الموسيقا > سمفونيات موتزارت

السيمفونية رقم 25 (Symphony No.25 in g minor)

إنَّه الطفل المعجزة موتزارت؛ الذي يسهل على المستمع العادي التعرف إلى ما تحمله موسيقاه من هوية وإلى العاطفة التي كان يعيشها في مؤلفاته كلها.

إذا كنت قد شاهدت فيلم Amadeus فمن المُرجَّح أنَّك سمعت هذه السيمفونية في افتتاحيته.

وقد كتبها موتزارت وهو يبلغ من العمر 17 سنة عام 1773 في سالزبورغ، وعُزِفت أول مرة في 5 تشرين الأول من السنة نفسها (1،2).

وسُمِّيت بــ"سيمفونية سلم صول مينور الصغيرة" أيضًا؛ إذ إنَّ موتزارت ألَّف سيمفونيتين على هذا السلم، وهما: السيمفونية رقم 25 والسيمفونية رقم 40 (بعدها بــ15 سنة)، وهذا السلم هو المُستخدَم لدى موتزارت للتعبير عن الحزن أو المأساة (1،2،3،4).

وتُعدُّ السيمفونية رقم 25 أول سيمفونية "مأساوية" لموتزارت، وقد كُتبَت بأسلوب العصف والتوتر (Sturm und Drang). 

ويتميز أسلوب Sturm und Drang في الموسيقا بتطرف عاطفي درامي، وغالبًا ما يُمثَّل بسلالم ثانوية كما في هذه السيمفونية، وبتغيُّرات درامية مفاجئة في الإيقاع والتقنيات وعناصر الموسيقا التعبيرية وباستخدام تأثيرات مثل استخدام الــ"tremolo" (2،4).

الحركة الأولى (Allegro con brio):

من المحتمل أن تكون افتتاحية هذه السيمفونية الموسيقا الأولى التي تحمل الطابع "الموتزارتي". 

وهي ليست ساحرة أو مُصممة بدقة؛ بل مجهولة قليلًا ولكنَّها موسيقا فذَّة تمامًا، تقفز من صفحات النوتة وتستقر في ذاكرتنا (1).

وقد كُتِبت هذه الحركة بقالب السوناتا (3)، وجوهر هذه الحركة العلاماتُ المتكررة والسريعة والمتوترة والخارجة عن الإيقاع syncopation للكمان والفيولا، والتي تؤثر في المزاج فورًا. 

بينما الأوبوا تبقى ثابتةً على أربع علامات طويلة. 

ولإضافة الدراما، هناك توقف مفاجئ قبل أن تستكمل الوتريات علاماتها السريعة وتعزف الأوبوا لحنًا حزينًا مع الهورن؛ لتحدث زوبعة موسيقية. 

وفي نهاية هذه الحركة تُسترجع الموسيقا القوية على نحو جريء، لتقود الحركة إلى نهاية حادة (1،4).

الحركة الثانية (Andante):

كُتِبت هذه الحركة بقالب Operatic Aria  (3). 

وهي الحركة الوحيدة في السيمفونية التي لا تبدأ بأوكتافات خشنة، وفي هذه الحركة ينتقل موتزارت إلى سلم مي بيمول E-flat، وهناك تسترخي الكمانات بلحن لطيف وتشكِّل مع الباصون حوارًا ناعمًا (1،4). 

الحركة الثالثة (Menuetto and Trio):

كُتِبت هذه الحركة بقالب minuet، وهذه الحركة  مؤلَّفة من رقصة من ثلاثة أجزاء (3). 

وهي رقصة جليلة وصارمة، والقسم الثاني اللطيف الذي تعزفه النفخيات والهورن هو لمسةٌ غنائية أنيقة، ولكنَّ القسم الثالث يقتبس الافتتاحية ويختتم بكوردين صارمين (4).

الحركة الرابعة (Allegro):

كُتِبت هذه الحركة بقالب السوناتا (3)، وتبدأ بلحن نشيط تقدِّمه الوتريات؛ إذ يعيد التوتر والاضطراب الموجود سابقًا في الحركة الأولى، ونلاحظ الديناميكيات المتناقضة، والتي تتغير في الغالب ذهابًا وإيابًا دون سابق إنذار، وهذا ما يطلق العنان للتغييرات العاطفية المفاجئة (1،4).

ويزيد من جمال هذه السيمفونية أنَّه من المحتمل أنَّها كانت مصدر إلهام لبيتهوفن في سيمفونيته الخامسة؛ فقد كان يعرف السيمفونية جيدًا، فنسخ 29 ميزورًا منها في أحد كُتيباته، ومن المعتقد أيضًا أنَّ اللحن الافتتاحي للحركة النهائية للسمفونية رقم 25 قد يكون مصدر إلهام للحركة الثالثة من سيمفونية بيتهوفن الخامسة (2).

المصادر:

1. [Internet]. Cso.org. 2020 [cited 7 October 2020]. Available from: هنا

2. Mathias S. 6 Interesting Facts About Mozart's Symphony No. 25 | Parker Symphony Orchestra [Internet]. Parker Symphony Orchestra | Your Local Community Orchestra. 2020 [cited 7 October 2020]. Available from: هنا

3. Mozart, Symphony No. 25 - Manitoba Chamber Orchestra [Internet]. Manitoba Chamber Orchestra. 2020 [cited 7 October 2020]. Available from: هنا

4. Symphony No 25 | Indianapolis Symphony Orchestra [Internet]. Indianapolissymphony.org. 2020 [cited 7 October 2020]. Available from: هنا