المعلوماتية > عام

كأس العالم 2014 والتكنولوجيا

من ضربة الجزاء المبكية لروبيرتو باجيو ضد البرازيل بمونديال الولايات المتحدة 1994، إلى النهايات المتوقعة للطوفان الاسباني على إيقاعاة الفوفوزيلا المزعجة بمونديال جنوب افريقيا مروراً بثلاثية فرنسا المدمرة بمرمى البرازيل بمونديال 1998والغش التحكيمي بمونديال كوريا واليابان ورأسية زيدان لماتيراتزي بعد ما شتمه الأخير في مونديال ألمانيا، مر على هذه البطولة سنوات تفوق أعمارنا وأعمار الكثيرين.

لكن وراء الحدث الضخم، والأجواء الاحتفالية، والأصابع المشدودة، وضربات القلوب، وصيحات المشجعين، وجدالات المهووسين، ومشاحنات الخصوم، وتوتر المتابعين، كان ولا زال مارد كبير يشكل الحدث بنسبة كبيرة ويواكبه. تماماً كما يسهم في تشكيل حياتنا اليومية بحاضرها، وكما أسهم بتشكيل ذكرياتنا. مارد التكنولوجيا يقف اليوم معنا على أعتاب مونديال البرازيل، في رحلة جديدة مع لعبة البشرية الأولى. مع متيمة القلوب. كرة القدم!

أولى التقنيات المميزة التي ستدخل ميدان كأس العالم هذه السنة هي تقنية الدقة الفائقة المعروفة بـ 4k، حيث تبلغ دقة الشاشات العاملة بهذه التقنية 4000 بكسل قياساً بتقنية الدقة الفائقة المنتشرة حالياً التي تبلغ دقتها 1080 بيكسل. حيث ستقوم شركة سوني بالاتفاق مع الفيفا بتصوير مباريات بهذه التقنية والاشراف على المونتاج لعرض أفلام ترويجية خاصة بكأس العالم بهذه التقنية. ولك أن تتخيل متعة مشاهدة اللاعبين على أرض الملعب بهذه الدقة وتستذكر الأيام التي كان يتجمع فيها المتابعون حول أجهزة المذياع ثم التلفزيون الأرضي فالفضائي وصولاً لتقنية الأبعاد الثلاثية التي تم استخدامها في مونديال 2010. هذا بالطبع لا يعني أن بإمكانك مشاهدة المبارايات بهذه الدقة مباشرة في المقاهي لأن التصوير بهذه التقنية لن يتم بثه مباشرة بسبب عدم انتشارها بشكل كاف.

التقنية الأخرى التي تدخل على كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه هي نظام المراقبة الآلي لخط المرمى. لا زال البعض من مشجعي الجيل القديم يتجادل في هدف هيرست بمرمى ألمانيا عام 1966 والذي أهدى انكلترا لقبها الوحيد. ألمانيا حصلت على ثأرها في مونديال 2010 بعد أن لم يحتسب هدف الانكليزي لامبارد رغم تجاوزه الخط بمسافة كبيرة جداً وخرجت انكلترا من الكأس صفر اليدين. لربما كان هذا الهدف هو المحفز وراء ادخال التكنولوجيا لاتخاذ القرار بما يتعلق بتجاوز الكرة للخط. فقد أعلنت الفيفا أن جميع الملاعب سيتم تجهيزها بكاميرات عالية الدقة، حيث تتم مراقبة كل مرمى بسبع من هذه الكاميرات. تقوم الكاميرات بنقل الصور إلى كمبيوتر مركزي يعمل على معالجة الصور. فيعمل على فلترة الأجسام غير الكروية من الصورة للابقاء على مراقبة الكرة فقط ويستطيع التمييز حين تعبر الكرة الخط بدقة 4 ميليمتر. عندها يقوم الكمبيوتر المركزي بإرسال إشارة إلى ساعة الحكم تؤدي إلى اهتزازها. يقول أحد المسؤولين عن النظام في الشركة الألمانية التي تشرف على التقنية أن البيانات سيتم إرسالها بشكل مشفر. طبعاً ليس من الأمور التي تبعث على السرور أن يتمكن أحدهم من اختراق النظام والتلاعب بالاشارات لتربح الهندوراس على اسبانيا أو الارجنتين على إيطاليا مثلاً.

بالنسبة للكرة المستخدمة في المونديال تستمر أديداس بصناعة الكرات الخاصة بكأس العالم منذ مونديال 1970 في المكسيك – وهو العام الأول الذي تم فيه نقل المونديال على التلفزيون مباشرة- إذ قامت أديداس بصنع الكرة ذات البقع البيضاء والسوداء ليتم تمييزها بشكل أفضل على تلفزيونات الأبيض والأسود. الكرة الحالية مصنوعة من ست طبقات ومصنعة بطريقة تقول أديداس أنها تحسن التحكم بالكرة وتوازنها وقد حصلت على موافقة 600 لاعباً مختلفاً. لكننا نذكر جيداً الضجة التي افتعلتها أديداس حول كرة "جابولاني" المستخدمة في 2010 والتي تبين في النهاية أنها أشبه بالكرات الهوائية على أرض الملعب، لذلك سيكون علينا الانتظار.

طبعاً غني عن الذكر الأثر الذي ستحدثه الـ social media على متابعة كأس العالم، حيث تتابع مواقع التواصل الاجتماعي نموها الهائل فالفيسبوك مثلاً تجاوز عدد مستخدميه 1،230 مليون مستخدم مقارنة مع أقل من نصف العدد في المونديال السابق. بالإضافة لذلك سيكون الازدياد الكبير في عدد الهواتف النقالة والحواسب اللوحية حصة كبيرة في زيادة المشاهدة على كأس العالم. كل هذه العوامل ستجتمع لجعل المونديال التظاهرة الأكثر مشاهدة حول العالم بأكثر من 3 مليارات متابع.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا