المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة

كيف أستطيع تعزيزَ نمو طفلي وتطوره الطبيعي؟

وفر لنا التقدُّم في علم تطوُّر الدماغ فرصةً لحل بعض المشكلات التي لطالما كانت تحديات كبيرة؛ ابتداءً بالفروق الواسعة بين الأفراد في الإنجازات الدراسية والإنتاجية الاقتصادية، وصولًا إلى المشكلات الصحية المكلفة في الحياة. ثم إنَّ لفهم تأثير التجارب التي يتعرض لها الأطفال -حتى قبل الولادة- في حياتهم، إضافة إلى معرفة المهارات التي لا بد للبالغين من أن يكتسبوها لينجحوا بصفتهم أهلًا، أهميّةً في تشكيل أرضية متينة يمكن أن يبني عليها صُنّاعُ القرار خطة أكثر فعالية وتشاركية (1). 

عند وضع توصيات فعالة لتعزيز تطوُّر الأطفال ونموّهم الصحي؛ لا بد من التركيز على احتياجات كلٍّ من مقدِّمي الرعاية والأطفال الصغار في آنٍ معًا، وذلك لأن التطوُّر السليم ناتج عن تفاعل صحي بينهما قائم على التنشئة (2). 

يولَد الطفل مستعدًّا للتعلُّم، ويعتمد على الأهل وأفراد الأسرة وغيرهم من مقدمي الرعاية ليستمدَّ منهم ما يحتاجه من مهارات كي يستقلَّ ويعيشَ حياة صحية ناجحة، فيحتاج الطفل كي ينمو ويتعلم بأفضل صورة ممكنة إلى بيئة آمنة يلقى فيها الحماية من الإهمال ومن الشدة المزمنة، وتُوفِّر له الفرص الكافية للعب والاستكشاف (3). 

يستطيع الأهل وغيرهم من مقدمي الرعاية أن يدعموا نمو دماغ الطفل الصحي عن طريق التكلُّم واللعب معه، والاهتمام به، والتعرُّف إلى اهتماماته ومهاراته وتعزيزها وبناء مهارات أخرى عليها، ويمكن الاستفادة من النشاطات اليومية لخلق فرص يتعلم فيها الطفل (مثل ذكر الألوان الموجودة في الأطعمة عند تناول الوجبات) ولتشجيعه على التصرفات الصحيحة عن طريق ممارستها أمامه دومًا؛ فالأطفال يقتدون بأهلهم ويتبنون العديد من سلوكياتهم.

إن تقديم الرعاية المُحبِّة للأطفال باستمرار أمرٌ ضروري؛ فقد يؤدي الإهمال وسوء الرعاية إلى نقص في تطوُّر بعض مناطق الدماغ لديهم.

ومن الجدير بالذكر أن التكلُّم مع الطفل واستخدام الكتب والقصص والأغاني يقوّي لغته ومهارات التواصل لديه؛ ممّا يضعه في طريق النجاح والتعلُّم في المدرسة، إذ تُعدُّ القراءة للطفل كل يوم واحدةً من أهم العوامل التي تُحسِّن تطوُّر الدماغ لديه (3,4).

ثم إن الأطفال يحتاجون إلى الحركة في المراحل المبكرة لتقوية أجسادهم وتحسين قدرتهم على التحرك بتناسق، ولذلك من المهم السماح للطفل بإجراء مجموعة من النشاطات البدنية الآمنة؛ إذ تساعد هذه الأنشطة على تنبيه حواس الطفل أيضًا؛ وهي التي بدروها تؤدّي دورًا مهمًّا  في تطوُّر الدماغ (4). 

أما في حال كان الطفل بخطر حدوث مشكلات في نموه؛ فإن مراقبته والتحقق من بلوغه المراحلَ التطورية في وقتها المناسب يساعد على الكشف عن أيّة مشكلة في وقت مبكر من أجل اتخاذ الإجراء المناسب. 

وفي الختام؛ نذكر أن التطوُّر الصحي لدماغ الطفل يبدأ قبل الولادة ويعتمد اعتمادًا أساسيًّا على تغذية الأم الصحيحة قبل الولادة وللطفل بعد ذلك، فالرعاية الصحية للأم الحامل تساعد على حمايتها وحماية الطفل من مشكلات لاحقة، وإن الطفل بعد الولادة بحاجة تغذية ورعاية مناسبتين، ولأن دماغه لا يزال في طور النمو، فهو أكثر عرضةً للأذيات الرضّية والإنتانات والسموم (كالرصاص مثلًا)؛ لذلك فإن أساس تحقيق تطوُّر سليم هو ضمان وصول الأهل ومقدمي الرعاية للطعام الصحي والأماكن الآمنة والمناسبة للسكن (3).

المصادر:

1. Three Principles to Improve Outcomes for Children and Families [Internet]. Center on the Developing Child, Harvard University. 2017 (Cited 13 October 2020). Available from: هنا

2. Improving Early Childhood Development: WHO Guidelines [Internet]. World Health Organization. 2020 (Cited 13 October 2020). Available from: هنا

3. Child Development: Early Brain Development [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 (cited 13 October). Available from: هنا

Early Brain Development [Internet]. University of California. (Cited 13 October 2020). Available from: هنا