الأخ الملائكي (فرا أنجيليكو)؛ غويدو دي بييترو

من هو فرا أنجيليكو؟

فرا أنجيليكو Fra Angelico رسامُ عصر النهضة الإيطالية، وُلِدَ في مدينة فيكيو دي موجيلو شمال شرق فلورنسا نهاية القرن الرابع عشر، واسمه الحقيقي غويدو دي بييتروGuido di Pietro ولكنَّه اشتُهر باسم "فرا- أنجيليكو"؛ أي الأخ الملائكي (2).

كان بالفعل فنانًا راسخًا عندما انضم إلى النظام الدومينيكيي Dominican order في وقتٍ ما بين 1419 و1422.

وقد حُدِّد بروزه فنانًا في فلورنسا فقط عن طريق مهنة مازاتشيو Massacio القصيرة والناجحة جدًّا (1401- 1428)، في الوقت الذي غادر فيه Massacio فلورنسا إلى روما عام 1427، كان Angelico رسامًا رائدًا في توسكانا دون شك، وهو منصب احتفظ به ما يقرب ثلاثين عامًا؛ مُتَفوِقًا على سمعة الفنانين الموهوبين مثل Domenico Veneziano.(1)

وتأثَّر Angelico بزميله الراهب سانت أنطونينوس بيروزي Antoninus Pierozzi، والذي أصبح رئيس أساقفة فلورنسا بعدما رفض Angelico المنصب؛ الأمر الذي يُحتمل أنَّه سبب في تعزيز إيمان Angelico. 

ووفقًا للرسام وكاتب السيرة الذاتية جورجيو فاساري Giorgio Vasari، فقد تدرَّب Angelico على يد أكبر رسام ومنمنم من التقاليد القوطية لورنزو موناكو Lorenzo Monaco؛ الذي يمكن رؤية تأثيره في حساسية التنفيذ الشديدة والمضرة والإضاءة النابضة بالحياة التي يبدو أنَّها تجعل الروحانية في الأشكال في لوحاتAngelico. 

وهذه الصفات واضحة خصوصًا في اثنين من أعماله؛ مادونا النجم والبشارة (2).

لمحة عن أهم أعماله:

أُسندت إليه عام 1438م مهمة تنفيذ لوحة "المذبح"، فأنجزها على أروع صورة. 

فصوَّر فيها العذراء وابنها مرفوعين على عرش، وخلفهما القديسون من الجانبين، وقد عُدَّت هذه اللوحة واحدةً من أكثر أعمال أنجيليكو إبداعًا وإقناعًا؛ فالمشهد ينتهي بغابة كثيفة من أشجار السرو والنخيل والصنوبر في مواجهة سماء عميقة لا تُضاهى. 

وتبدو شخصياته طاهرةً ومجردة من أيَّة عواطف دنيوية وهي تتمتع بهدوء الروح (2).

وتوجد على جدران دير سان ماركو San Marco في فلورنسا اللوحات التي تبرز ذروة مسيرة Angelico. 

وقد نفَّذ في بهو الكنيسة صلبًا كبيرًا يبدو شبيهًا بأخلاقيات Moralities القرن الرابع عشر، والتي حثَّت على الانفصال عن الغرور الدنيوي والسعي إلى الخلاص عن طريق المسيح وحده. 

بالإضافة إلى الشخصيات المصلَّبة الثلاث في السماء، رسم Angelico مجموعات من الشخصيات الطقسية مُرتبةً إيقاعيًّا مع جوقة من الشهداء -مؤسسي الطوائف الدينية- والمدافعين عن النظام الدومينيكي، وكذلك القديسين الطبيين. 

وهكذا، طور Fra Angelico في شمولية هذا العمل مفهومًا اقتُرح في تصاميم مذابحه السابقة (2).

تتألف سلسلة Fra Angelico التي تُصور مشاهد من حياة المسيح من 40 لوحة متساوية الحجم (38.5 × 37 سم) ولوحة إضافية مزدوجة الحجم. وقد فُقِدت 6 لوحات من الـ41 لوحة على مر القرون.

ومن بين 35 لوحة ثلاثةٌ منها محفوظة في Museo di San Marco (1).

واستدعاه البابا يوجين الرابع نهاية عام 1446 إلى روما، وبقي هناك حتى قرابة عام 1450. 

ومع ذلك، تعهد بتزيين كنيسة سان بريزيو في كاتدرائية أورفيتو صيف عام 1447.

وعمل مساعدو أنجيليكو على نحوٍ وثيق معه على لوحتين مزدحمتين بالشخصيات.

في الصور الآتية مشاهد من أشهر لوحاته..

تتويج العذراء

البشارة 1432-1434 

الهبوط من الصليب 1437-40

وعام 1453 أو 1454، عاد Angelico إلى روما، وتُوفي في الدير الدومينيكي الذي أقام فيه في أثناء زيارته الأولى لتلك المدينة، ودُفِن في كنيسة سانتا ماريا سوبرا مينيرفا القريبة حيث ما يزال قبره مقصدًا دينيًّا للزيارة(2).

وبعد فترة وجيزة من وفاته عام 1455، أُشيد به على أنَّه "الرسام الملائكي"؛ ممَّا رفعه إلى مرتبة اللاهوتي الدومينيكي. 

واحتُفِل بحياته وعمله عدة قرون؛ ولكن، في الآونة الأخيرة قُدِّرت الأهمية الأساسية لـFra Angelico في تطوير الرسم الأوروبي وحسب. 

وبالتوازي مع إنجازات Masaccio الأصغر قليلًا(1401-1428)، كان Fra Angelico رائدًا في عديدٍ من الاتجاهات الأسلوبية التي تميز عصر النهضة المبكر، بما في ذلك المعالجة العقلانية للمساحة التصويرية والنمذجة الحجمية للأشكال مع الضوء والظل. 

وفي كل مرحلة من حياته المهنية، ظل Angelico في طليعة الابتكار الفني في فلورنسا (3).

المصادر: