المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة

أهمية الإرضاع الطبيعي لصحة الطفل

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن رضيعًا واحدًا فقط من كل 3 يتغذى على حليب أمِّه في الأشهر الستة الأولى من حياته، وتعد هذه الفترة مهمةً وأساسيةً في حياة الطفل (1)، وينصح معظم الأطباء والخبراء ببدء الإرضاع الطبيعي خلال الساعات الأولى بعد الولادة والاقتصار عليه في الأشهر الستة الأولى دون إضافة أي بديل آخر حتى وإن كان الماء، كذلك يُنصح بالاستمرار بالإرضاع الطبيعي حتى نهاية العام الأول على الأقل بالترافق مع إدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًا (2,3). 

ويختلف تواتر مرات الإرضاع من طفل لآخر، ويعتمد بالدرجة الأولى على ميل الطفل إلى تناول وجباتٍ صغيرةٍ متكررةٍ أو وجباتٍ كبيرةٍ قليلةِ العدد، ويتغيّر ذلك مع نمو الطفل. وعمومًا، يحتاج حديثو الولادة للتغذية كل 2-3 ساعات في البداية، وبحلول الشهر الثاني يصبح الإرضاعُ كل 3-4 ساعات كافيًا، وتزداد المدة الفاصلة بين مرات الرضاعة تدريجيًا لتصبح مرة كل 4-5 ساعات بحلول الشهر السادس (2). 

لماذا نؤكد دائمًا على ضرورة الإرضاع الطبيعي، وما فوائده للطفل؟

يؤمّن الإرضاع الطبيعي تقاربًا جسديًا بين الأم وطفلها، سواء كان عن طريق التلامس الجلدي أو التواصل البصري، مما يقوي الرابطة العاطفية بينهما ويزيد إحساس الأمان الذي يشعر به الرضيع (2).

ويمد الطفلَ بفوائد عديدة أيضًا، إذ يحتوي حليب الأم على الكمية المثالية التي يحتاجها الطفل من الدهون والسكر والماء والبروتين والمعادن، والتي تعدُّ ضروريةً لتطوّر الطفل ونموّه. واللافت في الأمر أن تركيب حليب الأم يتغير مع نمو الطفل وتقدمه بالعمر حتى يواكب احتياجاته الغذائية المتغيرة من مرحلة لأخرى، وهو أسهل هضمًا من البدائل الصناعية الموجودة في الأسواق (3).

ويحتوي حليب الأم على الأضداد Antibodies التي تحمي الرضيع من بعض الأمراض مثل التهابات الأذن والإسهال والأمراض التنفسية والحساسية. كذلك تبيَّن أن معدل الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ Sudden infant death syndrome تكون أقل لدى الأطفال الذين يتغذون بالإرضاع الطبيعي، فضلًا عن دور حليب الأم في خفض خطر الإصابة بعديدٍ من المشكلات الصحية الأخرى، خصوصًا لدى الأطفال المولودين قبل أوانهم؛ أي الخدَّج. ويساعد الإرضاع الطبيعي على اكتساب الوزن المثالي للأطفال ويكونون أقلَّ ميلًا للمعاناة من زيادة الوزن لاحقًا في حياتهم، مما يحميهم من المخاطر الصحية المرتبطة بالبدانة أيضًا، وتقترح بعض الدراسات أنه يقلل خطر الإصابة بداء السكري وبعض أنواع السرطانات. كذلك ربطت بعض الدراسات الإرضاع الطبيعي بمعدل ذكاءٍ أعلى في المراحل المتقدمة من الطفولة (2,3).

وللحصول على كامل الفوائد التي يتمتع بها الإرضاع الطبيعي، لا بد من التأكد أن الطفل يحصل على كميةٍ كافيةٍ من حليب الأم، وذلك بالانتباه إلى وزنه في الأيام القليلة من عمره، إذ يجب ألا يفقد أكثر من 7% من وزن الولادة. ويجب أن يكون مزاجه جيدًا مدة 1-3 ساعات بعد كل مرة رضاعة دليلًا على الشبع والرضا، وأن يبدّل 6 حفاضاتٍ يوميًا على الأقل، ويكون بوله شاحبًا أو صافيًا عندما يصبح عمره 7-10 أيام (2).

الجدير بالذكر أن بعض الأمهات قد يُجبَرن على الاعتماد على الحليب الصناعي لأسباب عديدة ومختلفة، لكن يجب على الأم القادرة على الإرضاع الطبيعي ألا تستعيض عنه بالبدائل الصناعية، إذ يرتبط الحليب الصناعي بمخاطر صحية وخيمة على كل من الأم والطفل، تتراوح من الإصابة بالعدوى وتصل إلى زيادة احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة (4).

وبالنظر إلى الأدلة الدامغة عن الفروقات بين الإرضاع الطبيعي والصناعي وتأثير كل منهما في الصحة، نجد أنه من غير الممكن إنكار دور حليب الأم بصفته حاجةً أساسيةً وطبيعيةً للرضيع. وانطلاقًا من ذلك، يجب أن تتعاون المشافي مع الأطباء والعاملين في مجال الصحة لضمان حصول كل الأطفال على الحليب الطبيعي فترةً طويلةً وكافيةً لضمان حياةٍ صحية وسليمة خالية من الأمراض (4).

المصادر:

1. Breastfeeding [Internet]. Who.int. 2020 [cited 11 October 2020]. Available from: هنا
2. Breastfeeding Overview [Internet]. WebMD. 2020 [cited 11 October 2020]. Available from: هنا
3. Breastfeeding Your Baby [Internet]. Acog.org. 2020 [cited 11 October 2020]. Available from: هنا
4. Stuebe A. The Risks of Not Breastfeeding for Mothers and Infants. REVIEWS IN OBSTETRICS & GYNECOLOGY [Internet]. 2009 [cited 11 October 2020];2(4):222-231. Available from: هنا