الغذاء والتغذية > رحلة الغذاء

أوعية حفظ الأطعمة؛ ما الجيد منها؟ وما السيِّئ؟

تمتلئ المطابخ في أيامنا هذه بأوعية حفظ الأطعمة وأطباق تناول الطعام والأكواب من مختلف الأحجام والأنواع، لذا فإنَّ أطعمتنا تلامس سطوحًا مختلفة من المواد. لكن هل من الممكن أن تكون إحدى هذه المواد ذات تأثير سلبي في تلك الأطعمة؟ سنتحدث فيما يأتي عن أهم المواد التي يشيع استخدامها وعن مميزاتها وسلبياتها:

1. البلاستيك: يشيع كثيرًا استخدام الأوعية البلاستيكية في المطابخ لعددٍ من الأسباب، فهو خفيف الوزن وسهل الاستخدام وأقلُّ قابليةٍ للكسر، وهذه الخاصيّة الأخيرة جعلت منه مادةً ملائمة لصنع أوعية الطعام (lunchbox) مثل التي يستخدمها أطفال المدارس وغيرها، لكن من ناحيةٍ أخرى، هناك مساوئ للأوعية البلاستيكية، فقد تتسبب بعض أنواع البلاستيك بمخاطر صحيّة.

فمعظم هذه الأوعية (بما فيها عبوات الإرضاع للأطفال وعبوات المياه) التي كانت تصنَّع مسبقًا كانت تحتوي على مادة BPA (bisphenol A) والتي أثبتت الأبحاث سميتها وارتباطها بعددٍ من المشكلات الصحية مثل خلل الوظائف الغديّة وداء السكري من النمط الثاني وأمراض القلب والربو والسرطان والعقم ومشكلات الكبد (1-6)، أما تلك الأوعية المتوفرة تجاريًا والتي تخلو من هذه المادة فقد تبين أنها تؤدي إلى تسرّب الاستروجينات الصناعية منها (7).

2. الزجاج: تلقى الأوعية الزجاجية قبولًا من العديد من الناس، وفي الحقيقة فإنها خيارٌ صحي للأطعمة، فهي لا تمتص روائح أو نكهات الأطعمة، ولا يتسرب منها أي مواد كيميائية لأنَّ الزجاج خامل كيميائيًا (8)، فضلًا عن كون معظم أنواع الزجاج آمنة للاستخدام في المايكروويف وغسالة الأطباق.

والنوع الأكثر عمليةً هو الزجاج المُقسى الذي يحتمل درجات الحرارة العالية والمنخفضة، مع ذلك ينبغي التحقق من كون الأوعية المستخدمة آمنةً للتجميد، فمن الممكن أن يكون عُرضةً للتصدع، لذلك ينبغي ترك ثلاثة أرباع الوعاء فارغًا من الأعلى. وربما لا يمكن إغلاق تلك الأوعية بإحكام، ويستثنى من ذلك القطرميزات التي تتميز بتصميمٍ مانعٍ للتسرب، إضافةً إلى أنَّ الزجاج قابلٌ للكسر، وهو مادة ثقيلة نسبيًا، لذلك فقد لا يكون الخيار الأفضل عند السفر (9).

3. الفولاذ المقاوم للصدأ (ستانلس ستيل): لهذه الأوعية عددٌ من الميزات، فهي أوعيةٌ قابلة للاستخدام على مدىً طويل، ومقاومة للتآكل، وغير قابلةٍ للكسر، وخفيفة الوزن نسبيًا، ولا تؤدي إلى تسرّب الكثير من المعدن إلى الطعام، وهي سهلة التنظيف وقادرةٌ على تحمّل درجات الحرارة الساخنة والباردة. ولبعض تلك الأوعية أغطية من السيليكون مما يجعلها مانعة للتسرب، إلا أنه لا يستخدم للتسخين في المايكرويف (9)، ومن الأفضل عدم تخزين أي شيءٍ حمضي في عبواتٍ من الفولاذ المقاوم للصدأ فترات طويلة من الوقت، إذ قد يحدث تسرب لبعض الشوارد المعدنية في الأوساط الحمضية (10).

4. السيليكون: عموماً قد تُعدُّ أوعية السيليكون خيارًا مقبولًا، وهو يُعدّ آمنًا على حسب رأي معظم الخبراء، إذ لم يثبت أن السيليكون يتفاعل مع الطعام أو المشروبات أو يطلق أي أبخرةٍ سامة عند تسخين.

ومع ذلك يفضّل تجنّب تسخين أوعية السيليكون لأنه ما زال من غير المعروف ما إذا كان يمكن أن يسرّب أية مواد كيميائية إلى الطعام عند ارتفاع الحرارة، كذلك فإنَّ هناك احتمالًا لأن يؤدي التسخين إلى إتلاف المواد اللاصقة التي قد تكون ضروريةً لإغلاق الأوعية ومنع تسرب الطعام منها.

من الجدير بالذكر بأنَّ توّفر أغطيةٍ من السيليكون للأوعية المصنوعة من مواد أخرى سيكون أمرًا مفيدًا لضمان الإغلاق الجيد لتلك الأوعية (11).

 

5. علب الورق المقوى والورق المستخدم لتعبئة وتغليف الأطعمة السريعة: ربما لا نستخدم مواد مثل هذه في منزلنا، لكن كثيرًا ما تُستخدم العبوات المصنوعة من الورق المقوى في محلات الوجبات السريعة. تحتوي تلك العبوات على مواد كيميائية مفلورة (PFASs) تتصف بكونها مقاومةً للبقع الدهنية، وتكمن المشكلة في أن هذه المواد قد تتسرب إلى الطعام وتتراكم في أجسامنا في حال التعرض لها على المدى الطويل، وفي الحقيقة فقد ارتبطت هذه المواد بعددٍ من المشكلات الصحية بما في ذلك السرطانات وتضرر جهاز المناعة وارتفاع الكولسترول (12).

6. رقاقات الألومنيوم: يستخدمها الأشخاص لعدة أهدافٍ مثل تخزين وتغليف الأطعمة مثل اللحوم لمنع فقدان الرطوبة في أثناء الطهي أو الخضروات عند شيّها، ويستخدمها البعض في أطباق الشواء لإبقائها نظيفةً بعيدًا عن بقايا الطعام والبقع الدّهنية التي يصعب تنظيفها، وقد يتسرب الألومنيوم إلى الطعام، إلا أن هذا التسرب يكون بكميةٍ صغيرةٍ نسبيًا ولا يُعدُّ خطرًا صحيًا بحسب الأبحاث، إلا إذا كان هنالك مشكلاتٌ صحية تتعلق بارتفاع مدخول الألمنيوم (3).

 فيما يأتي بعض النصائح العامة أيضاً:

- في حال الحاجة إلى استخدام أوعيةٍ بلاستيكية، فيجدر مراعاة بعض الأمور: مثل تجنّب تخزين الأطعمة عالية الحموضة أو الأطعمة الساخنة فيها وعدم تعريضها إلى ضوء الشمس المباشر، ولا تُستخدم الأوعية البلاستيكية للتسخين في المايكرويف (9).

- انتبه إلى الرقم المدوّن في أسفل الأوعية البلاستيكية، وتجنب الأوعية ذات الرقم "ثلاثة" أو "ستة" أو "سبعة"، وتذكر أن تلك التي تحمل رقم "واحد" معدّة لاستخدامٍ واحدٍ فقط (مثل عبوات المياه وبعض المشروبات) ومن ثم إعادة التصنيع (9,13).

- استخدم عبوات الإرضاع الزجاجية لا البلاستيكية، وإلا فتجنب تسخينها.

- تخلّص من الأوعية البلاستيكية التي قد تعرضت للخدوش (9).

- لا ضرر من إعادة استخدام بعض أوعية الطعام المعبأة بعد شرائها وإفراغها من الطعام الذي كان موجودًا فيها مثل الأوعية الزجاجية الخاصة بالمخللات، فإلى جانب توفير المال، فأنت بذلك تساهم في الحفاظ على البيئة عن طريق استخدام ما يمكن عادة استخدامه بدلًا من التخلص منه، أو إعادة تدويره.

- تناول الطعام باستخدام الصحون المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ (9).

المصادر:

1- Rubin B. Bisphenol A: An endocrine disruptor with widespread exposure and multiple effects. The Journal of Steroid Biochemistry and Molecular Biology. 2011;127(1-2):27-34. DOI: 10.1016/j.jsbmb.2011.05.002. هنا

2-Gore A. C. Chappell V. A. Fenton S. E. Flaws J. A. Nadal A.  PrinsG. S. T et al. Executive Summary to EDC-2: The Endocrine Society's Second Scientific Statement on Endocrine-Disrupting Chemicals, Endocrine Reviews, Volume 36, Issue 6, 1 December 2015, Pages 593–602, هنا.

3- BPA May Be Linked to Heart Disease Risk [Internet]. WebMD. 2020 [cited 14 December 2020]. Available from: هنا

4- Konieczna A. Rutkowska A. Rachoń D. Health risk of exposure to Bisphenol A (BPA). Rocz Panstw Zakl Hig. 2015;66(1):5-11. PMID: 25813067.هنا

5- Moon MK. Kim MJ. Jung IK. Koo YD. Ann HY. Lee KJ. et al. Bisphenol A impairs mitochondrial function in the liver at doses below the no observed adverse effect level. J Korean Med Sci. 2012 Jun;27(6):644-52. doi: 10.3346/jkms.2012.27.6.644. Epub 2012 May 26. PMID: 22690096; PMCID: PMC3369451. هنا

6- Tewar S. Auinger P. Braun JM. Lanphear B. Yolton K. Epstein JN. eta al. Association of Bisphenol A exposure and Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder in a national sample of U.S. children. Environ Res. 2016 Oct;150:112-118. doi: 10.1016/j.envres.2016.05.040. Epub 2016 Jun 6. PMID: 27281688. هنا

7- Bittner, G. D., Yang, C. Z., & Stoner, M. A. (2014). Estrogenic chemicals often leach from BPA-free plastic products that are replacements for BPA-containing polycarbonate products. Environmental health : a global access science source, 13(1), 41. هنا

8- M. Achintha, 5 - Sustainability of glass in construction, Editor(s): Jamal M. Khatib, In Woodhead Publishing Series in Civil and Structural Engineering, Sustainability of Construction Materials (Second Edition), Woodhead Publishing, 2016, Pages 79-104, ISBN 9780081009956, هنا

9- Pots, Pans, & Plastics: Your Guide To Safe Food. [online] WebMD. Available at: هنا

10- 4. Bassioni G, Korin A, Salama A. Stainless Steel as a Source of Potential Hazard due to Metal Leaching into Beverages. [Internet]. 2015 [cited 14 December 2020];(3792 - 3802). Available from: هنا

11- Canada H. The safe use of cookware - Canada.ca [Internet]. Canada.ca. 2020 [cited 14 December 2020]. Available from: هنا

12- Many Fast-Food Containers Have Risky Chemical. [online] WebMD. Available at: هنا

13- Eatright.org. 2020. How To Use Plastic Food Storage Containers. [online] Available at: هنا