الطب > ‏معلومة سريعة‬

هل يستدعي ألم أسفل الظهر القلق؟

ألم الظهر هو إحدى أكثر المشكلات الطبية شيوعًا؛ إذ يُصيب 8 من كل 10 أشخاص في مرحلة ما خلال حياتهم، وهو من أكثر الأسباب شيوعًا التي تدفع الناس للذهاب إلى الطبيب أو التغيب عن العمل، كذلك هو أحد الأسباب الرئيسة للإعاقة في جميع أنحاء العالم. يمكن أن تتباين درجته من ألم مستمر إلى ألم مفاجئ وحاد؛ غالبًا ما يأتي ألم الظهر الحاد فجأةً ويستمر عادةً من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، أما إذا استمر الألم أكثر من ثلاثة أشهر فيُسمَّى مستمرًّا (1).

تتسم أغلب الآلام الناجمة عنه بطابع ميكانيكي؛ أي بوجود خلل في تلاؤم مكونات الظهر (العمود الفقري، والعضلات، والأقراص بين الفقرية والأعصاب) بعضها مع بعض؛ مما يؤثر في حركتها، والذي قد يحدث بسبب مشكلات خلقية أو الأمراض المفصلية التنكسية، كذلك بسبب الأمراض العصبية في الأعصاب والنخاع الشوكي، وقد تكون بسبب مشكلات خارج العمود الفقري كالحمل وحصيات الكلية (2). لكنّ أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى آلام أسفل الظهر هي الأذيات الرضية مثل التشنجات العضلية ومشكلات المفاصل والانزلاق والانقراص الفقري (1)، والذي يُعد حالةً شائعة تتسم بانهيار قرص أو عدة أقراص من التي تفصل بين الفقرات، خاصةً في المنطقة القطنية؛ مما يسبب ألمًا في أسفل الظهر (3).

يجب مراجعة الطبيب عند الشعور بالأعراض الآتية: ألم منتقل إلى الساق أو القدم أو الفخذ، أو وجود ترفع حروري وقشعريرة، أو غثيان وإقياء، وفي حال وجود ألم في المعدة أيضًا، أو مشكلات في التبول، أو إذا كان الألم شديدًا للغاية بحيث يمنع الحركة، أو أنّ الألم ثابت لا يسوء ولا يتحسن مدةَ أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

ولتشخيص ألم أسفل الظهر؛ يجب إجراء فحص سريري وبدني (1) ومراجعة التاريخ الطبي الكامل والأعراض الأخرى، كذلك يمكن أن تساعد الاختبارات العصبية على تحديد سبب الألم والعلاج المناسب. إنّ معظم الحالات لا تستدعي إجراء الصور الشعاعية، ولكن قد تكون ضروريةً في بعض الأحيان لاستبعاد أسباب مشتبه بها للألم، بما في ذلك الأورام وتصلب العمود الفقري، وفي بعض الأحيان يصعب تحديد سبب الألم المزمن حتى بعد إجراء فحص شامل (2).

يعتمد علاج ألم أسفل الظهر على نوعه ومسبباته، وقد تشمل التدابير العلاجية الحزم الساخنة أو الباردة، والتمارين الرياضية، والأدوية، والعلاجات التكميلية وأحيانًا الجراحة (1). 

يمكن تجنب حدوث ألم أسفل الظهر عن طريق الحفاظ على وضعية جلوس ووقوف سليمة، وتجنب الحركات التي تضرّ بالعمود الفقري ورفع الأجسام على نحو صحيح، مع ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي والتنويع في الغذاء، والإقلاع عن التدخين؛ إذ أثبتت الدراسات أنّ التدخين يقلل من تدفق الدم إلى العمود الفقري السفلي ويزيد من خطر هشاشة العظام (2).

لحسن الحظ، يمكن منع آلام أسفل الظهر أو تخفيفها باتخاذ التدابير الوقائية، ولكن إذا فشلت هذه التدابير، فقد تساعد الراحة في السرير والمسكنات على تسريع الشفاء، علمًا أنّ البقاء في السرير أكثر من يوم أو يومين قد يزيد هذه الآلام سوءًا في بعض الأحيان، فلا بُدّ من استمرار تحريك العضلات الخفيف -حتى في أثناء الألم- كي لا يحدث ضعف عضلي. لكن يجب مراجعة الطبيب إذا كان الألم شديد جدًّا، او إذا استمر أكثر من ٣ أيام، أو إذا أتى بعد التعرض لإصابة ما. 

يكون العلاج المنزلي البسيط وميكانيكا الجسم السليمة عواملَ مساعدة على شفاء هذه الآلام عادة، فنادرًا ما تستدعي هذه الحالات إجراء تدخلات جراحية (1) .

المصادر:

1.  Back Pain [Internet]. Medlineplus.gov. 2020 [cited 6 November 2020]. Available from: هنا 
2. Low Back Pain Fact Sheet | National Institute of Neurological Disorders and Stroke [Internet]. Ninds.nih.gov. 2020 [cited 6 November 2020]. Available from: هنا 
3.  Intervertebral disc disease: MedlinePlus Genetics [Internet]. Medlineplus.gov. 2020 [cited 6 November 2020]. Available from: هنا