الفنون البصرية > فن التصوير

مصوِّرة من العصر الفيكتوري: جوليا مارغريت كاميرون

 
من هي جوليا مارغريت كاميرون؟

وُلِدت جوليا مارغريت كاميرون (Julia Margaret Cameron) -واسمها الأصلي جوليا مارغريت باتل (Julia Margaret Pattle)- في 11 يونيو 1815م في كالكوتا في الهند، وتُوفِّيت عام 1879.

وهي مصوِّرة بريطانية، صُنِّفت واحدةً من أعظم مصوِّري الصور الشخصية الفوتوغرافية في القرن التاسع عشر. (1)

وقد تلقَّت (Cameron) أول كاميرا لها في ديسمبر سنة 1863 هديةً من ابنتها وصهرها، وكانت آنذاك في الثامنة والأربعين من عمرها، وأمًّا لستة أطفال. (2)

بداياتها المتأخرة في التصوير الفوتوغرافي:

كتبت (Cameron) تقول: "لقد بدأت دون اضطلاع في الفن.. لم أكن أعرف أين أضع صندوقي المظلم، وكيف أركز جليسي..''(2).

بعد تلقِّيها الكاميرا هديةً، بدأت بالتصوير في الثامنة والأربعين مُنتِجةً معظم أعمالها في قرية فريشووتر Freshwater في جزيرة وايت (آيل أوف وايت Isle of Wight) في إنجلترا، وبتأثير شخصيتها القوية والمقنعة، استطاعت أن تكرس كل من كان حولها على أنَّه جليسٌ لأعمالها، وذلك من أفراد أسرتها ومن خدم المنزل ومن المقيمين المحليين في تلك المنطقة. (3)

ولكونها زوجة قاضٍ متقاعد، انتقلت Cameron للسكن إلى أرفع الدوائر المجتمعية في إنجلترا الفيكتورية في عام 1860، وهذا ما سمح لها بتصوير المُفكرين والقادة والأدباء والشعراء والعلماء (3)، ونذكر منهم رسام البورتريه جورج فريدريك واتس George Frederick Watts والشاعر ألفرد لورد تينيسون Alfred Lord Tennyson وعالم الفلك السير جون هيرشيل Sir John Herschel والعالم تشارلز داروين Charles Darwin. 

ونشير أيضًا إلى أنَّها حاولت العمل على صور رهيفة ورقيقة عن جمال المرأة كما في صورها للممثلة Ellen Terry إيلين تيري (1).

بالإضافة إلى ذلك، استلهمت مواضيعها من لوحات رافائيل Raphael ومايكل أنجلو Michelangelo عن طريق مطبوعات أعمالهم التي انتشرت بكثرة في إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر.  

وقد استمدت Cameron إلهام مواضيعها من الأدب، وفي الوقت نفسه ألهمت أعمالُها أيضًا الروائيين والكتَّاب (3).

كانت لا تعرف الكلل في جهودها لإتقان الخطوات الصعبة والمعقَّدة في معالجة أفلام الكاميرا لإنتاج الصور، وعلى الرغم من أنَّها سارت في طريق التصوير على سبيل الهواية، ولكنَّها لم تخضع لتسويق فنها بطريقة تجارية وإنَّما حافظت على هدفها في العمل على مواضيع نبيلة مخلصة للشعر والجمال. 

وكانت صورها الساحرة تتعلق بالموضوعات الأدبية غير المسبوقة بالنسبة إلى معاصيرها، وما تزال أعمالها من بين أكثر الصور الفوتوغرافية الفيكتورية التي تلقى الاستحسان والإعجاب (2).

وكانت Cameron تأخذ أي نشاط فني تؤديه على نحو جدي وتعامله باحتراف تام على الرغم من أنَّها كانت تعدُّه هواية، فقد وضعت حقوق الطباعة والنشر، بالإضافة إلى أنَّها عرضت صورها ونشرتها وسوَّقتها  بطريقة احترافية فنية. 

وعلى أثر ذلك، استطاعت في غضون ثمانية عشر شهرًا أن تبيع ثمانين مطبوعة لمتحف فيكتوريا وألبرت Victoria and Albert Museum، وأنشأت إستوديو في غرفتين من غرفها، وأجرت اتفاقات مع مطبعة ويست إند كولناغي West End Colnaghi لنشر صورها وبيعها. (2)

بعض من أعمالها :

مثل عديدٍ من المصورين الفيكتوريين، عملتCameron على تصوير الصور التي تمثِّل توضيحات أو تعبيرات مجازية عن الموضوعات الرومانسية وموضوعات ما قبل الرفائيلية Pre-Raphaelite.(1)

وغالبًا ما انتقدتها مؤسسات التصوير يومها؛ بسبب التقنيات التي تبنَّتها، فكان عديدٌ من المصورين والنقاد يعدُّونها مهملةً بالنسبة إلى الصورة، فيمكننا رؤية تشققات على بعض الصور أثناء المعالجة، ووجود بعض الصور التي تضيع فيها بؤرة التركيز؛ ممَّا يؤدي إلى بعض الغباشة في الصورة، ويمكننا -أيضًا- رؤية بصمات أصابعها على بعض الصور المتبقية آثارها إثر عملية التحميض ومعالجة الصور. ولكنَّ النقاد في مراحل لاحقة قدَّروا العُمق الروحي في موضوعات عملها ونتائج صورها، والذي فضَّلته هي على الكمال التقني للأعمال، وهم يعدُّون أعمالها الآن من أفضل التعبيرات التي أنتجتها بتلك التقنيات. (1)

نرى في الصورة أدناه تمثيلًا لفيفيان وميرلن Vivien and Merlin (وهي تُعرف بذلك العنوان). 

لقد عملت عليها بطلب من صديقها لورد تينيسون. ووفقًا للمصورة، كان هذا الساحر معروفًا بنقاوته التي تُمثِّل ينبوع قوته، والفتاة التي تؤدي دور الزانية فيفيان هنا استطاعت أن تسحره (2).

لقد سعت (Cameron) إلى التعبير عن الشخصيات والمُثُل الأدبية (في الكتب والأشعار والميثولوجيا)، فعبَّرت عن البراءة والحكمة والتقوى والعاطفة (2).

وفي العمل الآتي تصوِّر الفنانة ماي برينسيب May Prinsep (ابنة أختها بالتبني).

وعن طريق إعطاء Prinsep مجالًا لحركة طفيفة، وعن طريق تخفيف بؤرة تركيز الكاميرا، غرستCameron شعورًا بالحياة والروح في هذا السراب الحي. 

والموضوع الحقيقي لصورتها كان استحضارًا شعريًّا للحب والشوق؛ فالقصيدة التي ألهمت الفنانة هنا هي قصيدة للشاعر اللورد بايرون Lord Byron، وهي القصيدة التي ألَّفها إثر مغادرته لليونان عام 1810. ويبدأ مطلع القصيدة على الشكل الآتي:

"Maid of Athens, ere we part, / Give, oh, give me back my heart!"

"يا فتاة أثينا، قبل أن نفترق/ أعطني، أعطني قلبي!" (2)

المصادر: 

1. Julia Margaret Cameron | British photographer [Internet]. Encyclopedia Britannica. 2020 [cited 12 June 2020]. Available from: هنا

2. [Internet]. Metmuseum.org. 2020 [cited 12 June 2020]. Available from: هنا

3. Julia Margaret Cameron (British, born India, 1815 - 1879) (Getty Museum) [Internet]. The J. Paul Getty in Los Angeles. 2020 [cited 12 June 2020]. Available from: هنا