الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

خلدُ الماء بَطِّيُّ المنقار

من الممكن أن تَنْفَد الصفات لوصفِ خِلد الماء المستوطن في أستراليا، وبينما أربكَ الباحثين منذ اكتشافه لغرابة صفاته؛ لا يزال هناك كثيرٌ ممّا لا نعرفه عن هذا الحيوان.

وُصف خلد الماء أول مرة عام 1799 من قِبَل (George Shaw)، وبدا حيواناً مُزيّفاً، نتيجةً لمظهره الفريد المشابه لبعض صفاتِ حيواناتٍ أخرى -له منقار البط وقَدميه، وجسم ثعالب الماء وفَروها، وذيل القندس-، وعُرِف لاحقاً بخِلد الماء بَطِّيِّ المنقار. يُعدُّ خلدُ الماء (Ornithorhynchus anatinus) الممثِّل الحيّ الوحيد لفصيلته وجنسه، وهو حيوان شبه مائي يبلغ حجمه نصف حجم القط تقريباً (1)، يعيش في أنهار وبحيرات جنوب وشرق أستراليا (2).

ينتمي خِلد الماء إلى الثدييّات الأولية البيُوضة (3)، إذْ تَضع الأنثى البيض مدةً تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد التزاوج، وتتولّى حضانته أسبوعاً إضافيّاً. وبعد الفقس؛ يمتصُّ الصغار الحليب -المقاوِم للجراثيم- من ثقوبٍِ ثَدييّةٍ على بطن الأم بضعة أشهرٍ إلى أن تصبح قادرةً على الاعتماد على نفسها (1).

لا يملك فمُ خِلد الماء أسناناً (2)، ولا تسمحُ مورثاتُه بوجود أنزيماتٍ معِديّةٍ هاضمة فينتقل غذاؤه من اللافقاريات القاعيّة -الديدان ويرقات الحشرات، والجمبري- مباشرةً إلى الأمعاء، وذلك لغنى غذائه بكربونات الكالسيوم التي ستعدِّل حموضة المعدة إن وُجدت (4).

كذلك يختلفُ عن بقية الثدييات بوجود خمسةِ أزواجٍ من الصبغيات الجنسية (5). وعلى الرغم من أنّه حيوان شبه مائي؛ إلّا أنه لا يستطيع الرؤية أو الشمّ تحت الماء؛ إذ تغطي طيّاتُ الجلد عُيونه وتنغلق فتحتا الأنف لتمنعَ تسرّب الماء. ومع ذلك، تحوي مناقيره على مستقبلات كهربائية وميكانيكية تتحسّس الموجاتِ الكهربائيةَ المنقولةَ عبر الماء والناتجة عن حركة الفريسة (6).

أُدرِجَ خِلد الماء بوصفه حيواناً شبهَ مهدّدٍ بالانقراض ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)؛ فقد أدّت ظروف الجفاف الشديدة والممتدّة في أستراليا إلى جفاف المجاري المائيّة التي تُشَكّلُ مَوئلاً له (7).

ولمّا كان عالم الحيوان متنوِّعاً بغرابةِ أحيائه وندرةِ صفاتها؛ لم يكن للبشر القدرةَ على الإحاطة بها جميعاً، فنَأملُ أن تَترُك لنا التغيراتُ المناخيةُ في كوكبنا الخَيار لاستكشاف الأنواع الأخرى قبلَ أَنْ تُهَدَّدَ بالانقراض أيضاً.

المصادر:

1. 9 Quirky Facts About the Platypus [Internet]. Treehugger. 2020 [cited 14 October 2020]. Available from: هنا

2. FLANNERY T, GROVES C. A revision of the genus Zaglossus (Monotremata, Tachyglossidae), with description of new species and subspecies. Mammalia [Internet]. 1998 [cited 14 October 2020];62(3):367-396. Available from: هنا

3. Helgen K, Portela Miguez R, Kohen J, Helgen L. Twentieth century occurrence of the Long-Beaked Echidna Zaglossus bruijnii in the Kimberley region of Australia. ZooKeys [Internet]. 2012 [cited 14 October 2020];255:103-132. Available from: هنا

4. Ordoñez G, Hillier L, Warren W, Grützner F, López-Otín C, Puente X. Loss of genes implicated in gastric function during platypus evolution. Genome Biology [Internet]. 2008 [cited 14 October 2020];9(5):R81. Available from: هنا

5. Grützner F, Graves J. A platypus’ eye view of the mammalian genome. Current Opinion in Genetics & Development [Internet]. 2004 [cited 14 October 2020];14(6):642-649. Available from: هنا

6. Pettigrew J, Manger P, Fine S. The sensory world of the platypus. Philosophical Transactions of the Royal Society of London Series B: Biological Sciences [Internet]. 1998 [cited 14 October 2020];353(1372):1199-1210. Available from: هنا;

7. Bino G, Kingsford R, Wintle B. A stitch in time – Synergistic impacts to platypus metapopulation extinction risk. Biological Conservation [Internet]. 2020 [cited 14 October 2020];242:108399. Available from: هنا