أنثى ذباب العقرب وهدايا الزواج

حبُّ الهدايا ليس حكراً على النساء فحسب؛ فإناثُ ذباب العقرب تتطلَّب من الذكور تقديم هدايا للتزاوج، وتبقى المنافسة بين الذكور على حيازة هذه الهدايا شرسة وضارية.

تقدِّم الذكور -من معظم أنواع ذباب العقرب- للإناث هدايا الزواج قبل حدوث التزاوج (1) وهو الذي يمكن أن يكون لعبةً خطرةً على الذكر؛ إذ يمكن أن تقتله الأنثى بسهولة، لذلك يقدم الذكرُ لها هديةَ زواج متمثِّلة بحشرة ميتة أو كتلة من اللعاب لتهدِئتها؛ أي ما يعادل علبة من الشوكولا (2). وتزورُ بعضُ ذكورِ ذباب العقرب شبكاتِ العناكب لسرقة جثث الحشرات العالقة، الأمر الذي يُعدُّ عملاً خطيراً كون الذكر قد يَعلَق في شبكة العنكبوت ويصبح فريسة له (1).

ولهدايا الزواج دور مزدوج: فهي تزوِّدُ الأنثى بوجبة سهلة تحوي مغذِّيات مُهمَّة لإنتاج البيوض، وكذلك فإنّها تصرف انتباه الأنثى؛ ما يسمحُ للذكر بالهروب بعيداً بعد التزاوج دون خطر التعرُّض للهجوم. 

إذا لم يتمكَّن الذكر من العثور على جثّة حشرة ميتة؛ فإنّه ينتج بقعة كبيرة من اللعاب يستخدمها هديةً للزواج بدلاً من ذلك، كون غدد الذكور اللعابية أكبر بكثير منها عند الأناث، وتحتوي بقعة اللعاب على كثير من البروتين بالكمّيّة نفسها الموجودة في حشرة ميتة، وهذا البروتين يساعد الأنثى على إنتاج مجموعة صحِّية من البيوض (1).

ويمكن أيضاً أن تكون هدايا الزواج من المواد الغذائية التي تلتقطها الذكور، والمنتجات الغدِّيّة، والمواد الموجودة في السائل المنويّ، أو أجزاء جسم الذكر أو جسمه كاملاً (3). وإضافة إلى ذلك، فقد أُثبِتَ أنَّ حجم الهدية يرتبط بالحالة الغذائية للذكور التي قد تكون مؤشّراً على المواصفات الوراثية الجيّدة للذكور(4)، وبذلك فإنّ مدّة التزاوج تعتمد على حجم الهديّة ونوعيتها (1).

حسناً؛ يبدو أن الرومنسية وتقديم الهدايا إلى الإناث والمعاناة في اختيار الهدية المناسبة موجودة في عالم الحشرات أيضاً، وربما يجد الرجال بعضَ المواساة في أنهم ليسوا فقط من يعانون مع ذوق النساء الصعب.

المصادر: