الطبيعة والعلوم البيئية > الأرض من السماء

سلسلة الأرض من السماء: الجزء الخامس

قد يكون السفر إلى الفضاء حلماً يجمع البشرية جمعاء، وقد تكون كلمات أول بشريٍّ رأى طيراً يشقُّ عبابَ السماء مبتعدًا: يا ليتني! إذ كانت صور المجرات البرَّاقة والسدم الكونية الخافتة تُبهِرُ قلوبنا على الدوام، حتى جعلتنا ننسى الطبيعة الخلابة التي يَزخَرُ بها كوكب الأرض.

نُحلِّق بكم اليوم مجددًا في الجزء الخامس من هذه السلسلة مبتعدين عن سطح الأرض، لكن غير مفارقين لها، عبر رحلةٍ استطلاعيةٍ للاستجمام برؤية وجه أرضنا الأمّ من السماء! فلا تقلق إذا كنت لا تستطيع الطيران؛ فهذا يقع على عاتق القمر الصناعي (Landsat 7) مركبتنا في هذه الرحلة..

فقد قدَّم هذا القمر منذ إطلاقه من قاعدة فاندنبرغ (Vandenberg) الجوية في كاليفورنيا في 15 نيسان عام 1999 م أكثرَ من 2.5 مليون مشهد من شتى بقاع الأرض موزعة في ثماني نطاقاتٍ طيفية، مُستفيداً من قدرته على الدوران حول الأرض كل 99 دقيقة في مدار مُتزامن مع الشمس مارَّاً بذلك فوق خطِّ الاستواء كل 15 دقيقة تقريباً (1).

الأمر الذي سمح لـ (Landsat 7) بتغطية ربع مساحة اليابسة كل 16 يوماً تقريباً موفّرًا بذلك أرشيفاً عالمياً مجانيًا من الصور المضاءة بالشمس والخالية من الغيوم منذ عام 2008، وحاملاً على عاتقه استمرارية مَهمَّة شقيقه الأكبر (Landsat 1) الذي أُطلِق عام 1972 م (2).

نبدأ رحلتنا حينما حالف الحظُّ قمرنا الصناعي في تخليد ذكرى ثوران أحد أنشط البراكين في العالم، بركان جبل إتنا (Etna) في جزيرة صقلية الإيطالية عام 2001 (3).

ليست الصحراءُ الناميبية صحراء كلاسيكية أبداً، فقد تتسبَّب الرياح الساحلية في حديقة ناميب نوكلوفت الوطنية (Namib-Naukluft) بوجود كثبان رملية يصل ارتفاعها إلى 300 متر أحياناً (3).

ولِدَت هذه الدلتا الصغيرة المليئة بالجزر والبحيرات الصغيرة في ماسينا مالي (Massina Mali) نتيجة للقاء نهر باني (Bani) بنهر النيجر (Niger) العابر بالصحراء المالية الجافة (3).

تجعل المياهُ الباردة والقمم المغطاة بالثلوج من المضائق البحرية في الشمال النرويجي -التي قد يصل عمقها إلى مئات الأمتار- مكاناً يبعث على الرهبة والغموض (3).

رسمت عملياتُ المدِّ والجزر والتيارات المحيطية في جزر الباهاما (Bahamas) هذه اللوحة الفنية الرائعة من خلال نحت طبقات الرمل والأعشاب البحرية في أنماط محددة متعددة الألوان كما تظهر صورة القمر الصناعي هذه (3).

تخفي النقطة الحمراء في المنتصف تحتها قصة شجاعة لأحد الفلاحين الذي يبدو أنه يقف بنظام ريِّه المحوريّ وحيداً أمام زحف الرمال على الأراضي الخصبة في صحراء كالاهاري (Kalahari) في ناميبيا (3). 

يعدُّ هذا المزيج الجميل من الغابات الكثيفة والمستنقعات الرطبة إلى جانب نهر بارانا (Parana) قرب العاصمة الأرجنتينية بيونيس آيريس مقصداً مهماً لهواة مشاهدة الطيور في العالم (3).

دائماً ما تترك الأحداثُ الهائلةُ التي تحدث في الطبيعة آثاراً للذكرى، وهنا حفرَ صدامٌ عنيفٌ بين الحمم البركانية والمياه الجوفية ندوباً دائرية في وجه أرض منتزه بيناكيت (Pinacate) الوطني في المكسيك (3).

تجمدت الحمم البركانية في ما يسمى هيكل ريشات (Richat)، وأصبحت صخوراً صلبة قبل أن تُبدع قوى الطبيعة في تشكيلها كقبةٍ متدرجةٍ في ماور أدرار (Maur Adrar) في الصحراء الموريتانية (3).

تنتهي رحلتنا معكم اليوم عند أرضية حفرة شوميكر (Shoemaker Crater) في الغرب الأسترالي حيث غطَّت بحيرات الملح الموسمية ذكرى تشكّلِه العائدة إلى قرابة 1.7 مليار سنة مضت (3).

المصادر:

1. Landsat 7 [Internet]. Usgs.gov. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا

2. Landsat 7 « Landsat Science [Internet]. Landsat.gsfc.nasa.gov. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا

3. 60 Stunning Satellite Photos of Earth [Internet]. Webdesignerdepot.com. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا