الأزهار لمستقبل غذائي وبيئي أفضل

إن ازدياد احتياجات الغذاء العالمية لإطعام قرابة 7.5 بليون نسمة حالياً أو 10 بليون نسمة بحبوب عام  2050(1)؛ يضع المزارع في تحدٍّ لزيادة إنتاجه، وبذلك استخدام المزيد من الأسمدة والمبيدات والممارسات التقليدية التي تُجرِّد نظام المزرعة البيئي من خصائصه ومن بعض الكائنات المفيدة حتى.

إن استخدام المبيدات الزراعية المفرط لا يؤثر فقط في الآفة الزراعية، بل يضرُّ بالحشرات النافعة التي تعدُّ العدوَّ الحيوي لهذه الآفات، ويؤدي إلى اكتساب هذه الآفات المقاومة ضدَّ المبيد تدريجياً، إضافة إلى خطورة هذه المواد على العاملين ضمن المزرعة وعلى المستهلك أيضاً(2). لذا يجد الباحثون طرائق فعَّالة تسهم في زيادة الإنتاج دون إلحاق الضرر بالبيئة ضمن ما يسمى بـ "الزراعة المستدامة" (3).

في هذا السياق؛ يعمل باحثو مركز الأبحاث البيئية في المملكة المتحدة ضمن ما يسمى برنامج تحقيق الزراعة المستدامة (ASSIST) بدراسة عملية تتضمن زراعة مساكب من الأزهار ضمن حقول المحاصيل الزراعية بهدف خلق مجتمع متنوع من الحشرات وجذب النافعة المفترسة منها أو المتطفلة على الآفات الزراعية(3)،  ومن ثم مراقبة النتائج واختبارها مدة خمس سنوات يزرع فيها المزارعون ويحصدون حيث تشغل الأزهار البرية مساحة 2% فقط من المساحة الكلية(4).

توفر مساكب الأزهار هذه حبوبَ اللَّقاح والرحيق اللازم للنمو والازدهار ليس فقط لهذه الأنواع من الحشرات، وإنما لحشرات أخرى تفيد في تلقيح أزهار المزروعات ضمن الحقل كالنحل الانفرادي والنحل الطنان(3).

كذلك تتميَّز هذه الطريقة بإمكانية تطبيق طرائق الزراعة الحديثة؛ إذ تتيح للآلات الزراعية المرتبطة بنظام تحديد المواقع (GPS) بتحديد الموقع الدقيق لهذه المساكب؛ مما يقلل من فرص الرش العشوائي للمبيدات(3).

يجدر بالذكر أن هذا الأسلوب لا يلغي وجود الحشرات الضارة تماماً، وإنما يجعل أعدادها أقل من المستويات التي تضر المحاصيل كثيراً؛ مما يقلل من عدد مرات استخدام المبيدات الكيميائية(2).

المصادر: