الطبيعة والعلوم البيئية > الأرض من السماء

سلسلة الأرض من السماء: الجزء الثالث

قد يكون السفر إلى الفضاء حلماً يجمع البشرية جمعاء، وقد تكون كلمات أول بشريٍّ رأى طيراً يشقُّ عبابَ السماء مبتعدًا: يا ليتني! إذ كانت صور المجرات البرَّاقة والسدم الكونية الخافتة تُبهِرُ قلوبنا على الدوام، حتى جعلتنا ننسى الطبيعة الخلابة التي يَزخَرُ بها كوكب الأرض.

نُحلِّق بكم اليوم مجددًا في الجزء الثالث من هذه السلسلة مبتعدين عن سطح الأرض، لكن غير مفارقين لها، عبر رحلةٍ استطلاعيةٍ للاستجمام برؤية وجه أرضنا الأمّ من السماء! فلا تقلق إذا كنت لا تستطيع الطيران؛ فهذا يقع على عاتق القمر الصناعي (Landsat 7) مركبتنا في هذه الرحلة..

فقد قدَّم هذا القمر منذ إطلاقه من قاعدة فاندنبرغ (Vandenberg) الجوية في كاليفورنيا في 15 نيسان عام 1999 م أكثرَ من 2.5 مليون مشهد من شتى بقاع الأرض موزعة في ثماني نطاقاتٍ طيفية، مُستفيداً من قدرته على الدوران حول الأرض كل 99 دقيقة في مدار مُتزامن مع الشمس مارَّاً بذلك فوق خطِّ الاستواء كل 15 دقيقة تقريباً (1).

الأمر الذي سمح لـ (Landsat 7) بتغطية ربع مساحة اليابسة كل 16 يوماً تقريباً موفّرًا بذلك أرشيفاً عالمياً مجانيًا من الصور المضاءة بالشمس والخالية من الغيوم منذ عام 2008، وحاملاً على عاتقه استمرارية مَهمَّة شقيقه الأكبر (Landsat 1) الذي أُطلِق عام 1972 م (2).

من جنوب غرب آسيا وتحديداً من صحراء الملح العظيمة (Great Salt Desert) في إيران؛ نبدأ رحلتنا، حيث امتزجت البحيرات والمستنقعات والسهول الطينية راسمةً هذه اللوحة الطبيعية الجميلة (3).

تكفَّلت جيولوجيّة المنطقة الغربية من الصحراء الرملية العظيمة (Great Sandy Desert) في أستراليا بجعل المنطقة الخالية من الرمال تقريباً تزخر بالألوان الزيتية (3).

تُذكِّرنا الكثبان الرملية وبعضُ الندوب الناتجة عن حرائق الغابات في منطقة الندوب الرملية العظيمة (Great Sandy Scars) في أستراليا بأساطير الأزمان الغابرة القائمة على الحديد والنار (3).

تتوهَّج الأنهار الجليدية على طول الساحل الغربي من جزيرة غرينلاند (Greenland) مُحيطةً بخليج بافين (Baffin Bay) (3).

يلتقي الطمي المتدفق مع الأنهار بمياه المحيط الأطلسي مُشكِّلاً أنماطاً معقدة على طول ساحل غينيا بيساو (Guinea-Bissau) في غرب القارة السمراء (3).

بقيت هذه المخاريط البركانية في حَرَّة البِرك (Harrat Al-Birk) في السعودية شاهدةً على ثوران البراكين على الساحل الغربي المطلِّ على البحر الأحمر منذ 2 مليون إلى 30 مليون سنة مضت (3).

هكذا يبدو المشهد من الفضاء! تشقُّ الأنهارُ الرئيسة في جنوب غرب الصين قممَ الهيملايا (The Himalayas) الشاهقة المغطاة بالثلوج كشرايين حادَّة الأطراف (3).  

على الرغم من أننا لا نزال في وطننا الأرض، لكنَّ ما نراه لا يمتُّ للإنسانية بصلة! إذ تَزخر منطقة التدريبات العسكرية هذه في شمال مدينة البصرة في العراق بحقول الألغام ومتارس الإطلاق (3).

حالفنا الحظ باختيار الوقت المناسب لالتقاط هذه الصورة! فهذه الجزر الصغيرة قد تتعرض للغمر الجزئي ما إن ترفع الأمطارُ منسوبَ المياه هنا في حديقة جاو (Jau Park) في البرازيل (3).

وفي الختام؛ نحطُّ رحالنا حيث جعلت الأمطار الموسمية من مجاري الأنهار الجافَّة عادةً تبدو وكأنها شرايين الحياة لهذه الصحراء القاحلة في جنوب شرقي الأردن (3).

المصدر:

1. Landsat 7 [Internet]. Usgs.gov. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا

2. Landsat 7 « Landsat Science [Internet]. Landsat.gsfc.nasa.gov. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا

3. 60 Stunning Satellite Photos of Earth [Internet]. Webdesignerdepot.com. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا