إنستغرام > علوم إنسانية

هل يوجد جينات تعطي أفضليَّة في اكتساب اللغة وإتقانها؟

يمتلك الأطفال الصغار قدرة فريدة على اكتساب مهارات الكلام على نحوٍ متقن دون الحاجة إلى تعليمهم ذلك تعليمًا رسميًّا، ويجمع الطفل بعد بضع سنوات مخزونًا ضخمًا من المفردات ليركِّبها بغرض استعمال القواعد النحوية ويصيغ الكثير من الجمل ذات المعنى، وكذلك يتمكن من فهم كلام الآخرين.

وقد اعتُقِد مدة طويلة أن حل هذه الأحجية قد يكمن في تركيبنا الجيني، لكنَّ الجينوم البشري لا يحتوي معلومات عن أية لغة بعينها، إذ نحن بحاجة إلى التعرض للغة معينة كي نتعلمها. 

وعلى مدى سنوات كان من الممكن التنبؤ بإسهامات الجينات المحتملة في اكتساب اللغة، ومع ظهور تقنيات جديدة على صعيد دراسة الجزيئات بدأ العلماء بتحديد جينات فردية مهمة ودراستها. وقد ركزت الأبحاث على محاولة إيجاد جينات مسؤولة عن مشكلات في الكلام واللغة -أو كليهما- لدى الأطفال والبالغين لا يمكن أن تُعزى إلى سبب آخر(كالصمم أو الإعاقات العقليَّة). لا يوجد عامل واحد وراء هذا بل هناك مجموعة من الجينات وتفاعلاتها مسؤولة عن مشكلات كتلك، وتأثير بعض الجينات أكبر من غيره؛ فإذا كان الطفل يحمل طفرة مُخرِّبة في جين FOXP2، وهو أول جين يُفترض أنه يمتلك دورًا في التسبُّب بمشكلات الكلام واللغة، فسيكفي ذلك لوجود تلك المشكلات.

وعلى الرغم من وفرة المعلومات عن الطفرات الجينية التي تؤدي إلى مشكلات لغوية، هناك معلومات أقل عن التأثيرات الجينية التي تجعل أشخاصًا أبرع من غيرهم في اكتساب اللغات. فبعض الجينات المسؤولة عن المشكلات اللغوية يُعرف أيضًا تأثيرها في تطور اللغة ووظيفتها عند الناس الذين لا يعانون أية مشكلات، لكن ما تزال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة الجينات والطفرات التي قد تمنح بعض الناس أفضلية في اكتساب اللغة.

المصادر:

محرر من مقالنا هنا