اضطراب الشخصية الحديّة والعلاج السلوكي الجدلي

تناولنا في مقال سابق تشخيص اضطراب الشخصية الحدية؛ واليوم نتناول العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical Behavior Therapy - DBT) بوصفه وسيلة للشفاء منه. يعدُّ العلاج السلوكي الجدلي أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي، ويعتمد على تحويل أنماط التفكير السلبي إلى تغيير سلوكي إيجابي؛ ابتُكِر في الأصل لمعالجة اضطراب الشخصية الحدية والأفكار الانتحارية، أي المشكلات النفسية الشديدة والمزمنة، وبعدها جرى تكييفه لعلاج حالات أخرى.

كيف يعمل هذا العلاج؟

دعونا نتفق بداية على أن العلاج السلوكي الجدلي ليس لمسة سحرية، إذ لا تظهر نتائجه على المريض بعد أول جلسة، بل يحتاج إلى التزام تُعالج فيه جميع المخاوف بعد المرور بالمراحل الأربع الآتية: 

الأولى: تعلُّم الاستقرار ومساعدة الناس في السيطرة على السلوكيات المدمرة الذاتية (محاولات الانتحار أو إيذاء النفس أو الإدمان). 

الثانية: شعور الأشخاص الذين يتلقون العلاجَ بألمهم العاطفي بدلًا من إسكاته أو دفنه.

الثالثة:هدفها تحسين الحياة عن طريق تحديد الأهداف والمضي قدمًا، ومن ثم تعزيز الشعور بالإنجاز والاستقرار.

الرابعة: مساعدة الناس على تحقيق النجاح والسعادة.

ما الاستراتيجيات المتبعة في هذا النوع من العلاج؟

اليقظة الذهنية: ستعلمك التركيز على الحاضر والشعور باللحظة الحالية، والانتباه إلى ما يدور داخلَك من أفكار ومشاعر، مما يساعدك على البقاء هادئًا، وتجنب الانخراط في أنماط التفكير السلبية التلقائية والسلوك المتهور. 

التسامح مع النفس: ستتعلم كيفية تحمل الأزمات، والقدرة على الاستعداد لأية عواطف شديدة، والتعامل معها بنظرة أكثر إيجابية.

فعالية التعامل مع الآخرين: تساعدك على أن تصبح حازمًا في علاقاتك مع الحفاظ على إيجابيتها، عن طريق تعلم الاستماع والتواصل بفعالية. 

تنظيم العاطفة: ستتعلم كيفية تحديد عواطفك وتسميتها ثم تغييرها عن طريق التعرف إلى المشاعر السلبية الشديدة، والتعامل معها، فإذا كنت حزينًا وترغب في الانعزال؛ فافعل العكس تمامًا وخطط لرؤية العائلة والأصدقاء. 

استخدم هذا العلاج أيضًا مع اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الشديد واضطرابات الأكل والإدمان، واضطراب ما بعد الصدمة. 

ولمعرفة إذا كان العلاج مناسبًا لك، ننصح بالتحدث مع طبيب نفسي مختص؛ فهو الذي سيقيم أعراضك ومدة العلاج وأهدافه.

المصادر:

محرّر من مقالنا: هنا