علم النفس > القاعدة المعرفية

Dissociative Amnesia - فقدان الذاكرة التفارقي

يُعد فقدان الذاكرة التفارقي أحد الاضطرابات التفارقية التي تفصل الأشخاص عقليَّاً عن بعض الجوانب من أنفسهم، وغالباً ما يحدث ذلك نتيجة صدمة أو ضغط نفسي شديد. وفي حالة فقدان الذاكرة التفارقي ينفصل الأفراد عن ذاكرتهم، ويعانون فقداناً غير طبيعي للذاكرة يعطل حياتهم تعطيلاً كبيراً؛ فقد ينسون حدثاً معيناً، أو ينسون من هم وكل ما يتعلق بهم وتاريخهم الشخصي، وتشير التقديرات إلى أن 1.8٪ من البالغين الأمريكيين يعانون فقدان الذاكرة التفارقي في وقت ما في حياتهم. (1)

الأعراض:

يتضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM 5) الأعراض الآتية لفقدان الذاكرة التفارقي:

1. عدم القدرة على استدعاء معلومات شخصية هامة يستطيع أي شخص تذكرها عادة.

2. هذا النسيان يسبب ضيقاً في الحياة اليومية؛ سواء في العمل أو المدرسة أو مع الأصدقاء والعائلة.

3. لا يكون الاضطراب ناتجاً عن تعاطي مواد مخدرة أو اضطراب عقلي أخر أو حالة طبية أخرى كالنوبات أو الإصابة في الدماغ. (1)

وفي حالة فقدان الذاكرة التفارقي؛ تبقى الذكريات موجودة؛ ولكنها تكون مدفونة في عقل الأشخاص عميقاً فلا يستطيعون تذكرها، ومع ذلك؛ فقد تعود الذكريات إلى الظهور من تلقاء نفسها أو بعد أن يثيرها شيء ما في محيط الشخص. وهناك جدل بين الاختصاصيين عن أن الذكريات المدفونة قد لا تكون صحيحة دائماً، ولذلك يحذر بعض الخبراء من مخاطر استعادة ذكريات مؤلمة زائفة. (2)

الأسباب:

عادة ما تتطور الاضطرابات التفارقية  بوصفها طريقة للتعامل مع الصدمة، وكثيراً ما تتشكل الاضطرابات لدى الأطفال الذين يتعرضون لاعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي طويل الأمد، أو- على نحو أقل - في البيئة المنزلية المخيفة أو المتذبذبة تذبذباً مبالغاً فيه، ويمكن أن تؤدي ضغوط الحرب أو الكوارث الطبيعية إلى حدوث اضطرابات تفارقية أيضاً.

فالهوية الشخصية تتشكل في أثناء الطفولة، لذلك يكون الأطفال أكثر قدرة من الكبار على الخروج من أنفسهم وملاحظة الصدمة كما لو كانت تحدث لشخص مختلف، فالطفل الذي يتعلم الانفصال من أجل تحمل تجربة مؤلمة قد يستخدم آلية التأقلم هذه استجابةً للمواقف العصيبة مدى الحياة. (3)

وقد يكون هناك رابط وراثي أيضاً؛ فقد يكون - أحياناً - لدى الأفراد الذين يعانون اضطرابات تفارقية أفراداً من العائلة يمتلكون الحالة نفسها. (2)

العلاج:

1. العلاج النفسي: يستخدم هذا النوع من العلاج للاضطرابات النفسية والعاطفية؛ باستخدام تقنيات نفسية مصممة للتشجيع على التواصل لحل النزاعات وزيادة استبصار المشكلات.

2. العلاج المعرفي: يركز هذا النوع من العلاج النفسي على تغيير أنماط التفكير المختلفة، والمشاعر والسلوكيات الناتجة عنها.

3. العلاج الأُسَري: يساعد هذا النوع من العلاجات في توعية أفراد الأسرة بالاضطراب وأسبابه، ومساعدتهم على التعرف إلى أعراضه و تكرارها.

4. العلاجات الإبداعية (كالعلاج بالفن والعلاج بالموسيقى): تسمح هذه العلاجات للمريض باستكشاف أفكاره ومشاعره والتعبير عنها تعبيراً آمناً ومبتكراً.

5. التنويم المغناطيسي السريري: الذي يستخدم الاسترخاء الشديد والتركيز والانتباه المركَّز لتحقيق حالة بديلة للوعي؛ مما يسمح للناس باستكشاف الأفكار والمشاعر والذكريات التي قد يخفونها عن عقلهم الواعي، ولكن؛ يعد استخدام التنويم المغناطيسي في علاج الاضطرابات التفارقية أمراً مثيراً للجدل نظراً لخطورته في تكوين ذكريات خاطئة.

6. الأدوية: لا يوجد دواء لعلاج الاضطرابات التفارقية في حد ذاتها، ومع ذلك؛ فقد يستفيد الشخص المصاب باضطراب تفارقي؛ الذي يعاني من الاكتئاب أو القلق أيضاً من العلاج بأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق. (2)

هل يمكن منع فقدان الذاكرة التفارقي؟

على الرغم من أن ذلك قد لا يكون ممكناً؛ فقد يكون من المفيد بدء العلاج عند الأشخاص بمجرد أن تبدأ الأعراض  بالظهور، ويمكن أن يساعد التدخل الفوري بعد حدث صادم أو تجربة مؤلمة عاطفيَّاً في تقليل احتمالية الإصابة بالاضطرابات التفارقية. (2)

المصادر:

1. Dissociative Amnesia [Internet]. Psychology Today. 2020 [cited 15 September 2020]. Available from: هنا
2. What Is Dissociative Amnesia? [Internet]. WebMD. 2020 [cited 15 September 2020]. Available from: هنا
3.  Dissociative disorders - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2020 [cited 15 September 2020]. Available from: هنا