الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

عندما تصبح كرة القدم صديقة للبيئة

يتزايد اهتمام الرأي العام العالمي يوماً بعد يوم بالقضايا البيئية، ولأن الرياضات بشتَّى أشكالها وأنواعها تُشكِّل جزءاً ضخماً من الحراك الاجتماعي البشري في كل مكان؛ كان حرياً بالناشطين البيئين في أنحاء العالم تسليط الضوء على بعض النشاطات البيئية التي جعلت من هذه الرياضة الجماهيرية في بعض الأوقات صديقة مخلصةً للبيئة ومساهمةً حقيقيّةً في إثراء النشاط الإنساني الهادف إلى حماية الحياة على كوكب الأرض، فهي قبل كل شيء، منبراً جاذباً جداً لمئات الملايين.

بداية مع بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 2006؛ حيث شكل مشروع الهدف الأخضر "Green Goal" أول مرة أنموذجاً ريادياً بالالتزام بأهداف بيئية شاملة وقابلة للقياس في حدث رياضي واسع النطاق. فعادةً ما تكون الأحداث الرياضية الضخمة مستهلِكة غير اعتيادية للطاقة والمياه ومنتجة كبيرة للنفايات بمعدلات فوق الطبيعية.

نجح مشروع الهدف الأخضر في تخفيض استهلاك المياه بنسبة 18%؛ وذلك نتيجةً للاعتماد الناجح على مياه الأمطار المجمَّعة في صهاريج صُمِّمت خصوصاً لتحقيق هذا الهدف إضافة إلى تشييد خدمات موفّرة للمياه. فقد استطاعوا تعويض الاستهلاك الإضافي اعتماداً على النظام نفسه مدة عامين في الدوري الألماني لكرة القدم!

واستطاعت الأنظمة المصممة لتخفيض النفايات وإعادة التدوير تخفيضَ نسبة النفايات على المستوى الكمي إلى أكثر من 17٪.

أما الطاقة؛ فقد أدى الاعتماد قدرَ الإمكان على مصادر متجددة كالطاقة الشمسية إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 13%. وقد كان الخبر الأجمل هو النجاح في تخفيض نسبة انبعاث الغازات الدفيئة المرتبطة بالنقل بنسبة 19%؛ وذلك من خلال زيادة الاعتماد على وسائل النقل العامة (1)!

على صعيدٍ آخر وفي خطوة ثورية في عالم المستديرة؛ أصبح نادي فورست غرين روفرز (Forest Green Rovers) البريطاني أول نادي كرة قدم صديق للبيئة في العالم. إذ لم يكتفِ بتخفيض الطاقة اللازمة لإنارة الملعب وحسب؛ بل تعدَّى ذلك إلى إنتاجها بواسطة الألواح الشمسية واعتماد نظام غذائي نباتي بالكامل للاعبيه، إضافة إلى ما يقدمه إلى المشجعين في أيام مباريات الفريق. حاصداً بذلك اعترافَ منظمة الفيفا بأنه النادي الأكثر خضرة على وجه الأرض (2).

ملعب نادي فورست غرين روفرز 

نبقى مع الأندية إذ يعتمد كلٌّ من فيردر بريمن الألماني (Werder Bremen) وفينورد روتردام (Feyenoord Rotterdam) وأياكس أمستردام (AFC Ajax) الهولنديين إضافة إلى أستون فيلا (Aston Villa) الإنكليزي على الطاقة المتجددة في ملاعبهم. فبينما يعوّل النادي الألماني على الطاقة الكهروضوئية من جهة؛ يعتمد أياكس الهولندي على الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح من جهة أخرى. كذلك يتميز ملعبه المُسمَّى نسبةً إلى أسطورة النادي الراحلة ملعب يوهان كرويف (Johan Cruyff Arena) بمقاعد قابلة للتجديد بنسبة 100% مصنوعة من قصب السكر.

في حين قلَّص نادِيَا فولفسبورغ (VFL Wolfsburg) الألماني، وتوتنهام هوتسبير (Tottenham Hotspur) الإنكليزي الاعتمادَ على المواد البلاستيكية في الملعب قدر الإمكان.

واتخذت أنديةٌ أخرى مثل غرينوك مورتون (Greenock Morton F.C) ومذرويل (Motherwell FC) الأسكتلنديان عدةَ خطوات في سبيل زيادة الوعي بانبعاثات الكربون والتغير المناخي واستهلاك الطاقة. كذلك يحثُّ النادي البلجيكي خنت (KAA Gent) مُشجِّعيه على استخدام الدراجات بدلاً من المركبات للوصول إلى الملعب في أيام المباريات (3).

وكواحدة من الخطوات العديدة التي اتخذها النادي الإسباني الشهير ريال مدريد (.Real Madrid C.F) في سبيل حماية البيئة ؛ صنَّع النادي قميصَه الجديد لموسم 2018-2019 بالكامل من البلاستيك المُسترد من نفايات المحيطات (4).

قميص ريال مدريد المصنوع من بلاستيك المحيطات

لا يسعنا في نهاية المطاف ذكرَ كلِّ إنجازات أندية كرة القدم والمنظمات المرتبطة بها في سبيل البيئة وحمايتها. ولكن؛ ولأن واجبنا العلمي يُحتِّم علينا قول الحقيقة كاملة؛  فانتظرونا في مقال قادم لنتعرف معاً إلى الضرر الذي يمكن أن ينتج عن لعبتنا الجماهيرية الجميلة، أو بالأحرى سلوكيات جماهير مباريات كرة القدم ومنظميها تجاه أرضنا الأم!

المصادر:

1. [Internet]. Oeko.de. 2020 [cited 11 August 2020]. Available from: هنا

2. [Internet]. Unfccc.int. 2020 [cited 11 August 2020]. Available from: هنا

3. Earth Day - Football clubs and Environmental Sustainability - EFDN [Internet]. European Football for Development Network. 2020 [cited 11 August 2020]. Available from: هنا

4. Ráthonyi-Ódor K, Bácsné Bába É, Ráthonyi G. Responsible Behavior and Environmental Protection – in Case of Football Clubs. Applied Studies in Agribusiness and Commerce [Internet]. 2019 [cited 11 August 2020];13(1-2):64-74. Available from: هنا