المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة

تعزيز مهارات الكتابة في الطفولة المبكرة

تُشير الأبحاث عن تعليمات الكتابة المبكرة (Early Writing) إلى أنَّ تجربة التأليف تساعدُ الأطفال على تطوير الوعي الصوتي والمعرفة الأبجدية والوعي بالمطبوعات، وهي مهارات مرتبطة بإتقان القراءة والكتابة في المستقبل. وتدعم هذه الأبحاث تطويرَ الكتابة المبكرة التأسيسية بوصفها وسيلةً لتعزيز مهارات التأليف العاليةِ المستوى مثل التنظيم والتخطيط والمراجعة والتنقيح، إضافة إلى الوضوح والسرعة في الكتابة اليدوية (1).

وعندما يقترب الأطفالُ من عيد ميلادهم الأوّل يبدأون بتقليد البالغين وتجربة أدوات الكتابة، ومن هنا؛ يتّبِع تطور الكتابة مسارًا متشابها في المراحل المبكرة، فمع بلوغ الأطفال عمر الثانية يُظهِرون إدراكًا بأنَّ علاماتهم تحمل معنى؛ إذ ينتقلون من الرسم إلى الخربشات المتعمّدة إلى كتابة أشباه الحروف، ثم في مرحلة لاحقة يبدأون بسَلسلة الحروف ومحاولة استعمالها لإخبار قصة أو التواصل مع الآخرين، ثم ينتقلون إلى مرحلة التهجئة المُبتكَرة، ليصلوا في أول المدرسة الابتدائية إلى البدء بتطوير الكتابة الاعتيادية (1,2).

ويستخدم الباحثون غالبًا مصطلح "معرفة القراءة والكتابة الناشئة" (Emergent Literacy) لتحديد مجموعة واسعة من المهارات اللغوية والقرائية-الكتابية ويركزون أساسًا على تطويرها لدى الأطفال. ومن أجل فهمٍ أفضل لتطوّر الكتابة الناشئة؛ اقترح مجموعة من الباحثون إطارًا لشرح ممارساتها مُكوَّنًا من ثلاثة مجالات: المعرفة المفهومية، والمعرفة الإجرائية، والمعرفة التوليدية (2).

تشمل المعرفة المفهومية تعلُّم وظيفة الكتابة؛ إذ يتعلم الأطفال أنَّ الكتابة لها هدف وأن المطبوعاتِ ذات معنى (أي توصل الأفكار والقصص...).

أما المعرفة الإجرائية فهي آليات كتابة الحروف والكلمات، وتشمل التهجئة واكتساب المعرفة الأبجدية إذ يُعَدُّ تعلم الشفرة الأبجدية -متضمّنًا كيفية تشكّل الحروف والأصوات المرتبطة بكل حرف- عنصرًا أساسيًّا لاكتساب المعرفة الإجرائية. 

وأما المعرفة التوليدية فتتضمَّن مهاراتُها قدراتِ الأطفال على نقل المعنى بالكتابة على نحو يتجاوز مستوى الكلمة الواحدة. ومع أنَّه لا يُتوقَّع من أغلب الأطفال في سن ما قبل المدرسة أن ينتجوا كتابةً ذات مهارات متوسطة؛ فإنَّ فحص قدراتهم على التأليف لنقل المعنى يمكن أن يكون انعكاسًا ممتازًا لكيفية دمج معارفهم الإجرائية والمفهومية واستعمالها، مثل معرفة الحروف وخصائص الكتابة عمومًا والكتابة بلغتهم خصوصًا، وغيرها (2,3).

وتقتضي المهارات الحركية الدقيقة عضلاتٍ صغيرةً في الجسم تمكّن من تأدية وظائفَ مثل الربط والتكديس والكتابة، ويحتاج الأطفال إلى تطوير القوة والبراعة الكافيتين في أيديهم بالخبرات الحركية الدقيقة اليومية -كوضع الملابس على دمية، ولف عجينة اللعب في شكل كرة- قبل أن ينتقلوا إلى مهمة الكتابة اليدوية الأكثر تعقيدًا، فقبل أن ينتقل الأطفال إلى تعلم الإمساك بالقلم والقبض عليه والتحكم به يجب أن يكتسبوا السيطرة على أذرعهم وأيديهم ومعاصمهم (1)، ويجب على البالغين فهمُ مراحل تطور الكتابة لدى الأطفال والقدرات المدهشة التي يظهرونها فيها منذ صغرهم، وبهذا يستطيعون معرفة التغييرات الحاسمة والاحتفاء باستخدام الأطفال للكتابة بمستواهم الحالي (1).

ومع تقدم المهارات الحركية للأطفال الصغار -في بداية مرحلة المشي- يمكنهم بدءُ استكشاف أدوات الكتابة كأقلام التلوين السميكة أو الطباشير، ويجب ألّا تُفرَضُ سيطرةُ يدِ الطفل لأنها ستحدث طبيعيًّا مع مرور الوقت ما دام الطفل منخرطًا في أنشطة حركية دقيقة، وفي تعريفهم بالكتابة: 

أ. اطلب من الأطفال الكتابة بأصابعهم قبل استعمال أدوات الكتابة.

ب. قدّم سطحًا عموديًّا كلوح الطباشير لتتعزز وضعيةٌ مستقرة للكتابة ويزدادَ ثباتُ بسط المعصم.

ج. بدّل الوضعيات في أثناء الأنشطة الكتابية.

د. شجع الطفل على القبضة المريحة عندما يمسك بأدوات الكتابة.

هـ . عرّف الطفل باسمه الأوّل مكتوبًا (1).

المصادر:

1-"Understanding The Importance Of Writing In Early Childhood". Institute For Child Success.Org, 2020, Accessed 7 Oct 2020. هنا

2-"Get Involved | NAEYC". Naeyc.Org, 2020, Accessed 7 Oct 2020.هنا

3- Cynthia S. Puranik, Christopher J. Lonigan. "Emergent Writing In Preschoolers: Preliminary Evidence For A Theoretical Framework". Pubmed Central (PMC), 2020.  Accessed 10 Oct 2020., هنا;