيم R، وهو أحد فيتامينات المجموعة B (فيتامين B7) (3).

المصادر:

1. Multiple Sclerosis: Practice Essentials, Background, Pathophysiology [Internet]. Emedicine.medscape.com. 2020 [cited 22 November 2020]. Available from: هنا

2. Company Says MD1003 (high dose Biotin) Failed to Help Progressive MS in Phase 3 Trial [Internet]. National Multiple Sclerosis Society. 2020 [cited 22 November 2020]. Available from: هنا

3. Disappointing topline results from high dose biotin study [Internet]. MS Trust. 2020 [cited 16 December 2020]. Available from: هنا

4. End of the Road for High-Dose Biotin in MS? [Internet]. Medscape. 2020 [cited 22 November 2020]. Available from: هنا