المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة

التعزيز الإيجابي للطفل: العقاب؛ ليس حلًّا دائمًا!

يُتَّبع مبدأ العقاب بوصفه جزءًا أساسيًّا في الأنظمة الاجتماعية لتصحيح سلوك الأفراد الذين يُظهرون خرقًا لأحد القوانين والقواعد العامة وتصويبه في أي منظومة كانت، ولكن ثمّة أدلة توضح وتؤكد باستمرار انعدام جودة هذه الطريقة وانعدام فعاليتها في ردع الأفعال الخاطئة وتحقيق التغير المنشود في سلوكيات الأفراد، بل إنّها تؤدي -في بعض الأحيان- إلى جعل الأمور أكثر سوءًا (1).

وفي المقابل؛ احتمال تكرارِ سلوكٍ مرغوب يبديه الأفراد عامّة والأطفال خاصة وحدوثه مرة أخرى كبيرٌ جدًا إذا ما تلاه معزز إيجابي أو مكافأة ماديّة، وهذا ما يُعرَف بالتعزيز الإيجابي (2)، ويتحقق بالمدح والثناء على السلوك الجيد وإبداء الموافقة والرضا والدعم وتقديم المكافآت الماديّة كالمال والطعام وغيرها (1).  

إن تقديم الحوافز والمكافآت لمن يستحقها مهارة سهلةُ التعلّم، ووسيلة فعّالة يمكن للجميع اتباعها (1)، وتأتي أهمية الثواب والإطراء على سلوك الأطفال حسب ما يأتي:

- تشجيع الأطفال على السلوك الجيد والمرغوب، ويزيد احتماليةَ إظهاره:

تتأثر أفعال الأطفال بنوعية استجابة الأهل لها فور حدوثها وطريقة استجابتهم، وتحفز المكافآت الطفلَ على بذل مجهود إضافي لتحقيق ما يطلبه أهله منه، ولعل المعززات التي تلي السلوك مباشرة هي الأفضل والأكثر فعالية وتأثيرًا في السلوك نفسه (2).  

- تعزيز الدافع الذاتي أو الجوهري لدى الأطفال:

ثمّة رأي سائد بين الباحثين والمعلمين والآباء، مفاده أن الثناء الدائم والمتواصل على الأفراد يُسهم في تعزيز الدافع الذاتي لديهم، ويكسب الأطفال في أثناء دراستهم في المرحلة الابتدائية تصورًا ذاتيًّا وإدراكًا ذاتيًّا لقدرتهم، ويُعزز هذا بدوره اعتدادهم بنفسهم، ويزيد من توقعاتهم بالنجاح في المستقبل، إضافة إلى أن المديح والثناء أثبتا ازدياد الرغبة عند الأطفال في المواظبة على السلوك الذي أُثني عليه (3).

- مساعدة الطفل على رفع مستوى تقديره لذاته:

من الطبيعي أن يتلقى الأطفال في المرحلة التي تسبق دخولهم المدرسة كلمات مثل "لا" و"توقف" وغيرها، وهي طريقة تعلمهم تمييز الصواب من الخطأ، ولكن يصبح وقع هذه الكلمات سلبيًا جدًّا على الطفل عندما يتردد صداها إلى مسمعه مرارًا وتكرارًا، ويؤدي ذلك إلى خللٍ في عملية تقدير الذات لديه، ولكن؛ عندما يكافِئ الأهلُ الطفلَ في هذه المرحلة العمرية، سيدرك أهمية ما أنجزه ومدى إعجاب من حوله به (2).

- تعزيز الروابط والعلاقة بين الأهل وأطفالهم: 

تقديم الأهل الهدايا والمكافآت للطفل يُشعِرهم جميعًا بالسعادة والرضا، وذلك لأن الطفل أظهرَ سلوكًا أو أنجز شيئًا يرضى عنه الأهل، ونال ما يستهويه ويحبه (2).

أنواع المعززات:

ثمّة أنواع عدة للمعززات كالمكافآت المادية والمعززات المعنوية:

تندرج الألعاب والهدايا والحلوى وغيرها ممّا يُنفَق المال عليها تحت النوع المادي من المعززات، في حين تشمل المعززات المعنوية ما يأتي:

كالعناق والقبلات والابتسام والتربيت على الكتف والإيماء بالرأس.

كتشجيع الأهل للطفل بقولهم: عملٌ رائع! أحسنت!

ويمكن تحديد موضع السلوك الجيد بذكره والثناء عليه كأن يقول أحد الأبوين: لقد أبليت بلاءً حسنًا عند مساعدتك لي على مهمات البيت وترتيب ألعابك في خزانتك اليوم.

كأن يقضي الأهل وقتًا إضافيًّا مع أطفالهم، أو يمارسوا نشاطًا يحبونه معهم كقراءة بعض القصص أو الذهاب لمشاهدة فيلم في السينما أو ممارسة رياضة أو لعبة مفضلة، ويُعدّ ذلك في نظرالأطفال الصغار مكافأةً عظيمة(2).

وختامًا؛ جدير بالذكر أن المعززات المعنوية -بما فيها اللفظية- تتميز بأنها غير مكلفة وذات وقع وتأثير أكبر في الأطفال من المكافآت الماديّة؛ يمكن اللجوء إليها في أي وقت يحقق فيه الأطفال أي سلوك مرغوب (1).

المصادر:

1- Positive reinforcement and reward [Internet]. GOV.UK. 2019 [cited 27 October 2020]. Available from: itive-reinforcement-and-reward'>هنا" target="_blank" rel="noopener noreferrer">هنا

2- Rewards | Consequences | Essentials | Parenting Information | CDC [Internet]. Cdc.gov. [cited 27 October 2020]. Available from: هنا

3- Henderlong J, R. Lepper M. The Effects of Praise on Children’s Intrinsic Motivation:A Review and Synthesis. هنا