هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

حوادث السيارات

في دوامة الموت التي تبتلع البشر بسبب داء كورونا المستجد أو الحروب التي يُقتل فيها الناس عمدًا في أغلب الأحيان، يصبح الموت في حوادث السيارات مثلًا ذا صدى أقل؛ ولكن عند الإشارة إلى أنّه سنويًّا يُقتل قرابة 1.3  مليون إنسان على الطرقات في أنحاء العالم، فهذا شيء مروّع يستحق الذكر (1).

هل تُعدُّ السرعة دائمًا المُلامَ الحقيقي لحوادث السيارات؟ وإذا كان لا بُدَّ من التصادم فكيف يكون ذلك بأقل الأضرار الممكنة؟ وكيف يمكننا التقليل من عدد الحوادث المميتة؟ 

طبعًا؛ هذه الحوادث تحتاج إلى عدة عوامل كي تحدث، ولكن أهمها هو السرعة، وقد يفاجئك أن الشرطة نادرًا ما تسجل السرعة بصفتها سببًا للحوادث التي تحقق بها؛ إذ من الصعب تحديد السرعة المخالفة غالبًا، وبخاصة أنَّ السائق قد يكون ملتزمًا بحدود السرعة، لكنَّ كمية الازدحام المروري أو وضع الطقس يتطلبان سرعة أقل من السرعة التي تحددها إدارة المرور لطريق ما، ومع ذلك فإن علاقة السرعة بزيادة خطر وقوع الحادث أو زيادة الأذى الناجم عنه وثيقة جدًّا (2).

هذا يعتمد على قوانين الفيزياء وما يتضمنه ذلك من كمية الطاقة الحركية التي ستتحول فور وقوع الحادث إلى حرارة أو تشوه في الأجسام؛ فبحسب قانون نيوتن الثالث: القوة المبذولة من  الجسم الأول تجاه الثاني تساوي بالكمية القوة المطبقة من الجسم الثاني على الأول وتعاكسها في الاتجاه، واختلاف الكتلة يحدد نسب توزيع الطاقة المتحررة من الصدمة، فإذا حاولت دفع الحائط بيديك فإن الحائط يدفعك بالاتجاه المعاكس بقيمة القوة نفسها التي تدفعه بها؛ هذا يعني أنّه عند اصطدام السيارة بسرعة هائلة بعائق فإن هذا العائق سوف يعيد توجيه الطاقة بالاتجاه المعاكس (باتجاه السيارة) وبنحو يتناسب طردًا مع كتلة العائق (2,3).

وتقترح بعض الدراسات أيضًا أنَّ الاصطدام بمقدمة السيارة أفضل من جانبها؛ أي كلما قل انخراط المقدمة بالحادث زادت فرصة الموت، إذ وجدت إحصاءات الإدارة الوطنية لأمان القيادة على الطرقات العامة National Highway Traffic Safety Administration -اختصارًا (NHTSA)- أنَّه عندما يكون عبء الاصطدام أقل من 25 بالمئة من مقدمة السيارة تصبح الإصابات قاتلة بنسبة أكبر، والسبب في ذلك أنه في حوادث التصادم غير المباشر ستتعرض السيارة لقوة دورانية فيتجه تسارع الركاب في المقعد الأمامي -مثلًا- نحو وسط السيارة أو دعاماتها التي تتقوس للداخل باتجاه الركاب أنفسهم فيما سيبتعدون عن أكياس الهواء التي كانت ستحميهم لو اصطدمت السيارة للأمام واتجهوا إلى الأكياس مباشرة (4).

في النهاية؛ لا يوجد وقت جيد لتتسبب بحادث سيارة، لذا خففوا سرعاتكم، وأطفئوا أجهزة المحمول، واشتروا السيارة الأنسب من ناحية تجهيزات أمان الركاب، وكذلك تستطيع الحكومات المساعدة؛ إذ إن استخدام مواد ماصة للصدمات لصنع أعمدة الكهرباء وكابينات الهاتف هو أمر ممكن، تمتص الطاقة الناتجة عن الاصطدام فتقلل من أذية الركاب (4).

المصادر: 

1. Road Traffic Injuries and Deaths—A Global Problem [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 [cited 25 November 2020]. Available from: هنا

2. The relation between speed and crashes [Internet]. Safety.fhwa.dot.gov. 2020 [cited 25 November 2020]. Available from: هنا

3. Basic Concepts [Internet]. Ffden-2.phys.uaf.edu. 2020 [cited 25 November 2020]. Available from: هنا

4. Anatomy of a high-speed car crash [Internet]. Road & Track. 2020 [cited 25 November 2020]. Available from: هنا