الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

بذور الكاجو اللذيذة

لابدَّ أن المكسّرات من الأطعمة الخفيفة المفضَّلة لدى كثير من الأشخاص، ويحتل الكاجو مكانةً مميَّزةً بينها، فهو ذو شكلٍ مميز وطعم لذيذ. ويعود أصل أشجار الكاجوإلى أمريكا الجنوبية، وتحديدًا البرازيل، وتُززَع تلك الأشجار اليوم في مختلف المناطق ذات المناخ الدافئ، ويباع الكاجو إما نيئًا أو محمَّصًا، وقد يكون مملَّحًا أو غير مملَّح، حتى إنه أصبح يُستخدم لصناعة منتجاتٍ غذائيةٍ بديلةٍ عن منتجات الحليب؛ مثل حليب الكاجو أو الجبنة أو الصّلصات التي تُصنَع من الكاجو، إضافةً إلى القشدة الحامضية (1,2).

ووفقًا لمعلومات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، يحتوي كل 28 غ من الكاجو النيئ وغير المملح؛ أي قرابة 18 حبة كاجو كاملة، على:

157 سعرة حرارية و8.56 غ من الكربوهيدرات، و1.68 غ من السّكر، و0.9 غ من الألياف، و5.17 غ من البروتين؛ وهي الكمية نفسها الموجودة في 28 غ من اللحم المطبوخ، إضافةً إلى 12.43 غ من الدّهون، و10 ملغ من الكالسيوم، و3 ملغ من الصوديوم، و1.89 ملغ من الحديد، و7 مكغ من حمض الفوليك، وكثيرٍ من المعادن المهمة؛ مثل النحاس والمغنيزيوم والمنغنيز (1,2).

ويتميّز الكاجو أيضًا بغناه بمضادات الأكسدة، مثل البوليفينولات polyphenols والكاروتينويدات carotenoids التي تساعد على تقليل الالتهابات والحماية من بعض الأمراض، ويبدو أنَّ الكاجو المحمَّص غني بمضادات الأكسدة أكثر من الكاجو النيئ رغم الحاجة إلى إجراء مزيدٍ من البحوث للتأكّد من ذلك (2,3)، كذلك يتميّز بغناه بالمغنزيوم الذي يؤدي دورًا مهمًّا في أكثر من 300 تفاعلٍ أنزيميٍّ في الجسم مثل الاستقلاب، وتركيب الأحماض الدّهنية والبروتينات، واسترخاء العضلات، وانتقال السيالات العصبية العضلية، لكنَّ نقصه يؤدّي إلى عددٍ من المشكلات الصحية؛ مثل زيادة خطر تشكل حصيات الكلى، والتكلس الشرياني (حتى عند تناول كمياتٍ كافيةٍ من الكالسيوم)، إضافةً إلى مقاومة الأنسولين، وهشاشة العظام، والمتلازمة الاستقلابية، ومرض القلب التاجي (1).

تشمل فوائد الكاجو نواحي عديدة منها:

❀ صحّة القلب: تتضارب نتائج الدّراسات عن فوائد الكاجو لصحّة القلب بسبب عددها المحدود وقلة المشاركين فيها (2)، لكن يبدو أن الأحماض الدهنية أحادية عدم الإشباع ومتعددة عدم الإشباع قد تساعد على خفض الكولسترول السّيء والشحوم الثلاثية، مما يقلل خطرَ الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنّوبات القلبية والسكتات (1).

❀ التحكّم بالوزن: تساعد المكسرات - على عكس بعض الشائعات - على الحفاظ على وزنٍ صحي (1)، وقد وجدت الدّراسات أنَّ تضمين المكسّرات في النظام الغذائي على نحوٍ معتدل يمكن أن يساهم في خسارةٍ أكبر للوزن؛ لأنَّها تعزز الشعور بالشبع وتُحسِّن عملية الاستقلاب، وهي غنيةٌ بالبروتين والألياف (1,2).

وبالحديث عن الكاجو خاصةً، تبيَّن أنّه لا يحتوي على كثيرٍ من السّعرات الحرارية (وقد ذكرنا سابقًا أن كل 28 غ تحتوي فقط على 157 سعرةً حرارية)، يمتص الجسم منها قرابة 84%، وذلك بسبب احتباس جزءٍ من الدهون داخل الغلاف الليفي للكاجو، وهذا مايفسر دور تحميص الكاجو في زيادة قدرة الجسم على هضمها بالكامل، ومن ثم زيادة امتصاص السعرات الحرارية، لذلك قد يكون تناول الكاجو النيئ أكثر فعالية عند الرغبة بإنقاص الوزن (2,4,5). 

❀ صحّة المرارة: يرتبط الاستهلاك المتكرر للمكسرات بانخفاض الحاجة إلى إجراء استئصال جراحي للمرارة؛ إذ وجدت الدّراسات أنَّ النساء اللواتي يستهلكن أكثر من 142 غ من المكسّرات أسبوعيًّا أقل عرضة لاستئصال المرارة من النّساء اللواتي يستهلكن أقل من 28 غ من المكسّرات أسبوعيًّا (1).

❀ صحّة العظام: للحفاظ على صحّة العظام يحتاج الجسم النحاس؛ إذ يرتبط نقصه بانخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظم، ويحافظ النحاس على الكولاجين والإيلاستين، وهي المكونات الهيكلية لجسم الإنسان، ويتميز الكاجو بغناه بهذا العنصر المعدني، إذ يحتوي كل 28 غ من الكاجو على 622 مكغ من النحاس؛ أي إنه يغطي جزءًا كبيرًا من الاحتياج اليومي من النحاس عند البالغين، كذلك يتميز بغناه بكلٍّ من المغنزيوم الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم في العظام، والمنغنيز الذي يَقي من الإصابة بالهشاشة (1).

❀ صحّة الأشخاص المصابين بمرض السكّري من النوع الثاني: يتميز الكاجو بارتفاع محتواه من الألياف، مما يساعد على منع الارتفاع الكبير لسكر الدم، والحد من خطر تطور مرض السكّري من النوع الثاني، وما زلنا بحاجة مزيدٍ من الدراسات لمعرفة الآثار الصحية لاتباع نظام غذائي غني بالكاجو في الأشخاص المصابين بمرض السكّري من النوع الثاني (2,6)، فعلى نقيض ما سبق هناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أنَّ تناول كميات كبيرة من الكاجو ترفع من سكر الدم، مما قد يستدعي تعديل جرعات الأدوية لبعض المرضى.

وبسبب هذه الأدلة يُفضَّل تجنب تناول الكاجو قبل أسبوعين على الأقل في حال وجود حاجةٍ إلى إجراء أي عمل جراحي؛ لأنَّه يؤثر في مستوى سكّر الدم خلال العملية وبعدها (8).

❀ يستخدم الكاجو لعلاج الاضطرابات المعدية والمعويّة، كذلك يستخدم موضعيًا على الجلد لعلاج الثآليل والمسامير (8).

يمكن حفظ الكاجو عدةَ أشهر في درجة حرارة الغرفة، وسنةً في البراد، وسنتين في المجمدة، وكغيره من المكسّرات التي تتميز بغناها بالدّهون، فمن الممكن أن يتزنّخ، فتصبح نكهته غير محببة ولكنه يبقى غير ضار (1).

المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لتناول الكاجو:

- يحتوي الكاجو على الدّهون التي تكون في غالبيتها غير مشبعة كما ذكرنا سابقًا، فهي لا تسبب ضررًا على صحّة الإنسان عند تناوله باعتدال (1).

- من الأفضل تجنب تناول الكاجو النيئ لاحتوائه على مادةٍ سامة تدعى urushiol، قد تسبب رد فعل تحسسي على جلد الإنسان، ويُنصح بتجنب تناول الكاجو من قبل الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه المكسّرات؛ لأنه قد يسبب رد فعل تحسسي خطيرٍ مهددٍّ للحياة (1).

- يجب الانتباه عند شراء الكاجو المحمَّص أو المملَّح لأنَّه قد يحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من الدّهون والملح (1).

- يحتوي الكاجو على الـ Phytates؛ وهي المخزن الرئيس للفوسفور في بذور النباتات، التي تُصعب عملية امتصاص الفيتامينات والمعادن في الجسم، لذلك يُنصح بنقع الكاجو ليلةً كاملة لخفض محتواه من الـPhytates وتسهيل هضمه (2,7).

- تشير بعض الدّراسات إلى أنّ اتباع نظام غذائي غني بالكاجو غير مفيد للأشخاص الذين يعانون المتلازمة الاستقلابية، بل على العكس قد يزيد من ارتفاع نسبة سكّر الدّم قبل تناول وجبة الطعام، وقد ذكرنا سابقًا أن هذا الأمر ما زال بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الدراسات لتأكيده أو نفيِه (8).

- يُنصح بالاعتدال عند تناول الكاجو من قِبل الحوامل والمرضعات لعدم وجود دراساتٍ كافيةٍ عن تأثيره في صحتهنَّ وصحة الأجنة (8).

وفي النهاية، نذكّركم أنَّه من الأفضل دائمًا الاعتماد على نظامٍ غذائيٍ متنوعٍ دون التّركيز على نوعٍ واحدٍ أو أنواعٍ قليلةٍ من الأطعمة فحسب.

المصادر:

1. Ware M. Cashews: Nutrition, health benefits, and diet [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2018 [cited 9 June 2020]. Available from: هنا

2. Patre A. Are Cashews Good for You? Nutrition, Benefits, and Downsides [Internet]. Healthline. 2020 [cited 15 June 2020]. Available from: هنا

3. Effect of Roasting on Phenolic Content and Antioxidant Activities of Whole Cashew Nuts, Kernels, and Testa [Internet]. Pubs.acs.org. 2020 [cited 15 June 2020]. Available from: هنا

4. Ros E. Health Benefits of Nut Consumption. Nutrients [Internet]. 2010 [cited 27 November 2020];2(7):652-682. Available from: هنا

5. Baer D, Novotny J. Metabolizable Energy from Cashew Nuts is Less than that Predicted by Atwater Factors. Nutrients [Internet]. 2018 [cited 27 November 2020];11(1):33. Available from: هنا

6. McRae M. Dietary Fiber Intake and Type 2 Diabetes Mellitus: An Umbrella Review of Meta-analyses. Journal of Chiropractic Medicine [Internet]. 2018 [cited 27 November 2020];17(1):44-53. Available from: هنا

7. Gupta R, Gangoliya S, Singh N. Reduction of phytic acid and enhancement of bioavailable micronutrients in food grains. Journal of Food Science and Technology [Internet]. 2013 [cited 27 November 2020];52(2):676-684. Available from: هنا

8. Cashew: Uses, Side Effects, Interactions, Dosage, and Warning [Internet]. Webmd.com. 2020 [cited 17 June 2020]. Available from: هنا