التحرش الجنسي والعنف الأسري في الوطن العربي؛ بين الأرقام والحقائق!

يُعرَّف التحرش الجنسي وفقًا للأمم المتحدة بأنه كلُّ سلوك غير مرغوب فيه؛ سواء أكان جسديًّا أو لفظيًّا أو الاثنين معًا، ويحمل طابعًا جنسيًّا ومصالحَ جنسيةً خاصةً ويهدد سلامة الإنسان المُعتدى عليه وأمنه. (4)

أما العنف الأسري، فهو أي اعتداء أو تحرش جنسي يمارسه أحد أفراد العائلة أو مجموعةٌ من أفراد العائلة على فرد أو مجموعة من أفراد العائلة بغض النظر عن جنس المعتدى عليه وسنِّه، ويشمل ذلك سوءَ معاملة الأطفال والاعتداء على البالغين، إضافة إلى العنف الزوجي؛ بالضرب والسحل والصفع ورمي أشياء مؤذية على الضحية أو حتى إجبارها على الممارسات الجنسية. (1,2,3) 

ويُعدُّ التحرش الجنسي شائعًا جدًّا في بعض الدول العربية إلى درجة أنه قد يُعدُّ عرفًا اجتماعيًّا، ويحدث غالبًا في الأماكن العامة كالشوارع ومواقف النقل العامة وأماكن التسوق. (1,2) 

ولوحظ أن ضحايا التحرش الجنسي والعنف الأسري يلجؤون في معظم الأحيان إلى طلب المساعدة والدعم من أحد أفراد الأسرة الذين يثقون بهم؛ وذلك لأن القانون في معظم الدول العربية لا يحاسب المعتدي، ويُعدُّ هذا النوع من السلوك شأنًا أسريًّا لا داعيَ للتدخل به. ( 1,2,3)

إليكم بعض الإحصائيات والحقائق عن التحرش والعنف الأسري في الوطن العربي:

يتعرض كلا الجنسين -على حد سواء- للتحرش الجنسي والعنف الأسري بنسبة ضحايا مجملة ٣٩% من النساء مقابل ٢٢% من الرجال في الوطن العربي بحسب الدراسات الإحصائية. (1)

وتتفاوت النسب من بلد عربي إلى آخر في جنس ضحايا التحرش الجنسي والعنف الأسري؛ إذ بلغت معدلات أعلى للضحايا الذكور في كلٍّ من الجزائر ٣٤%، والعراق ٤٩% وخصوصًا في مدينة ذي قار، والأردن ٢٨%، وليبيا ٦٦%، وفلسطين ٥١%، والسودان ٤١%، وتونس ٥٢%. (1)

في حين تكون معدلات ضحايا النساء أعلى في كلٍّ من مصر ٤٣%، ولبنان ٥٦%، والمغرب ٣٥%.

تعرضت ٣٧% من نساء الوطن العربي للتحرش الجنسي في خلال حياتهم، وتوجد مؤشرات إلى كون المعدل أعلى من ذلك حاليًّا، وبلغت النسبة أعلاها في مصر ٦٣%. (1)

وتتحمل النساء مسؤوليةَ تعرضهن للتحرش الجنسي وحتى العنف الأسري في معظم الدول العربية. (1,2,3)

كذلك تتفاوت نسب التعرض للتحرش الجنسي من فئة عمرية إلى أخرى في كل بلد عربي؛ إذ تعرضت ٩٠% من نساء مصر بعمر (١٧-٢٨) للتحرش الجنسي أكثر من غيرهم، في حين كانت الفئة العمرية للنساء (٢٩-٤٠) هي الأكثر عرضةً للتحرش الجنسي في السودان. (1)

يُعدُّ ختان النساء تشويهًا واعتداءً على الأعضاء الجنسية الأنثوية ويدخل ضمن إطار العنف الأسري، فقد تعرضت له ١٣٣ مليون امرأة من أنحاء العالم العالم؛ منهم ١٤% من نساء الوطن العربي وتصدرت مصر بنسبة ٩٢% من النساء المختونات. (3)

وهناك 700 مليون امرأة تزوجت قسريًّا في أنحاء العالم دون سن 18؛ منهم 14% قاصرات من الوطن العربي، (3) وكل 6 من أصل 10 نساء لا يتحدثنَ ولا يطالبنَ بالحماية عند تعرضهم للتحرش الجنسي والعنف الأسري. (3)

أما في سورية؛ تتعرض القاصرات في بعض المناطق السورية للتحرش الجنسي والعنف الأسري على نحو مُمنهج ومخيف مسببًا ضغطًا نفسيًّا ومشكلاتٍ جسديةً للفتيات؛ مما يدفع ذويهم لتزويجهم خوفًا عليهم، وغالبًا ما يكون الفارق العمري شاسعًا بين الزوجين ما يخلق مشكلاتٍ إضافيةً أخرى على عاتق هؤلاء الفتيات. (3)

المصادر