الكيمياء والصيدلة > كيمياء

النظائر المشعة واستخداماتها في الطب

بداية يجب أن نعرف ما النّظائر المشعّة؟ ببساطة كلمة نظير تعني شبيه في اللغة العربية.. وعليه فإنّ النّظائر المشعّة لعنصرٍ ما تتشابه معه في عدد البروتونات، وتختلف عنه في عدد النيوترونات (١).

أمّا في الطّبّ النّووي تُستَعمل كمّيةٌ قليلةٌ من هذا الإشعاع بهدف جمع معلوماتٍ عن وظائف أعضاءٍ محدّدةٍ من الجسم أو العمليّات البيولوجيّة الحادثة أو حالة مرضٍ معيّنٍ، وفي حالاتٍ معيّنة أُخرى يُستعمَل الإشعاعُ لعلاج الأورام الخبيثة (1).

على سبيل المثال يُستخدم اليود (Iodine 131) لعلاج سرطان الغدّة الدّرقيّة وربما يكون هذا أنجح علاجٍ لمثل هذا النّوع من السّرطان، وتُستعمَل غرسات الإيريديوم (192 Iridium) على نحوٍ خاصٍّ في منطقة الرّأس والثّدي؛ إذ تُنتَجُ على شكل أسلاكٍ وتُدخَل عن طريق قسطرةٍ الى المنطقة المستهدفة (2).

ونَجِد أنّ العديد من الإجراءات العلاجيّة تكون مسكّنةً للآلام، فعلى سبيل المثال يُستعمَل السترونسيوم (89 Strontium) والساماريوم (153 Samarium) لتخفيف آلام العظام النّاتج عن السّرطان، وحديثاً يجري استعمال الرينيوم (186 Rhenium) لمثل هذا الأمر (2).

وهناك مرضٌ آخر يُمكن علاجه بالإشعاع يُسمّى كثرة الحمر الحقيقي (Polycythemia vera)،  ويتّصف بازديادٍ غير طبيعيٍّ في أعداد كريات الدّم الحمراء، وزيادة حجم الدم الكُلِّي، وتضخّم الطّحال، وهناك بعض الدلائل على ارتباطه بسرطان الدم (leukemia).

وحتّى السنوات الأخيرة.. لم يكن هناك علاجٌ مُرضٍ لهذا المرض؛ ولكن استعمال الفوسفور (32 Phosphorus) كان فعالاً للغاية في التّسبّب في اختفاء الأعراض لفتراتٍ تمتدّ من شهورٍ إلى سنوات (2,3).

أمّا حديثاً يُستعمَل إجراءٌ جديدٌ ولا يزال تجريبيّاً للبورون (10 Boron)؛ إذ يجري تركيزه في الورم، وبعد ذلك يُعرَّض المريض للإشعاع بالنيوترونات التي يمتصّها البورون بقوّة لإنتاج طاقةٍ عاليةٍ من جُسيمات ألفا التي تقتل السّرطان (2,3).

وهناك العديد من الاستعمالات الطّبيّة لمثل هذه العناصر، نذكر منها:

- الكوبالت (Cobalt 60): وكان يستعمل في العلاج الإشعاعيّ الخارجيّ والآن يشيع استعماله  أكثر في التّعقيم.

- الهولميوم (Holmium 166): إذ يجري تطويره لتشخيص وعلاج أورام الكبد.

- اليود (125 Iodine): ويُستعمَل في العلاج الموضعي لسرطان البروستات والدماغ، إضافةً إلى تقييم معدل ترشيح الكِلى، وتشخيص تجلّط الأوردة العميقة في السّاق.

- الحديد (Iron 59): ويُستعمَل لدراسة التّمثيل الغذائيّ للحديد في الطّحال.

- البوتاسيوم (42 Potassium): ويُستعمَل لتحديد البوتاسيوم القابل للاستبدال في تدفّق الدم التّاجي.

- الزينون (133 Xenon): ويُستعمَل في دراسة التّهوية الرّئويّة.

- إتيربيوم (Ytterbium 169): ويُستعمَل لدراسة السّائل المخّي النّخاعي في الدماغ.

وأخيراً ألا زِلت تعتقد أنّ للإشعاع والعناصر المشعّة أغراضاً تدميريّةً فقط؟

شاركنا برأيك..

إعداد: Bassam Massrani

المصادر:

1. Radioisotopes in Medicine | Nuclear Medicine - World Nuclear Association [Internet]. World-nuclear.org. 2020 [cited 18 October 2020]. Available from: هنا

2. Radioisotopes | What are Radioisotopes? | ANSTO [Internet]. Ansto.gov.au. 2020 [cited 18 October 2020]. Available from: هنا

3. W. PHELAN E. Radioisotopes in Medicine [Internet]. united state: U.S. atomic energy comission / division of technical information; [cited 18 October 2020]. Available from: هنا