الموسيقا > موسيقيون وفنانون سوريون وعرب

جمال عبدالرحيم ... خطوة أبعد من بارتوك

استمع على ساوندكلاود 🎧

تخيّل أصالة الموسيقى العربية المتشبّعة بروح الشرق تُعزف بتكنيك غربي على البيانو بأصابع سمراء تعود للموسيقي ابن النيل جمال عبدالرحيم .

القاهرة كانت مسقط رأسه، حيث أبصر النور هناك لأسرة متوسطة الحال .

كان والده يتقن العزف على آلتي العود و الفلوت وامتلك من الولع الموسيقي ما يكفي لأن يجعل تعامله مع الموسيقى أعمق مما دفعه إلى اختراع فلوت يخرج أرباع الأصوات من أجل المقامات و الألحان العربية .

هذا الشغف الموسيقي انتقل بالوراثة إلى عبد الرحيم الذي بدأ العزف على البيانو في سن مبكر، حيث تم دعمه موسيقياً من قبل المجتمع الموسيقي في كلية الفنون في القاهرة (المُسمّاة سابقاً جامعة فؤاد الأول).

إلى ألمانيا شدّ الرحال بعد نيله شهادة بكالوريوس تاريخ،و في ألمانيا بدأت دراسته الموسيقية، تحديداً التأليف الموسيقي في مدينة هايدلبرغ 1950

بين عامي 1952 و 1957 درس التأليف الموسيقي مع الأستاذ هارالد جينزيمر تلميد الموسيقي بول هينديميث في كلّية الموسيقى في هايدلبرغ.

عام 1959 شَهِد عودة عبد الرحيم إلى الوطن الأم، حيث عُين مدرّساً لنظريات الموسيقى و الهارموني في المعهد الموسيقي في القاهرة الحديث التأسيس حينها .

بعد فترة وجيزة عُين رئيساً لقسم التأليف في المعهد ذاته عام 1971، تاركاً بذلك عظيم الأثر في جيل كبير من المؤلفين المصريين الذين عاصروه ودرسوا تحت إشرافه .

في مؤلفاته الموسيقية يتجلّى بوضوح الطابع المتميز الذي يعطي خليطاً من الموسيقى الغربية الحديثة والشرقية، وقد بدا ذلك بوضوح في مؤلّفاته الأخيرة أكثر من تلك التي صنعها في مراحله الأولى.

في كلام للناقد الألماني شتوكنشمنت يصف عبد الرحيم قائلاً : "في موسيقاه اندماج عضوي بين روح الشرق وتكنيك الغرب يمثل خطوة أبعد من بارتوك" .

ألّف جمال عبدالرحيم موسيقى في قوالب موسيقية متعددة ومتنوعة جداً، فهناك موسيقى بأوركسترا كاملة كسيمفونيته "تنويعات على التيمات الشعبية المصرية"، كذلك مؤلفات فردية مثل "بركة اللوتس للفلوت و الأوبوا" وأعمال متعددة لموسيقى الحجرة مثل عمله على البيانو "إلى شهداء العرب" و سوناتا "للكمان والبيانو" وباليه حسن ونعيمة .

جمال عبدالرحيم وضع أيضاً الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام الوثائقية كفيلمي: " الحياة اليومية للمصريين القدماء "1960 و "المتحف المصري" 1985 . إحدى أشهر أعماله التي وُسِمت باسمه " باليه أوزوريس ".

عام 1988 شهد رحيل الموسيقي عبد الرحيم جمال بعيداً عن وطنه في فرانكفورت .

للاستماع الي نماذج من أعماله:

مصدرالصورة: هنا

المصدر: هنا

El-Kholy، Samha، and John Robison (1993). Festschrift for Gamal Abdel-Rahim. Occasional Paper Series (Fulbright Commission in Egypt)، v. 2، no. 2. Cairo: The Binational Fulbright Commission in Egypt