متابعة المراحل التطورية في الطفولة المبكرة؛ ما أهمية ذلك؟

إذا كنت قد أمضيت وقتًا بصحبة طفلٍ، فأنت لاحظت قدرته الكبيرة على التعلُّم غالبًا.

من المذهل ما تستطيع أدمغة الأطفال استيعابه في آنٍ واحد، على سبيل المثال؛ في أثناء تعلّم الطفل مهارات حركية و جسدية مهمة، فهو يطور قدراته على الكلام، ويدرس الإشارات والدلائل الاجتماعية، ويتعلم كيفية التعبير عن العواطف والمشاعر أيضًا؛ وهذا ما يفسر أهمية التركيز على التعلُّم في الطفولة المبكرة. 

من المهم معرفة كيف يتطور الأطفال وينمون؛ إذ يساعد ذلك الأهل أو غيرهم من مقدمي الرعاية (كالمعلمين والمربيين) على تعليمهم وتقديم البيئة المناسبة التي يحتاجون إليها لتحقيق إمكاناتهم من جهة، ويسمح بكشف أي تأخير في تطورهم -الذي قد يكون مؤشرًا لمشكلة صحية أو نفسية- من جهة أخرى، ولذلك أهمية كبيرة؛ إذ تكون بعض العلاجات والتداخلات أكثر فعالية إذا أُجريت في المراحل المبكرة من الحياة؛ أي عندما يكون دماغ الطفل أكثر قدرةً على التكيف، ويُقدّم الكشف المبكر الفرصةَ للأهل لتلقي الدعم الذي يحتاجون إليه من أجل طفلهم، ولمعرفة طريقة التكيف مع احتياجاته (1). 

يتطور كل طفل على نحوٍ فريد وبسرعة خاصة به، فمن المستحيل التنبؤ بدقة بالوقت الذي يتعلم فيه الطفل مهارة معينة؛ إذ يوجد اختلاف في التطور بين الأطفال في الأسرة ذاتها (2)، ولكن من المهم المعرفة العامة بالتغيرات الأساسية التي سوف تطرأ على الطفل مع مرور الوقت، لذلك قُسّم التطور في المراحل المبكرة من الطفولة إلى ٤ أقسام رئيسة: 

1. اجتماعي ونفسي. 
2. لغوي/ مهارات التواصل. 
3. حركي.
4. إدراكي (التعلُّم، والتفكير، وحل المشكلات) (1).

وعلى الرغم من أنه لا يمكن تحديد مسار تطور الطفل الدقيق بناءً على عمره، فإن هناك بعض المراحل التطورية التي لا بُدّ من الاهتمام بها، (على سبيل المثال؛ قدرة الطفل على تشكيل جمل أو تعلُّم المشي) (1)، وتجعلك المعرفة البسيطة لما يجب توقعه من الطفل عند بلوغه أعمارًا مختلفة أكثر قدرةً على الاهتمام به أيضًا (2)، لذا؛ سنورد في مقالنا التالي غدًا أهم المراحل التطورية وأكثرها شيوعًا، وفي حال شعرت بأنّ طفلك لا يحققها أو أن هناك مشكلةً في تطوره؛ لا تنتظر واستشر الطبيب وشارك أفكارك معه (1).

المصادر: