التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الآثار النفسية والجسدية للعنف القائم على النوع الاجتماعي "الجندر" (GBV)

في ختام أيامِ حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي (Gender Based Violence "GBV") سنتكلم سويةً عن الآثار النفسية والعاطفية والجسدية في ضحايا هذا النوع من العنف، إذ إنّ ما يقارب 35% من النساء في العالم قد تعرضن لعنفٍ من قبل شريكٍ في حياتهن، والذي يُظهر مدى انتشار هذه المشكلة العالمية وعليها مدى انتشار تلك العقابيل بين النساء (1).

من الناحية الجسدية، يمكن أن يتسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي بتبعاتٍ قصيرةٍ و/أو طويلة الأمد، نذكر منها الجروح في مناطق مختلفة من الجسم، والحمل غير المرغوب فيه وما يترتب عليه من عقابيل جسدية ونفسية مزمنة، والأمراض المنقولة بالجنس (STIs) "مثل الأيدز"، والألم الحوضي، إضافةً إلى إنتانات الطرائق البولية ورضوض الأعضاء التناسلية الأنثوية (1).

أما في ما يتعلّق بالصحة النفسية والعاطفية للضحايا النساء، فقد أظهرت دراسةٌ أسترالية ترابطاً متيناً بين العنف القائم على النوع الاجتماعي وظهور اضطراباتٍ نفسيةٍ عند النساء الأستراليات (2). كذلك فقد تبيّن في إحصائياتٍ أخرى لمنظمة الصحة العالمية أن خطر الإصابة بالاكتئاب عند النساء اللاتي يتعرضن لعنفٍ من قبل الشريك –العنف المنزلي على وجه الخصوص- هو أكبر بمرتين مقارنةً بغيرهن، ونلاحظ نسبة الخطورة ذاتها تقريباً فيما يتعلق بفرط تناول المشروبات الكحولية (3).

كذلك يُعدُّ اضطراب الرضِّ النفسي التالي للصدمة Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD) والقلق (Anxiety) واضطراب الهوية التفارقي (Dissociative identity disorder) واضطرابات الطعام والنوم، وخلل الأداء الجنسي، والسلوكيات الانتحارية جميعها وغيرها الكثير من التبعات النفسية للعنف القائم على النوع الاجتماعي (الجندر). ومن الجدير ذكره أنّ لهذه العقابيل النفسية آثاراً مُنهكةً لبعض النساء أكثر من تلك التبعات الجسدية (1,2,3).

إلى جانب الآثار السلبية السابقة الذكر؛ فإن للعنف القائم على النوع الاجتماعي تأثيراً غير مباشرٍ في المجتمع، إذ يتسبب بانخفاض قدرة المرأة على العناية بنفسها وبمن حولها –أطفالها على وجه الخصوص- ويقوّض إحساسها بأهمية وكُفءِ ذاتها، ويحرمها الشعور بالاستقلالية وحرية التعبير والتصرُّف ضمن المجتمع، ومشاركة الشريك في رفع السوية الاقتصادية وجودة الحياة العائلية/الأسرية (1,3).

قد تنتهي أيام الحملة وتنتهي معها المبادرات التي انطلقت في العالم استجابةً لأهداف الحملة التوعوية بحقِّ الجميع -دون أي استثناءٍ- في التمتع بكافة حقوق الإنسان، وكسر حصار الصمت وتشجيع المرأة على طلب العون، والتبليغ عن أي فعلٍ عنيفٍ يُطبّق بحق أي امرأةٍ في العالم.

ويبقى منا أصدقاءنا أن نأمل بأن تبقى أيامنا على مدار السنة أياماً مليئةً بالمساواة الجندرية واحترام الشريك والعيش الكريم دون قيدٍ أو شرط.

المصادر: 

1. Gender-based violence in health emergencies [Internet]. World Health Organization. 2018 [cited 4 December 2020]. Available from: هنا

2. [Internet]. Medicinetoday.com.au. 2016 [cited 4 December 2020]. Available from: هنا

3. (PDF) Violence against Women and Mental Health [Internet]. ResearchGate. 2013 [cited 4 December 2020]. Available from: lication/256082609_Violence_against_Women_and_Mental_Health'>هنا" target="_blank" rel="noopener noreferrer">هنا